الجبير في موسكو لهبوط آمن… وظريف في بيروت يمدّ اليد للسعودية الدورة الإستثنائية على نار حامية… والأولوية لـ«مشروع إبراهيم»

كتب المحرر السياسي:

بعدما حزم الملك السعودي أمره وحدّد تشرين الأول موعداً لزيارته إلى موسكو انتقل ملف العلاقات الثنائية السعودية الروسية ومحوره سورية، والحلّ السياسي فيها وفقاً لمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحلف للحرب على «داعش» يضمّ البلدين، سورية والسعودية، من ملف يحمله ولي ولي العهد محمد بن سلمان ويتحمّل في المنافسة على السلطة مع ولي العهد محمد بن نايف تبعات الربح والخسارة فيه إلى ملف رسمي سعودي يحمله وزير الخارجية عادل الجبير، الذي يقف على خط التماس بين الـ»محمدين»، ويرجح الملك كفة خياراته، ويملك كلمة السرّ الأميركية، مشفوعة بعواطفه التي تميل نحو علاقاته المميّزة بـ»تل أبيب»، فتأتي زيارة الجبير إلى موسكو اختباراً للتوازنات الداخلية في الرياض من جهة ولمدى قدرتها على التموضع في الخيارات الدولية الإقليمية الجديدة من جهة مقابلة، خصوصاً أنّ الطريق بات ممهّداً أمام إطلاق تسوية يمنية تحت عنوان تطبيق قرار مجلس الأمن وفقاً لروزنامة تراعي مطالب الحوثيين فتضع الانسحاب من المدن خطوة لاحقة لتعيين قيادة متفق عليها للجيش ودمج ألويته.

المتوقع في موسكو أن يطلب الجبير دعم روسيا لهبوط آمن، للطائرة السياسية السعودية، بما لا يعرّضها لحوادث مفاجئة بسبب قوة الانعطاف، طالباً التفهّم لبطء التحوّل في الموقف المعلن تجاه سورية، ومنح السعودية الوقت الكافي للانتقال من الدعوة لإسقاط الرئيس السوري إلى الدعوة لتنحّيه ثم الدعوة لاستفتاء السوريين حول بقائه تحت رقابة أممية وصولاً إلى القبول بأن يترك أمر الرئاسة لانتخابات يشترك فيها الجميع ويرتضي الجميع نتائجها، على أن تكون هذه إحدى مهمات مؤتمر جنيف للحوار السوري السوري.

في المقابل يزور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بيروت، في زيارة ليومين، تتضمّن برنامجاً بروتوكولياً، وتؤكد أنّ إيران لن تتدخل في الشأن اللبناني، خصوصاً ما يتصل بالرئاسة اللبنانية، لكن ظريف وفقاً لمصادر مطلعة سيتخذ من بيروت منصة لإعلان مدّ إيران يدها إلى الدول العربية وخصوصاً السعودية للتعاون في حلحلة الملفات الإقليمية العالقة، ومنها خصوصاً أزمتي سورية واليمن.

في مناخ التوجه الصعب نحو التسويات، ينتبه اللبنانيون لضرورة إمساك أنفسهم عن الذهاب إلى الهاوية، فيضبط التيار الوطني الحر حركة شارعه ليوم غد الخميس ومن دون بلوغ حدود التصادم، ويتحرك مقترح المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بتسريع فتح الدورة الإستثنائية للمجلس النيابي، عبر صيغة تقوم على استكمال توقيع الوزراء الذين لم يوقعوا المرسوم الخاص بفتحها، بما يمهّد لنشر المرسوم في الجريدة الرسمية، وعودة الحياة إلى المجلس النيابي، الذي يتولى رئيسه إدراج تعديل قانون الدفاع على جدول أعمال الدورة وفقاً لإقتراح قانون يطال تعديل سن تقاعد الضباط من رتبة عميد وما فوق، فيرفع سقفها لثلاث سنوات إضافية، ما يضمن سحب فتيل التفجير المتصل بفرص تولي العميد شامل روكز قيادة الجيش مع نهاية الولاية الممدّدة للقائد الحالي للجيش العماد جان قهوجي بعد سنة.

تعويل على زيارة ظريف

يحط وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في لبنان اليوم في زيارة تستمر يومين سيضع خلالها المسؤولين اللبنانيين في أجواء اتفاق فيينا.

ويستهل ظريف زيارته اللبنانية من ضريح الشهيد عماد مغنية في السادسة والنصف مساء، قبل أن يلتقي رئيس الحكومة في السابعة، على أن يزور غداً رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. كما سيلتقي ظريف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والفصائل الفلسطينية، ويختتم زيارته بمؤتمر صحافي قبيل مغادرته بيروت إلى سورية.

وأكدت أوساط سياسية «أن أهمية هذه الزيارة الإيرانية تكمن في أنها تأتي بعد الاتفاق النووي». ولفتت الأوساط إلى «أن الوزير الإيراني سيجدد موقف بلاده من «أن الانتخابات الرئاسية شأن داخلي لبناني وأن طهران تدعم ما يتفق عليه اللبنانيون، وتحرص على استقرار لبنان».

وتتزامن زيارة ظريف إلى لبنان مع الجلسة السابعة والعشرين التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لانتخاب رئيس، بات رهن المتغيرات الإقليمية.

مسعى إبراهيم مستمر إلى منتصف تشرين الأول

وتتجه الأنظار اليوم إلى الموقف الذي سيصدر عن تكتل التغيير والإصلاح عقب الاجتماع الأسبوعي برئاسة العماد ميشال عون في الرابية، والذي يحدد خلاله ملامح المرحلة المقبلة على ضوء مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم التي بحسب المعلومات ستبقى سارية المفعول إلى 15 تشرين الأول .

وأكد وزير التربية الياس بوصعب «أننا اليوم أمام مفترق طرق فإما أن يقبلوا بنا شركاء حقيقيين ويشاركوننا في القرار لكي نستطيع معاً إنقاذ لبنان من المرحلة التي نمر بها أم أنهم سيتحملون المسؤولية وحدهم».

المواجهة تتسابق مع مساعي التسوية

وأكدت مصادر «الوطني الحر» لـ«البناء» أن التيار سيواجه العملية الانقلابية التي تحصل على الدستور والقانون والميثاق ولن يسكت عن الحقوق، إلا أنها أشارت إلى أن هناك مساعي للتسوية وتحريكاً لمبادرة اللواء إبراهيم».

ولفتت المصادر إلى «أن التيار ليس ضد التسوية بالمطلق وهو مع قوننة بعض المخارج، لكن شرط أن يلحق رفع سن التقاعد كل الأشخاص من الفئة نفسها ومن دون تمييز».

وأشارت إلى «أن التيار الوطني يستعد للمواجهة الديمقراطية التي تتسابق مع مساعي التسوية التي سيسير بها التيار إذا كانت مقبولة، والأمر متروك إلى ما بعد نجاح أو فشل المبادرة».

وشددت المصادر على «أن تحديد ساعة الصفر للتحرك يعود إلى العماد عون وسنعتمد كل الوسائل الديمقراطية المتاحة، من التظاهر إلى العصيان المدني وصولاً إلى دعوة المواطنين إلى الامتناع عن دفع الفواتير والضرائب».

وشددت المصادر على «أن تحرك التيار الوطني الحر سيحمل عنصر المفاجأة من حيث التوقيت، والدعوة موجهة لكل الشعب اللبناني الذي تدوس الطبقة السياسية على حقوقه وعلى القانون والدستور والوطن في نظام قائم على شريعة الغاب».

وأعلنت المصادر «استعداد القواعد الشعبية للتيار للتحرك على كل المستويات، سيشمل المناطق اللبنانية كافة ولن يكون محصوراً في منطقة معينة، سيشمل كل الطوائف والشرائح والمكونات».

ويجتمع لقاء الأحزاب والشخصيات الوطنية اليوم. وعلمت «البناء» أن «اللقاء سيتخذ موقفاً داعماً لـ«الوطني الحر» سيكون بمثابة احتضان لتحركاته ومطالبه الوطنية».

تهديد عون بالنزول إلى الشارع سينعكس سلباً عليه

في مقابل ذلك، أكدت مصادر مطلعة في تيار المستقبل لـ«البناء» أن على رئيس التيار الوطني الحر أن يلوم حليفه حزب الله الذي وافق على التمديد للعماد جان قهوجي، بدل أن يوجه اتهاماته إلى تيار المستقبل». ولفتت المصادر إلى «أن تيار المستقبل لن يتراجع عن موقفه الرافض لرفع سن التقاعد للضباط العسكريين ثلاث سنوات»، معتبراً «أن تهديد العماد عون بالنزول إلى الشارع سينعكس سلباً عليه كما حصل في المرة السابقة».

ويجتمع مجلس الوزراء الخميس المقبل على وقع تأكيد حزب الله على لسان النائب نواف الموسوي ضرورة أن يتوقف الجدل في شأن آلية اتخاذ القرار في الحكومة على قاعدة الإقرار بحق التيار الوطني الحر بأن يكون شريكاً كاملاً في اتخاذ قراراتها، لا أن يتم تهريب القرارات من خلال زيارات ليلية خارج الدوام للوزارات لتوقيع مراسيم، فالدولة لا تدار هكذا بل بالتوافق».

الحكومة إلى الإنتاج الخميس

وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» أن «مبادرة اللواء إبراهيم تقوم على اقتراح قانون في مجلس النواب أو على مشروع قانون في مجلس الوزراء يرسل إلى المجلس النيابي سواء في عقده العادي أو الاستثنائي ويتضمن رفع سن التقاعد للعمداء الذين سيحالون إلى التقاعد في وقت قريب ويستفيد منه عدد كبير من العمداء في الجيش ومنهم العميد شامل روكز».

ولفت جريج إلى «أن هذا الأمر يلاقي اعتراضات كثيرة تعود إلى العدد الكبير للعمداء الذي سيشملهم القرار وما سيترتب على ذلك من أعباء مالية».

وشدد جريج على «أن الحكومة ستنتقل إلى الإنتاج ولن تبقى في دائرة الشلل والتعطيل فموضوع آلية العمل الحكومي مبتوت بها على قاعدة أن التوافق على أي قرار لا يعني التعطيل كما لا يعني الإجماع».

ولفت إلى «أن الحكومة ستتخذ القرارات في جلسة الخميس المقبل بمعزل عن موقف أي كتلة أو فريق داخل الحكومة، فبعد إنجاز بند التعيينات الأمنية، لم يعد بحث هذا الأمر شرطاً يتمسك به وزراء التيار الوطني الحر للانتقال إلى بنود أخرى».

إنجاز أمني لمخابرات الجيش

أمنياً، أوقفت مخابرات الجيش أمس الإرهابي عبد الرحمن طارق الكيلاني من الحارة البرانية في طرابلس وهو عائد من البرازيل. وكان الكيلاني يعمل على تمويل جماعات إرهابية تابعة لـ«جبهة النصرة» وتجنيد شباب عبر «فايسبوك» و«واتساب». وأوقفت مخابرات الجيش أيضاً على حاجز عين الشعب- عرسال ستة سوريين للاشتباه بارتباطهم بالمجموعات المسلحة ومن بينهم عسكريان منشقان عن الجيش السوري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى