إطلاق الملتقى الاحترافي الأوّل للنحت على الرمل في اللاذقية
ياسمين كرّوم
للمرّة الأولى في تاريخ اللاذقية وسورية ككل، يأتي الملتقى الاحترافي الأوّل للنحت على الرمل كنقطة تحوّل في المجالين الفني والسياحي، خصوصاً أنّ توقيت إطلاقه في ظل الظروف الراهنة، يعتبر مساحة جديدة للفرح والتجدّد، والتأكيد على عزيمة الشعب السوريّ وإصراره.
يؤكّد مؤسّس الملتقى ومديره الفنان التشكيلي علي الشيخ، أن الفكرة موجودة لدى مختلف دول العالم، وتقام بشكل سنوي ضمن مهرجانات وتظاهرات تستمر لأيام عدّة. معتبراً تجربة الملتقى، خطوةً أولى في مشوار طويل من التأسيس والتطوير.
ويقول: طرحت هذه الفكرة بداية الأمر على الفنان النحات مصطفى علي الذي شجّعني على المباشرة في المشروع، لما يقدّمه من فرصة للنحاتين الشباب لتقديم ما لديهم.
وتابع الشيخ أنّه كان بحاجة إلى جهات تدعم المشروع، وإلى هيكلية تنظيمية، فقام بتشكيل هيئة استشارية مع الفنان علي والنحات علي معلا والاستاذ زكريا حموي وسحر حميشة رئيسة جمعية «إنماء السياحة»، وأسّسوا اللجان التنظيمية والإعلامية، واختاروا موقع نادي اليخوت لاستضافة الحدث، من دون نسيان تشكيل لجنة لاختيار النحاتين برئاسة الفنان علي معلا، ليتم انتقاء عشرة نحاتين من مختلف المحافظات السورية الذين أمنت وزارة السياحة لهم مبيتهم ولوازم إقامتهم طوال فترة الملتقى.
ويذكر الشيخ أن الملتقى سيقام سنوياً، لافتاً إلى أن الطموح كبير لاستضافة فنانين دوليين في الدورات المقبلة، ليعملوا جنباً إلى جنب مع الفنانين السوريين، ما يخلق جوّاً لتبادل الخبرات والمهارات.
في التجربة الأولى للنحت على الرمل، استضيف فنانون سوريون لديهم خبرتهم في مجال تشكيل الرمل باستخدام تقنيات تنقل هذا الفن من العفوية إلى الاحتراف، ومن التشكيل العام إلى بناء المنحوتة بأبعادها الأكاديمية والفنية، كما يقول الشيخ. لافتاً إلى أن توزيع كميات الرمل سيتم بحسب منحوتات الفنانين وحجمها، بحيث يصار إلى ضغط الرمل وترطيبه بالمياه، وبعد اكتمال العمل يمكن إضافة بعض المواد المثبِّتة ليستمتع المشاهدون برؤيتها لأطول فترة ممكنة.
ويتابع الشيخ: سنعمل باستخدام الرمل البحري كمادة خام، ليكون ركيزة من ركائز النحت السوري. وهيّأنا المكان ليكون مناسباً للنحاتين والجمهور المتابع بشكل عام، وأحضرنا سبعة صناديق منه عن طريق مديرية الزراعة كما سنحضر المزيد منها لاحقاً، وحاولنا تأمين المواد وفق المعايير الدولية وبشكل مساير للمهرجانات العالمية حسب الإمكانات المتوفرة لدينا، من دون تحديد عنوان معين لمنحوتات الملتقى وتركنا المشاركين ليبدعوا براحتهم وحريتهم الشخصية.
الأطفال أيضاً لهم حصتهم في الملتقى، إذ سيشاركون بعددٍ من الورشات بإشراف مبادرة التعليم التفاعلي لتشكيل لوحات من الرمل والحصى تناسب أعمارهم. ويؤكد الشيخ أن ختام الملتقى سيكون بدعوة مفتوحة للجمهور لرؤية ما نفذه النحاتون إلى جانب عرض مشاركات الأطفال مع توزيع شهادات مشاركة وبطاقات شكر لكل من ساهم في إقامة الملتقى.
ويقول النحات هشام رومية أحد المشاركين في الملتقى: مشاركتي في الحدث ستضيف لسيرتي الشخصية كنحات سوري شاب. كما أن إقامة مثل هذه الفعاليات ستجدّد التفاؤل بواقع الثقافة المحلية إلى جانب تحريك الجانب السياحي للساحل السوري.
ويشير رومية إلى أن الرمل سيتحكم بنوعية المنحوتة التي سينفّذها، لا سيما أنه يتعامل مع هذه الخامة للمرّة الأولى. فالنحاتون يتعاملون مع خامات أخرى تتطلب تقنيات مختلفة عن تقنيات النحت على الرمل.
أما النحاتة ربى كنج فلفتت إلى إجرائها دراسة سريعة عن الرمل وأصول النحت باستخدام هذه المادة.، وعن أبرز النحاتين العالميين المتميزين به، إذ حظيت بفكرة واسعة عنه، ستساعدها إلى جانب أدواتها التي ستكون عماد عملها الفني المرتقب.
وقالت كنج: هي تجربة جديدة بالنسبة إلى غالبية المشاركين الذين اعتادوا اللعب بالرمل على شواطئ البحر، خصوصاً من أتى من بيئة ساحلية منهم.
يذكر أن الملتقى يستمرّ حتى الخامس عشر من آب الجاري، ويبدأ عمل النحاتين المشاركين فيه من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثامنة مساء.