قاسم: بـ«العربي المشبرح» لا يوجد رئيس توافقي
رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن «أزمة الكهرباء والمياه والنفايات وغيرها من الأزمات في لبنان هي أزمة بنيوية مرتبطة بنظام المحاصصة الطائفية، ومرتبطة بالحماية الطائفية للفساد والمفسدين».
واعتبر قاسم خلال حفل تربوي في مدارس «المصطفى»، أن «المطالبة لا تكفي، ولا يكفي أن تحمل بعض القوى السياسية الرؤية الصحيحة وتطرح الحلول والمشاريع، لأنه إذا لم يجتمع ويتفق الجميع بحسب تركيبتنا في لبنان لا يمكن أن تسير هذه السفينة»، مشيراً إلى انه «منذ عشرين سنة لم تطرح مناقصات في ملف النفايات من أجل التنافس بين شركات مختلفة لاختيار الأفضل بينها». وسأل «من قال إن المؤسسات الدستورية هي منح طائفية للطوائف، بمعنى أن كل مؤسسة دستورية محسوبة على طائفة، بحيث أنه إذا تعطّلت مؤسسة يعمل بعض المسؤولين من أجل تعطيل المؤسسات الأخرى حتى لا يحسب بأن طوائف لها مؤسسات تعمل وأخرى لها مؤسسات لا تعمل؟»، وقال: «صحيح أن المتربع على رأس هذه المؤسسة من طائفة معينة ولكن المؤسسة للبنان».
ولفت قاسم الى انه «طالما حصل اتفاق سابقاً على كيفية اتخاذ القرارات في الحكومة لا داعي لأن نعيد طرح الآلية مجدداً ونسبّب مشكلة في ذلك، إلاَّ إذا كان البعض يعتبر أن عليه أن يستغل فرصة وجوده في مجلس الوزراء ليفرض القرارات التي يريدها على الآخرين».
وقال: «نحن نريد رئيساً للجمهورية، والبعض يعتبر عدم النزول إلى المجلس النيابي مخالفاً للدستور، أبداً، الدستور ينص على كيفية الانتخاب عندما يجتمع النواب بضرورة وجود الثلثين في داخل قاعة المجلس النيابي من أجل انتخاب الرئيس، ولكنه يعطي الحق للأفراد أن يحضروا أو أن لا يحضروا، فمن يحضر يمارس حقه الدستوري ومن لا يحضر يمارس حقه الدستوري». واعتبر أن حل هذه المشكلة هو «أن نختار رئيساً يمثل فئات كبرى في هذا المجتمع بحيث يقدر أن يعقد اتفاقات وأن يلتزم مواقفه، وأن ينقل لبنان إلى الموقع الصلب والصحيح. أما أن يقال تعالوا إلى رئيس توافقي، بالعربي المشبرح لا يوجد رئيس توافقي، الرئيس التوافقي هو الرئيس الذي يرضى عنه الجميع ولكن ميله إلى فئة من دون أخرى».
وقال: «خير لنا أن نختار رئيساً نعرفه من اللحظة الأولى ونتفق معه على كل شيء من أن يأتي شخص يميل يمنة ويسرة بحسب الريح ثم نفاجأ بأنه في مكان آخر وهذه مسؤوليتنا جميعاً».
وشدد قاسم على ان «لبنان متأخر جداً في سلم أولويات المنطقة، فمن كان يتوقع أن الاتفاق النووي سينعكس حلولاً على لبنان سينتظر طويلاً لأن اللائحة طويلة قبل لبنان، يوجد اليمن وسورية ودول أخرى في المنطقة»، مؤكداً انه «إذا لم نبادر داخلياً في لبنان لنحل مشاكلنا فالأزمة طويلة، والسبب بكل وضوح: كل العالم مرتاح للتجربة الفريدة اللبنانية التي أمَّنت أمناً سياسياً، واستقراراً سياسياً عجيباً غريباً وهم راضون عن أن لبنان لا يشكل بؤرة تزعجهم، ولم يعد لبنان منصة تخدمهم، فهم يكتفون بأن لا يكون بؤرة تزعجهم».