التحالف الدولي ضدّ «داعش» بعد سنة… بين الجدوى والنتائج
سنة مرّت على إنشاء التحالف الدوليّ بقيادة أميركا، والذي كان هدفه ضرب التنظيم الإرهابي «داعش» والقضاء عليه، بعدما «اقتنعت» أميركا أنّ هذا التنظيم إرهابيّ وجب القضاء عليه.
سنة مرّت، والتحالف الدولي ينشر التقرير تلو الآخر، مبيّناً حجم الخسائر التي مُني بها التنظيم، لكنّه التحالف لم يأتِ على ذكر أعداد الضحايا من المدنيين الذين قتلهم في هذه الحملة.
سنة مرّت على إنشاء التحالف، ويبقى السؤال المطروح حول جدوى هذا التحالف، ونتائج ضرباته.
مجلّة «فورين بوليسي» الأميركية أثارت هذا الموضوع، محاولةً الإجابة على السؤال، وقالت إن فريق العلاقات العامة في التحالف الدولي بدأ يصدر تصريحات في نيسان الماضي تبشّر بقرب انتصاره على تنظيم «داعش»، وذلك بعد نحو ثمانية أشهر على بدء الحملة. موضحةً أن هذه التصريحات جاءت على شكل اقتباسات منسوبة لكبار القادة، وذلك لطمأنة الرأي العام بالنصر المنتظر، وقالت إننا اعتدنا على أنه يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الانتصار في الحروب الساخنة بسرعة.
ونقلت المجلة عن منظمة مستقلة راقبت الحملة الجوّية على مدى ستة أشهر، تقريراً يفيد بأنه قضى نحو 459 مدنياً نتيجة ضربات التحالف نفسها، وذلك حتى نهاية حزيران الماضي.
أما صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فنشرت تحقيقاً مطوّلاً عن الأزمة الليبية، كتبته ميسي رايان وتناولت فيه دور الغرب في المشكلات الليبية. وترى أن الدور الأميركي في ليبيا يضر بقدر ما يفيد هناك. قائلةً إن السنوات الأربع الماضية، ومنذ مقتل الرئيس القذافي، تمثل مشكلات الغرب في التعامل مع ليبيا. إذ قضت الولايات المتحدة أكثر من سنة تحاول وضع خطة لإيجاد أشخاص في ليبيا وتدريبهم وإعدادهم، وعندما انزلقت البلاد إلى حالة شديدة من العنف تخلّت الولايات المتحدة عن خطتها، وحرصت على ترك القيادة للأوروبيين.
«فورين بوليسي»: ماذا جنى التحالف من قصفه تنظيم «داعش»؟
مضت سنة على بدء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم «داعش» في كل من العراق وسورية، وذلك وسط انتقادات لاستراتيجية التحالف من جرّاء استمراره بالقصف الجوّي من دون نتائج ملموسة على الأرض.
وفي هذا الإطار، تساءلت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: ما الذي جنيناه بعد 12 شهراً من الضربات الجوّية ضد تنظيم «داعش»؟ وقالت إن فريق العلاقات العامة في التحالف الدولي بدأ يصدر تصريحات في نيسان الماضي تبشّر بقرب انتصاره على تنظيم «داعش»، وذلك بعد نحو ثمانية أشهر على بدء الحملة.
وأوضحت أن هذه التصريحات جاءت على شكل اقتباسات منسوبة لكبار القادة، وذلك لطمأنة الرأي العام بالنصر المنتظر، وقالت إننا اعتدنا على أنه يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الانتصار في الحروب الساخنة بسرعة.
وأضافت أن سقوط حركة «طالبان» في الحرب على أفغانستان في 2001 لم يستغرق سوى ثلاثة أشهر، وأن الإطاحة بنظام حكم الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين إبان غزو العراق في 2003 جرت في أسابيع.
بدأت المواجهة ضد تنظيم «داعش» في صيف 2014، لكنه لا يزال يسيطـر على مساحات شاسعة في كل مـن العـراق وسوريـة، كمـا يتحـدث مسؤولو التحالف عن خطوط مواجهة في شمال العراق بين قـوات البيشمـركـة الكرديـة وتنظيـم «داعش»، وكذلك عـن مواجهـات بيـن وحـدات حمـاية الشـعب الكـردية فـي سـورية وتنظيـم «داعش» أيضـاً.
وقالت «فورين بوليسي» إن نجاحات الأكراد ضد تنظيم «داعش» تسفر عن عواقب غير مقصودة، فبعد الانتصارات الكردية، جاءت المواجهة بين الأكراد وتركيا، وهناك علامات كثيرة تشير إلى أن «جبهة النصرة» تملأ الآن الفراغ الذي يتركه تنظيم «داعش» في بعض المناطق بسورية.
وأضافت أن الحرب على تنظيم «داعش» لن تنتهي في وقت قريب، فعندما سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نيل تفويض من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية ضده في وقت سابق من هذه السنة، طلب فترة ثلاث سنوات من أجل إضعاف التنظيم وهزيمته.
وأشارت المجلة إلى أن بعض الدول في التحالف الدولي طلبت تمديد مشاركتها لفترة أطول، وأن البرلمان البريطاني سيصوّت الشهر المقبل على توسيع الضربات الجوّية ضد تنظيم «داعش» في سورية.
وكثيرا ما تحدثت قوات التحالف عن أعداد القتلى في صفوف تنظيم «داعش»، ولكن ما هو عدد المدنيين الذين قتلوا؟
بحسب تقرير لمنظمة مستقلة راقبت الحملة الجوية على مدى ستة أشهر، فقد قضى نحو 459 مدنياً نتيجة ضربات التحالف نفسها، وذلك حتى نهاية حزيران الماضي.
وبينما يتم الترويج أن الحرب الجوية ضد تنظيم «داعش» مسألة دولية، فإن الجيش الأميركي هو الذي يحمل العبء الثقيل فيها، فالولايات المتحدة قامت بنحو 95 في المئة من مجموع الضربات الجوية في سورية، كما تعتبر واشنطن المسؤولة عن اثنتين من أصل ثلاث هجمات في العراق.
وأضافت «فورين بوليسي» أنه لا ينبغي لنا أن ننسى أن دحر تنظيم «داعش» عن المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسورية يمكن أن يترك فراغاً يقوم آخرون بملئه، وأن إلحاق الهزيمة به في العراق لا يزال مرهوناً بالتهديد الذي تمثله حكومة بغداد ـ التي يقودها الشيعة ـ وسياساتهم القسرية تجاه السنّة.
وأشارت إلى أن تنظيم «داعش» يبقى واحداً من الشرور التي تعصف بسورية، فقد تسبب بمقتل نحو 945 مدنياً منذ كانون الثاني الماضي في البلاد.
وختمت المجلة أنه بينما يتمّ إضعاف تنظيم «داعش»، فإن قوى ظلامية أخـرى تحلّ مكانه، وإن أيّ انتصار يحققه التحالف قد يكون طعمه مرّاً.
«إندبندنت»: من الفورة إلى الفوضى… موت الحلم الليبيّ
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية تحقيقاً مطوّلاً عن الأزمة الليبية حمل عنوان «من الفورة إلى الفوضى: موت الحلم الليبي».
كتبت المقال ميسي رايان وتناولت فيه دور الغرب في المشكلات الليبية. وترى أن الدور الأميركي في ليبيا يضر بقدر ما يفيد هناك.
تقول رايان إن السنوات الأربع الماضية، ومنذ مقتل الرئيس القذافي، تمثل مشكلات الغرب في التعامل مع ليبيا.
في البداية، قضت الولايات المتحدة أكثر من سنة تحاول وضع خطة لإيجاد أشخاص في ليبيا وتدريبهم وإعدادهم، وعندما انزلقت البلاد إلى حالة شديدة من العنف تخلّت الولايات المتحدة عن خطتها.
وحاول الرئيس أوباما أن يقدّم دعماً لليبيا حتى لا تتحول إلى مستنقع آخر في الشرق الاوسط. إلا أن الدعم الأميركي كان محدوداً وحرص على ترك القيادة للأوروبيين.
إلا أن الهجوم على السفارة الأميركية في بنغازي، وصور السفير الأميركي المحمول من غرفة محترقة، كانت نقطة تحوّل في البيض الأبيض. توقفت الأنشطة الدبلوماسية وبدا واضحاً للأميركيين أهمية الأمن في ليبيا.
ودعمت الولايات المتحدة والدول الثماني الكبرى إنشاء قوّة في ليبيا تسمّى قوة عامة.
ووافقت الولايات المتحدة على تدريب 6000 8000 شخص من القوة التي كان من المقرر أن تصل إلى 20 ألف مقاتل.
وأراد بعض العسكريين الأميركيين إنشاء جيش ليبيّ حقيقيّ وهو ما لم يعلّق عليه البيت الأبيض. وواجه العسكريون الأميركيون صعوبة بالغة في التحقق من خلفيات المجندين، الذين انتمى معظمهم إلى المليشيات، خوفاً من انقلابهم على مدرّبيهم الأميركيين.
وفي عام 2013، طالب الرئيس أوباما فريقه للأمن القومي بمضاعفة الجهود في ليبيا لتحسين أجهزة الحكم والأمن هناك. وواجه المسؤولون الأميركيون مشكلة في تنفيذ ذلك مع إبقاء الأوروبيين في القيادة، وحرص الرئيس أوباما على عدم المغامرة بوقوع ضحايا أميركيين في ليبيا.
في الوقت نفسه، وجد المسؤولون الليبيون صعوبة في إيجاد متدرّبين يقبلون السفر للتدريب الشاق في الخارج للانضمام إلى الجيش، في وقتٍ يحصلون على حياة جيدة بانضمامهم إلى الميليشيات.
وفي صيف 2014، توجه أكثر من 300 ليبي إلى معسكرات باسنبورغ في بريطانيا. إلا أن ثلث هؤلاء استُبعِدوا وأعيدوا إلى ليبيا بعد أشهر قليلة، بينما طالب آخرون باللجوء السياسي في بريطانيا.
وفي خريف السنة نفسها، أعيدت الفرقة بالكامل إلى ليبيا قبل انتهاء تدريبها، بعدما قيل عن قيام بعض أفراد القوّة، وهم تحت تأثير الخمر، باعتداءات جنسية في مدينة كامبردج القريبة.
ويقول مسؤول أميركي إن من دُرّبوا في الخارج تفرّقوا عندما عادوا إلى ليبيا.
«غارديان»: الرخاء النفطي في السعودية قد يكون في طريقه إلى الجفاف
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً للصحافي مارتن تشولوف من بيروت حول ما تواجهه السعودية من صعوبة في الحفاظ على أسعار الوقود منخفضة لمواطنيها.
يقول الكاتب إن الأنظمة القمعية في العالم العربي ارتعدت بعد «الثورات الشعبية»« التي اطاحت بالنظامين الاستبداديين في مصر وتونس. وإن أكثر المرتعدين كانت السعودية، وهو ما دفعها إلى مساعدة مصر في استعادة الدولة البوليسية، على حدّ قول الكاتب.
يقول الكاتب إن السعودية الآن تواجه صعوبة أخرى اقتصادية، وإن خبر بيع الحكومة سندات بقيمة نحو 27 مليار دولار هذا الأسبوع دليل على ذلك.
ويضيف أن انخفاض أسعار النفط، والذي يعتقد أنه لن يرتفع قبل سنتين، قد ترك آثاره على السعودية. فقد انخفض الاحتياطي المالي بنحو 100 مليار دولار خلال سنة، إضافة إلى الكلفة العالية للحرب السعودية في اليمن وكلفة محاولات السعودية ضمّ أطراف إلى تحالفها هناك.
ويرى الكاتب أن العائلة الحاكمة في السعودية استخدمت رأس مالها لتقود حرباً على نفوذ إيران التي تستعيد عافيتها، وتفوز في معركة النفوذ عبر حلفائها في اليمن وسورية ولبنان والعراق.
وينقل الكاتب عن أحد مسؤولي الاستخبارات، لم يسمّه، القول إن السعوديين يشعرون أن الأميركيين قد بدلوا مواقفهم في المنطقة، لكن السعوديين إذا انصرفت أنظارهم عن الجبهة الداخلية فسينتهون.
ويخشى صنّاع القرار في السعودية أن يتحول الشباب، إذا رأوا أن الدولة لا تقدّم لهم ما يريدون، إلى التطرّف وأن يجدوا في «داعش» بديلاً.
ويرى الكاتب أن الجبهة الداخلية أصبحت مصدراً للقلق أكثر من إيران، خصوصاً بعد انضمام ما يصل إلى 2000 سعودي إلى تنظيم «داعش» خلال السنوات الثلاث الماضية.
كما أن هناك خشية في بعض الدوائر في السعودية من أن تراجع النفوذ السعودي لمصلحة إيران، قد يستغله تنظيم «داعش» في تحدّيه شرعية الحكام في السعودية.
«دير شبيغل»: ارتفاع في صادرات الأسلحة الألمانية
ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن حجم صادرات الأسلحة التي أجازتها ألمانيا سجّل ارتفاعاً كبيراً منذ بداية هذه السنة، خصوصاً إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوردت الأسبوعية استناداً إلى ردّ وجّهته الحكومة إلى نائب معارض، أنّ مبيعات المعدّات الدفاعية التي أجازتها وزارة الاقتصاد الألمانية بين كانون الثاني وحزيران، تمثل ما قيمته 6.35 مليارات يورو، ما يكاد يوازي مجموع هذه الصادرات على مدى عام 2014.
وأشارت المجلة إلى الموافقة على تسليم الكويت اثنتي عشرة دبابة من طراز «فوش»، وبريطانيا أربع طائرات إمداد، و«إسرائيل» غوّاصة من طراز «دولفين».
وتشكّل هذه الموافقة مرحلة تمهيدية تسبق البيع الفعلي لهذه الأسلحة.
لكن وزير الاقتصاد الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابرييل كان التزم في آب 2014 الحدّ من صادرات الأسلحة، معتبراً أنّ بيع أسلحة للخارج يعني القيام سريعاً بصفقات مع الموت.
ويريد غابرييل أن تفرض الدوائر التابعة له رقابة أكبر على إصدار أذونات التصدير، خصوصاً لجهة هوية الدول الشارية ومدى احترامها حقوق الإنسان.