موسكو: هدف استراتيجية كييف مواجهة روسيا

أعلن أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن استراتيجية الأمن الوطني الأوكرانية حتى عام 2020 تهدف إلى مواجهة طويلة الأمد مع روسيا، معرباً عن قلقه بهذا الشأن.

وقال باتروشيف للصحافيين أمس، إن أحد بنود الاستراتيجية الأوكرانية يعلن روسيا معتدية وتشكل وتهديداً خارحياً رئيسياً على أوكرانيا، بينما يعلن بند آخر تخلي كييف عن سياسة تعدد الاتجاهات وتسمية الولايات المتحدة شريكاً استراتيجياً وحيدا.ً

وأضاف أن الوثيقة تقضي بضرورة التخلي عن الحيادية وإصلاح الجيش والصناعات العسكرية طبقاً لمعايير الناتو وزرع العداء لروسيا في الشباب الأوكراني.

كما أكد باتروشيف أن الاستراتيجية الأمنية الأوكرانية تهدف إلى سياسة العسكرة وتصعيد النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا.

وقال: «من البديهي أن الوثيقة تمثل أساساً لمواصلة سياسة العسكرة ولا تأخذ في الاعتبار احتياجات وتطلعات سكان البلاد وتسمح للولايات المتحدة والناتو باستخدام قاعدة الموارد الأوكرانية وتستفز مواصلة تصعيد النزاع في جنوب شرقي البلاد».

وبرأي باتروشيف فإن الوضع الحقيقي للأمور في أوكرانيا يختفي وراء خطر وهمي، مشيراً إلى أن كييف تحاول المماطلة في حل قضايا ملحة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني بافيل كليمكين على ضرورة عقد حوار مباشر بين كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك جنوب شرقي أوكرانيا.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أول من أمس أن الجانب الروسي جدد أثناء المكالمة التي أجريت بمبادرة أوكرانية تأكيد ضرورة إجراء حوار مباشر بين السلطات في كييف والجمهوريتين الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد، باعتباره ضماناً لإيجاد حل للمشاكل العالقة يرضي كلا الطرفين.

كما أفادت الوزارة بأن لافروف وكليمكين بحثا المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة الأوكرانية وسير تنفيذ اتفاقات مينسك وكذلك الوضع الإنساني في دونباس.

من جهة أخرى، أفادت وزارة الخارجية الأوكرانية بأن كليمكين أثناء اتصاله مع لافروف أعلن ضرورة عدم التباطؤ في «بدء الاستعدادات لإجراء انتخابات محلية في أراضي «بعض مناطق في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك بمتابعة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي».

أكدت وزارة الداخلية الأوكرانية بأن وزيري الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير سيتخذان قرارهما بشأن إجراء محادثات لاحقة في إطار «رباعية النورماندي» بعد مشاورات مع نظيرهما الروسي سيرغي لافروف.

وقال المكتب الإعلامي للوزارة إنه خلال اتصالين هاتفيين أجراهما وزير الخارجية الأوكراني بافيل كليمكين مع نظيريه الألماني والفرنسي «جرى الاتفاق على أن تكون نتائج اتصالات برلين باريس الرسميتين مع موسكو أساساً لاتخاذ قرارات حول خطوات لاحقة محتملة في إطار صيغة النورماندي، بما في ذلك إجراء مؤتمرات عبر الفيديو أو لقاءات شخصية بين ممثلي أوكرانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا».

وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو كلف وزير خارجيته بافيل كليمكين بإجراء مشاورات مع نظرائه في روسيا وفرنسا وألمانيا حول الوضع بمنطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا حيث يدور صراع دام هناك.

وكتب بوروشينكو في تغريدة في موقع تويتر الاثنين: «لقد كلفت الوزير بافيل كليمكين بإجراء مشاورات طارئة على مستوى وزراء خارجية رباعية النورماندي لبحث تطورات الأوضاع في دونباس».

وكان وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس والأوكراني بافيل كليمكين اجتمعوا في النورماندي في فرنسا تموز من العام الماضي، إحياء لذكرى نزول قوات دول التحالف ضد هتلر في هذه المنطقة عام 1944، ليجتمعوا بعد ذلك مرات عدة بهدف بحث سبل تسوية الأزمة الأوكرانية، فصارت الرباعية تسمى منذ ذلك الحين بمجموعة النورماندي.

وفي وقت سابق من الاثنين، عقد بوروشينكو اجتماعاً حول الوضع في دونباس مع سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني ألكساندر تورتشينوف ورئيس هيئة الأركان فيكتور موجينكو ووزير الدفاع ستيفان بولتوراك، حيث أمرهم بإبلاغ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمركز المشترك للتنسيق والمراقبة بأحداث انتهاك نظام وقف إطلاق النار في منطقة الصراع.

وكانت وزارة الدفاع في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد أعلنت أن القوات الأوكرانية أطلقت 663 قذيفة من مدافع ودبابة ومدافع هاون خلال الساعات الـ24 الماضية، الأمر الذي أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة رابع بجراح.

وبحسب الوزارة، فإن ضرراً كبيراً طاول مناطق في جمهورية دونيتسك، حيث ارتفع عدد حوادث خرق نظام وقف إطلاق النار 3 مرات منذ يوم الأحد الماضي.

بدوره، أشار مفوض جمهورية دونيتسك الشعبية بحقوق الإنسان إلى أن 28 مدنيا لقوا مصرعهم نتيجة قصف نفذه جيش كييف خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى