كفريا والفوعة… إن لم تمت بالقذائف فبالموت جوعاً!؟

رضا زيدان

عشرون دقيقة تفصل بين إدلب وقريتي كفريا والفوعة إلى الشمال الشرقي من المحافظة، لم يكن سهلاً على قوات ما يسمى «جيش الفتح» السيطرة على القريتين كما كان متوقعاً، لا سيما بعد سقوط إدلب بيد التنظيم الإرهابي، فمفاتيح البلدتين لم تسلم حتى اللحظة رغم اشتداد الحصار وكثافة نار القذائف.

حصارٌ خانق مطبق على القريتين، وأهالٍ يواجهون الموت في منازلهم، يدافع عنهم شبان ورجال من اللجان الشعبية ممن نذروا أنفسهم للوقوف في وجه الموت، في معركة مصيرية وجودية.

مصدرٌ طبي مسؤول صرّح: «بأن القريتين تعيشان وقائع حصار خانق، بدأ مع سقوط مدينة إدلب قبل نحو أربعة أشهر، في حين تقوم طائرات الجيش السوري بإلقاء المؤن في شكل مستمر، إلا أن هذه المساعدات ليست بكافية بسبب الازدحام السكاني الكبير فيهما، حيث يقطنهما أكثر من 40 ألف مدني في القريتين».

مساعدات طبية وأخرى عسكرية ومساعدات تتعلق بأمور المحروقات «كالمازوت» لاستخراج مياه الشرب وإتمام عمل المستشفى التخصصي في بلدة الفوعة، مظلات لإلقاء هذه الحاجيات تصيب في عملها مرّات وتفشل مرّات أخرى فالهواء والأحوال الجوية ليست بيد أحد من المتطوعين.

مصادر محلية تقول عن الناحية الطبية: «نحن نعاني من نقص في المواد الطبية ولكن إلى الآن الوضع مسيطر عليه نرجو من الجيش السوري ومن المنظمات المحلية والدولية التدخل في شكل سريع قبل حصول كارثة إنسانية لا تحمد عقباها».

يعاني سكان القريتين من نقص حاد في الطحين، ولكن طبيعة الأرض الزراعية مكّنت سكان القريتين من الاعتماد على ما تنتجه الأرض من خضروات وأطعمة قابلة للأكل، ومع ذلك لا تكفي للسكان الموجودين.

مصدر محلي عرّف عن نفسه باسم «أبو محمد» قال «في بيئة ريفية نزرع بعض الخضروات والحبوب كالفول والحمص وغيرها والناس يساعدون بعضهم في مسائل الطعام» إلا أنه عاد ليقول «ذلك لا يطمئن من ناحية الغذاء مع استمرار الحصار لعدد المدنيين الكبير».

موقف البلدتين في غاية الحساسية فعلى العقلاء أن يتدخلوا لتحييد القريتين عن الصراع ومنع استهدافهما، وهو مبدأ يجب أن يعمم على المناطق الأخرى، فالأمر ينذر بأزمة إنسانية كبيرة، تضع من ينجو من القذائف والرصاص عرضة للموت جوعاً أو مرضاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى