ظريف: نمدّ يد التعاون إلى جميع الجيران في المنطقة لمكافحة التطرُّف والإرهاب

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ بلاده «وقفت وتقف دوماً إلى جانب الشعب اللبناني وشعوب المنطقة حيث أنها قوة توجد وتساهم وتساعد في تحقيق السلام والاستقرار في هذه المنطقة».

وجدّد ظريف تأكيد بلاده أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، معتبراً أنّ لبنان «لا يجب أن يكون ساحة لتلاعب الدول الأخرى».

وتابع رئيس الديبلوماسية الإيرانية جولته على المسؤولين أمس، فزار مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى على مدى ساعة كاملة رئيس مجلس النواب نبيه بري وجرى عرض التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والاتفاق النووي والمرحلة المقبلة، وتخلل اللقاء خلوة قصيرة بين رئيس المجلس ووزير الخارجية الإيراني.

وقال ظريف بعد اللقاء: «كانت فرصة جيدة للقاء الرئيس بري، وتباحثنا في الشأن الإقليمي والتعاون في ما بيننا في خصوص تحقيق السلام والاستقرار والتقدم في لبنان. ونظراً إلى الحكمة والحنكة والدور البارز للرئيس بري في دعم المقاومة ودعم الاستقرار نتمنى إن شاءالله أن نستفيد من هذا الدور الكبير حتى تتجه الأوضاع في لبنان وفي هذه المنطقة إلى المزيد من الهدوء والأمن والاستقرار».

وأضاف: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقفت وتقف دوماً إلى جانب الشعب اللبناني وشعوب المنطقة حيث أنها قوة توجد وتساهم وتساعد في تحقيق السلام والاستقرار في هذه المنطقة، وستبقى على هذا النهج. ونحن نعتقد أنه بمعالجة الملف النووي والقضية النووية توفرت وتتوفر الأرضية الصالحة للمزيد من التعاون بين الدول الإسلامية في هذه المنطقة، حيث أنّ الخلافات الطائفية الداخلية والتطرف تعتبر التحدي الكبير ومن التحديات الكبيرة في هذه المنطقة، ولا يمكن القضاء على هذه التحديات إلا بمزيد من التعاون بين الدول فيها. وكلّ الشعوب في المنطقة تتوقع منا هذا الأمر، ونحن نعتقد أنه لا بدّ لكلّ الجيران ولكلّ الدول الجارة أن تتبنى الحوار والتعاون، ويكونان مدار اهتمام هذه الدول لتحقيق المصالح المشتركة».

مواجهة الإرهاب

وفي قصر بسترس، التقى نظيره جبران باسيل، وعقد الجانبان مؤتمراً صحافياً أكد خلاله باسيل أننا «نقف سوياً في خندق واحد في معركتنا ضدّ الإرهاب، إنه خندق يتسع للجميع، والجميع مدعوون إليه».

ولفت إلى أنّ «لبنان يطمح إلى أداء دور ريادي وحمل الرسالة التعدّدية، ويعول على مساندة إيران في حفظ ثروته التعددية وهو على أتمّ الاستعداد للمساهمة الإيجابية في دفع النمو الاقتصادي والدخول إلى الأسواق الإيرانية والاستثمار فيها. وكذلك الإتيان بالصناعات والطاقات والإمكانات الإيرانية للاستفادة منها في لبنان في مجالات الطاقة والصناعة والنفط والمياه والكهرباء، وهو ما حرمنا منه سابقاً وعملنا جاهدين للاستفادة منه ولم نتمكن، أما الآن فقد سقطت الحواجز المادية وبقيت بعض الحواجز النفسية والسياسية التي نعمل على إزالتها وأمامنا مسار طويل من النجاحات والتكامل بين لبنان وإيران ونعول عليه لنبني الانتصارات المشتركة للبنان وكلّ اللبنانيين وإيران وكلّ أهل المنطقة».

وقال ظريف، من جهته: «بالوصول إلى الاتفاق النووي استطعنا أن نخرج حجة من يد نتنياهو والكيان الصهيوني للاستمرار في الإجرام والعمليات الإجرامية، وعلى هذا الأساس نرى رئيس الوزراء الإسرائيلي قلقاً ويائساً لأنّ العالم تمكن من تسوية مشكلة من طريق الديبلوماسية والحوار. واليوم هناك فرصة جديدة أمام دول المنطقة، ولجيراننا، برؤية جديدة قائمة على الحوار، لا بدّ لها أن تتعاون من أجل تطوير السلام والاستقرار والتقدم في هذه المنطقة، والوقوف أمام عدوين: الأول الكيان الصهيوني والثاني التطرف والإرهاب والطائفية».

وأضاف: «نمدّ يد التعاون إلى جميع الجيران في هذه المنطقة ونحن على استعداد للتعاون ولتبادل الأفكار والقيام بعمل مشترك بين هذه الدول لمكافحة التطرف والإرهاب والطائفية، لذا فإنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمدّ يد التعاون إلى جميع جيرانها ونتمنى أن تجني شعوب هذه المنطقة والشعب اللبناني، ثمار التعاون. كنا بجانب المقاومة، مقاومة الشعب اللبناني، ومستعدون لأي شكل من أشكال التعاون مع الإخوة في لبنان لتحقيق التنمية والتطور في هذا البلد، وكذلك التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والتي أشار إليها الوزير باسيل في حديثه».

الرئاسة شأن داخلي

وردّاً على سؤال حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني، أجاب ظريف: «إننا مسرورون، أننا سمعنا أنه قد بدأ الحوار منذ فترة بين المجموعات اللبنانية وهناك ساحة لتبادل الأفكار في خصوص القضايا العامة ونتمنى أن يستمر هذا الحوار، ونحن في إيران لا نتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان ولا نعتقد أنّ لبنان يجب أن يكون ساحة لتلاعب الدول الأخرى، ونعتبر أنها قضايا داخلية ولا بدّ من معالجتها من الشعب اللبناني. ونتوقع من اللاعبين السعوديين الآخرين ألا يعرقلوا الوصول إلى النتيجة بل أن يسهِّلوا هذا الأمر».

وعن إمكانية أن نشهد حواراً سعودياً – إيرانياً لحلّ قضايا المنطقة، قال ظريف: «أنا مسرور جداً لأنني زرت دولة قطر، وكان هناك اهتمام إيراني لاقتراح تقدم في الحوار بينها وبين دول مجلس التعاون، وإن شاء الله فإنّ هذا الحوار سيستمر، وإنّ هذا الاقتراح سيسير إلى الأمام ونحن مستعدون دائماً للحوار والتفاوض مع جيراننا، ولا نشعر بأنّ هناك أي مانع في هذا المجال».

وفي شأن الأزمة السياسية في البحرين، تمنى ظريف «على الحكومات في المنطقة أن تحترم مطالب شعوبها وأن تقوم الحوارات بين الحكومات والشعوب».

وكان ظريف زار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث جرى تداول في آخر التطورات في لبنان والمنطقة والمساعي الجارية للبحث عن حلول في أكثر من ساحة وبلد، وكذلك في نتائج وآثار الاتفاق النووي على مجمل الأوضاع العامة.

وفي مقرّ إقامته في فندق فينيسيا، بحث ظريف مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل التطورات والعلاقات الثنائية. وعن الهبة الايرانية لتسليح الجيش، قال مقبل: «لم نتحدث عن تسليح الجيش ولكن الجيش اليوم بجهوزية وقوة وتماسك كامل. وتأتي عملية التسلح في المرحلة التالية وتعالج في حينها موضوع الهبة الإيرانية».

كما التقى ممثلي الفصائل الفلسطينية في لبنان، واعتبر أنّ «الكيان الصهيوني هو المستفيد من الخلافات والنزاعات، ومن هنا كان لا بدّ من إقامة العلاقات الطيبة، وإيران تمدّ يد للتعاون مع الجميع لأننا اليوم نواجه خطراً داخلياً يتمثل بالتطرف والطائفية، ولا بدّ لنا من الوحدة لمواجهتها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى