أوباما يقرّ بأهمية دور إيران ويعترف بفشل الحظر
بشرى الفروي
فرضت إيران نفسها على الساحة الدولية والإقليمية كقوة وازنة لا يمكن تجاهلها واستطاعت الحصول على الاتفاق النووي بعد اعوام طويلة من الحصار والعقوبات وبرهنت للعالم بحنكة سياستها، انه لا بديل من تطبيق الاتفاق.
يرى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن: «العقوبات الاحادية الاميركية على ايران فشلت في إرغامها بالجلوس على طاولة المفاوضات وأن التقدم الايراني كان سيستمر رغم هذا الحظر». وأوضح في كلمة وجهها الى الكونغرس، أن الحصول على الاجماع الدولي في شأن ايران لم يكن بالأمر السهل وان حلفاء واشنطن خسروا مليارات الدولارات لهذا السبب. وأضاف أوباما في تحدٍ واضح لمعارضي الاتفاق في الكونغرس ان «الذين يتوقعون تخلي البيت الابيض عن الاتفاق يحلمون ويتوهمون».
حجج اوباما التي يسوقها أمام معارضيه توضح محدودية الخيارات، فإيران دولة قوية، اقتصادياً وجغرافياً، وتملك بنية تحتية حقيقية، فلو لم يقبل الغرب بالخيار الديبلوماسي التفاوضي واستمروا بالعقوبات والتهديد بالحرب فإن روسيا والصيـن ستقفـان الى جـانب ايران ويدعمانها معنوياً وتسليحياً.
وأضاف الرئيس الأميركي إن على السعودية وايران التنبه الى ان انهيار اليمن أو سورية أخطر من حالة العداء المتبادل بينهما والذي وصفها بأنها «مجرد أوهام».
وخلال مقابلة على شبكة «سي ان ان» باللغة العربية، جدد أوباما تأكيده على أن الاتفاق الذي توصلت إليه مجموعة القوى الكبرى مع إيران، بشأن البرنامج النووي، يضع صداقية الولايات المتحدة على المحك.
ترى الإدارة الأميركية انه لا مجال سوى التعاون والتنسيق مع ايران وخصوصاً بعد فشل حلفائها في المنطقة. وان التفاهم على الاتفاق النووي سيسمح بفتح قنوات اتصال بينها وبين ايران حيث قال أوباما: «أن حل القضية النووية الإيرانية، يتيح إمكانية فتح محادثات موسعة مع إيران في قضايا أخرى، مشيراً إلى سورية على سبيل المثال».
جاءت المواقف الاميركية الأخيرة في وقت سرت أنباء عن وجود مبادرة إيرانية للحل السوري، حيث يبدو أن المسؤولين في واشنطن على علم بها، بعد قرابة سنتين من الحوار الأميركي – الإيراني النووي، الذي غالباً ما تخلله الحديث في شؤون كثيرة غير نووية كان في طليعتها سورية. وأنهم باتوا على قناعة بأن الحلول الممكنة قد تتضمن بقاء الأسد في الحكم لفترة محددة، وهذه فكرة لطالما وردت ضمنياً على لسان مسؤولي الإدارة الأميركية، الذين كرروا أن الحل في سورية يتمثل بالتوصل إلى تسوية بين النظام والمعارضة المعتدلة.
يقول الأميركيون ممن شاركوا في محادثات من هذا النوع إن الإيرانيين يعتقدون أنه طالما يتمتع الأسد بشعبية تخوله العودة إلى الرئاسة، فلا مكان للقوى الخارجية لفرض رؤيتها القائلة بوجوب خروج الأسد من الحكم كشرط للتسوية.
نوايا الادارة الاميركية بشأن التسويات في المنطقة غير واضحة الى الآن بسبب تضارب مصالح حلفائها، فهل الحل الذي تطمح إليه الإدارة الأميركية في سورية مرحلي لا يتعدى ايجاد وقف إطلاق نار بين الدولة والمجموعات الإرهابية، لتمهيد الطريق لقتال «داعش» أم أن هناك تسوية كبرى على كل ملفات المنطقة؟