سناتور أميركي: إذا سقطت دمشق فنهاية أوروبا لن تكون بعيدة
رغم التطورات السياسية التي تشهدها العاصمة السورية دمشق، لم تتوقف المواجهات بين الجيش السوري والتنظيمات الإرهابية في غالبية جبهات القتال، وعلى رغم ذلك، فإن الحراك السياسي في المنطقة أثار توقعات بوجود جدية حقيقية لتسوية الأزمة.
ومع الفشل الذريع لبرنامج تدريب ما تسميهم الولايات المتحدة بالمعارضة المعتدلة، واختفاء أكثر من نصف متدربيها، تزداد وتيرة القتال في مناطق مختلفة من البلاد، حيث يسجل تقدم للجيش السوري تؤازره فصائل المقاومة اللبنانية في حلب وريف دمشق.
يأتي كل ذلك مع جهود كبيرة بحسب ديبلوماسيين في دمشق باتجاه الانتقال إلى حل سياسي متوافق عليه إقليمياً ودولياً.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طالب بتوحيد جهود جميع الأطراف السورية التي تقاتل تنظيم «داعش» على الأرض. ولفت إلى أن دعوة الرئيس فلادمير بوتين لتشكيل جبهة واسعة لمكافحة «داعش» حظيت باهتمام دولي.
فبعد مرور أسابيع على إطلاق المبادرة الروسية لحل الأزمة السورية، تهدف محادثات ديبلوماسية مكثفة غير مسبوقة، من الدوحة إلى طهران فمسقط، الى وضع حد لما خلفته سنيّ الحرب العجاف من قتل ودمار، حتى باتت خطراً على المنطقة برمتها. المبادرة التي أطلقت على لسان الرئيس فلاديمير بوتين وصفت بالمعجزة، لما تضمنته من جمع لدمشق والرياض في إطار تحالف واسع يشمل تركيا والأردن لمواجهة تنظيم «داعش».
وفي السياق، بحث لافروف مع نظيره المصري سامح شكري الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على التطورات في سورية، وذلك خلال مكالمة هاتفية بينهما جرت أمس.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان صدر تعليقاً على المكالمة: «جرى تبادل الآراء حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط مع التركيز على التطورات في سورية والمنطقة. وتم التشديد على أهمية مواصلة الجهود المكثفة من أجل تسوية الأزمة بالوسائل السياسية في أقرب وقت، بما في ذلك حشد الدعم الدولي لعملية التوصل إلى الوفاق الوطني في الجمهورية العربية السورية».
كما جاء في البيان أن الوزيرين بحثا الخطوات العملية في سياق تعزيز التعاون بين وزارتي خارجية الروسية والمصرية.
إلى ذلك، أعرب السناتور الأميركي ريتشارد بلاك الذي يمثل ولاية فرجينيا في مجلس الشيوخ الأميركي، عن قلقه من مصير منطقة الشرق الأوسط بأكملها في حال سقوط دمشق وسورية.
وقال السناتور الذي كان قد أعرب عن شكره للرئيس السوري بشار الأسد على الجهود التي بذلها من أجل حماية المسيحيين، في مقابلة مع RT: «في حال سقوط دمشق، سيرتفع العلم الأسود والأبيض المروع لـ«داعش» فوق سورية». وتابع: «خلال شهور بعد سقوط دمشق، سيسقط الأردن ولبنان». واعتبر أن تنظيم «داعش» سيتوجه بعد ذلك إلى أوروبا.
وأعاد بلاك إلى الأذهان أن سنوات التدخل الأميركي في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى أسفرت عن تشريد أعداد هائلة من المسيحيين في سورية والعراق والبلقان.
ويؤكد بلاك الذي خدم في قوات المارينز، ثم عمل في هيئة القضاء العسكري التابعة للجيش الأميركي قبل انتخابه ممثلاً لولاية فرجينيا في مجلس الشيوخ، أن حكومة الأسد تحارب «داعش» بصورة فعالة وتعمل على حماية المسيحيين الباقين في سورية بحسب تعبيره.
وأضاف: «إنني أنظر إلى سورية باعتبارها مركز ثقل بالنسبة للحضارة الغربية».
ميدانياً، يواصل الجيش السوري والمقاومة اللبنانية عملياتهم في مدينة الزبداني بريف دمشق وحلب وإدلب حيث تقدموا في حي الزهرة وحرَّروا مسجد الزهرة وعدة مناطق جديدة شمال غربي المدينة.
هذا التقدُّم جاء بعد تحريرِ دوَّارِ الكورنيش وحيِ جامعِ بردى وتقدُّمٍ على المحورِ الشرقي للزبداني ووقوعِ قتلى وجرحى بصفوف المسلحين.
كما واصلت وحدات من الجيش بالتعاون مع المقاومة اللبنانية تقدمها باتجاه مركز مدينة الزبداني وأحكمت السيطرة على عدد من كتل الأبنية بعد القضاء على العديد من أفراد التنظيمات الإرهابية التكفيرية.
وأفاد مصدر عسكري أن وحدات من الجيش والمقاومة نفذت عمليات دقيقة على بؤر إرهابيي «جبهة النصرة» المدرج على لائحة الارهاب الدولية وما يسمى «حركة احرار الشام الاسلامية» وتمكنت من «إحكام السيطرة على 16 كتلة من الابنية شمال مركز مدينة الزبداني». وأضاف المصدر أن العمليات أسفرت عن «مقتل وأصابة العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم».
وكانت وحدات الجيش المدافعة عن مطار كويرس مدعومة بسلاح الجو أحبطت محاولات تسلل إرهابيين من تنظيم «داعش» وأوقعت في صفوفهم عشرات القتلى ودمرت عدداً كبيراً من الآليات والعربات المدرعة، فيما دمر سلاح الجو آليات وتجمعات ما يسمى «جيش الفتح» بريف حماة الشمالي الغربي وأوقع عشرات الإرهابيين أغلبهم من جنسية أجنبية قتلى بغارات له في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.