الحاج لـ«الإخبارية»: سورية ستحصد ثمار صمودها بعد الانتخابات

أشار الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحاج علي إلى أن «القيم والقرارات السياسية لدى الولايات المتحدة هي منظومة خطيرة بالنسبة لهم فهي تعطيهم مؤشرات على أنهم أسياد العالم، والعالم بأجمعه حديقة خلفية لهم وواقع تحت سيطرتهم»، معتبراً أن «الولايات المتحدة عندما ترعى «الوهابية» عليها أن تتحمل التداعيات التي سترتد عليها، فمقاييس القوى الصماء يجب أن تتغير، لأن العالم تغير ولم تعد هي القطب الأوحد المسيطر على العالم».

ورأى أن «الانتخابات هي انتخاب على وطن وبلغت نسبة التصويت 11 مليون مواطن من أصل 15 مليون، وهذه نسبة لا يستهان بها قياساً للظروف الصعبة التي تتعرض لها سورية، فالانتخابات هي حالة وطنية تدل على أن المناخ العام سليم جداً ومناسب للدخول في مرحلة جديدة، أي أن تبلغ النسبة 73 في المئة هذا يدل على سياق وطني عام انصهر فيه الشعب السوري في بوتقة واحدة للعبور بسورية إلى بر الأمان»، مشيراً إلى أن «النسبة في التصويت تكاد تكون إعجازية ولكن الأساس القائم على حيوية الشعب السوري أصبح متحققاً الآن بعد صدور نتائج التصويت وتسليمها لمجلس الشعب، وبعد صدور النتائج سيحترم المرشحان الآخران، لذلك يجب أن يتم الاحتفال بنتائج الانتخابات بشكل راقٍ بعيداً عن إطلاق الرصاص كما طلب الرئيس بشار الأسد»، مؤكداً أن «أفراح سورية متماهية مع مواقفها الوطنية وستحتفل بمنطقها ومستواها الحضاري لكي تطلق صورة للعالم بأن شعبها حضاري يستحق أن يقدم نموذجاً يحتذي به للعالم»، موضحاً أن «سورية صبرت كثيراً وكان لديها القوة على مسك النفس وعدم الانفعال وإعطاء كل قوة استحقاقها، وهذا دليل شجاعة، وبعد إعلان النتائج اليوم ستحصد سورية نتيجة هذا الصبر والصمود».

وقال: «موعد المؤتمر الذي عقدته إيران في طهران كان موعداً ذكياً جداً في موعد الانتخابات حتى توصل رسالة إلى أميركا والغرب أنهما ليسا من يقرر مصير الشعب السوري، وأصدقاء سورية في طهران وجهوا كلمة للغرب بأنهم داعمون لسورية ومواقفها، وسيردعوا المشاريع الاستعمارية ويقولوا للعالم إنهم مع سورية ولن يتخلوا عنها».

وفي ما يخص دول الخليج، قال الحاج: «بدأت المسألة تتوضّح وخيارات الشعوب بدأت تلقي بزبدها على الحكومة، فالحكومات لم تعد قادرة على تجاهل قوة الشعب الذي منه وحده تستمد الحكومات شرعيتها».

وعن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للبنان، قال الحاج: «جاء كيري ليقول إن أميركا تريد أن تصنع جداراً حتى لا ينهار الوضع في لبنان، وجاء ليوصل رسالة أنه لا حل في سورية إلا بالحوار والعمل السياسي»، مشيراً إلى أن «الحكومة الأميركية فقدت وزنها بالتدريج».

وختم الحاج: «كل العالم الآن يحبس أنفاسه لأن إعلان الحقيقة بطريقة دستورية سيكون له وقعه، فالأصدقاء الحقيقيون سيفرحون لنصر سورية والأعداء سيموتون بغيظهم، كما نؤمن أن الأجيال القادمة التي ستظهر فيها معايير جديدة تختلف عن معاييرنا، وهذا الوطن وصل إلى هدفه الرئيسي وهو بناء جيل واعٍ كبر على حب الوطن والإخلاص له».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى