ظريف: الفرصة تاريخية للتعاون في مواجهة الكيان الصهيوني والتطرّف
ثمن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «الدور الكبير» الذي لعبه شخص رئيس الحكومة تمام سلام في لبنان «لتوفير الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب وخلق وإيجاد التعاون بين مختلف الفرقاء اللبنانيين»، مؤكداً «أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف إلى جانب الشعب اللبناني وتدعم مطالب هذا الشعب العظيم».
وأكد أننا أمام «فرصة تاريخية في المنطقة للتعاون والتشاور لمواجهة التحديات ومن أهمها التطرف والكيان الصهيوني نفسه».
وقد بدأ ظريف أمس، يرافقه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط حسين أمير عبد اللهيان، زيارة رسمية إلى لبنان تستمر حتى اليوم، يجري خلالها محادثات ولقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، ويعقد لقاءات مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في لبنان.
وكان في استقباله النائب هاني قبيسي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، السفير سعد زخيا ممثلاً وزارة الخارجية، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي، النائب حسين الحاج حسن ممثلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، النائبين بلال فرحات ونوار الساحلي عن كتلة الوفاء للمقاومة.
واستهلّ ظريف زيارته إلى لبنان، بحديث مقتضب في صالون الشرف في مطار بيروت الدولي قال فيه: «إنه لمن دواعي سروري وللمرة الثانية منذ توليت مهمّاتي في وزارة الخارجية أن أزور لبنان الشقيق والصديق، هذا البلد الذي يمثل أرض الحوار وأرض المقاومة، ويعتبر خير مثال للتعايش بين مختلف القوميات والمجموعات والفرقاء من ناحية، وهذا البلد هو بلد الصمود والمقاومة ضدّ الاحتلال ومكافحة الإرهاب والتطرف من ناحية أخرى، فكلّ تلك العوامل تجعل منه بلداً يحتذى به في العالم».
وتمنى ظريف أن يلتقي خلال زيارته «المسؤولين اللبنانيين بمختلف المستويات للتحدث معهم بخصوص السلام والأمن في هذه المنطقة، وتطوير علاقات التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية باعتبارهما بلدين شقيقين وصديقين».
وقال: «إننا في هذه المنطقة بحاجة ماسة إلى التعاون والاستفادة من الفرص المشتركة الموجودة أمامنا لمواجهة التحديات، فهناك فرصة تاريخية في هذه المنطقة حيث نرى أنّ لعبة خطيرة تجري من قبل الكيان الصهيوني بخصوص الملف النووي الإيراني».
وأضاف: «كلّ الضغوط التي مورست من قبل هذا الكيان باءت بالفشل الذريع، وعلى هذا الأساس نقول إنّ هذه الفرصة تاريخية في المنطقة للتعاون والتشاور لمواجهة التحديات ومن أهمها التطرف والكيان الصهيوني نفسه».
وشكر ظريف «الاستقبال الدافىء الذي قوبل به على أرض المطار سواء من السياسيين أم الصحافة»، وقال: «نتمنى المزيد من التعاون بين الحكومتين الإيرانية واللبنانية والشعبين اللبناني والإيراني ولتكن هذه البداية الجديدة في منطقتنا لصالح دول المنطقة ونرسم هذه الفترة والعهد الجديد».
وأضاف: «إننا نمدّ يدنا إلى دول إسلامية في الشرق الأوسط وندعوها إلى تلبية ندائنا لمزيد من التعاون».
وبدأ وزير الخارجية الإيراني لقاءاته مساء، بزيارة رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية، وإثر اللقاء قال ظريف: «تحدثنا عن التعاون بين البلدين في مجال السلام والاستقرار في هذه المنطقة، وكذلك عرضنا العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون في لبنان بين إيران ودول أخرى للوصول إلى مزيد من الاستقرار فيه».
وأضاف: «نحن نثمن الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب وخلق وإيجاد التعاون بين مختلف الفرقاء اللبنانيين، كما نثمن هذا الدور الذي أدى إلى مزيد من الهدوء والاستقرار والأمن في هذا البلد».
وتابع: «اليوم ليس يوم المنافسة والتنافس في لبنان، وإن كان لا بدّ من التنافس فلا بدّ أن يكون لإعمار لبنان. والجميع في لبنان اليوم يعترفون بهذا البلد الذي هو نموذج للمدارات وللتعايش وللمقاومة، ولا بدّ أن يكون هناك تعاوناً في كلّ هذه المجالات، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤدي دورها أيضاً في مختلف هذه المجالات وتعتبر هذا المجال مجالاً هاماً».
وختم ظريف: «إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى جانب الشعب اللبناني وتدعم المطالب هذا الشعب العظيم. نريد أطيب التمنيات للشعب اللبناني وللحكومة اللبنانية ونشكرهم ونشكر لبنان حكومة وشعباً على ضيافته الكريمة».
يشار إلى أنّ زيارة ظريف إلى لبنان هي الأولى له بعد توقيع إيران الاتفاق النووي مع دول الغرب، ويعتبر لبنان المحطة الأولى له ضمن جولته في المنطقة التي ستشمل سورية وباكستان والهند.