الجميل: حلّ مثالي للتخلص من المخلفات والاستفادة منها
زار وفد من جمعية الصناعيين برئاسة رئيس الجمعية فادي الجميل معمل فرز معالجة النفايات المنزلية الصلبة في صيدا، حيث كان في استقباله المدير العام لشركة IBC مالكة ومشغلة المعمل نبيل زنتوت. شارك في اللقاء رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح. وضم الوفد الصناعي: خليل شري، أسامة حلباوي وشوقي دكاش.
وتأتي الزيارة، وفق بيان للجمعية، «لتؤكد أهمية قطاع التدوير في لبنان كركيزة اساسية في الصناعة الوطنية، وخصوصا أنه يوفر مواد أولية لعدد من القطاعات الصناعية. كما تهدف إلى الإضاءة على أهمية هذا القطاع ودوره التاريخي في لبنان، وخصوصاً في ظلّ ما يُحكى عن توجهات لتصدير النفايات إلى الخارج».
بداية، شكر الجميل زنتوت على حسن الاستقبال، وأشاد بطريقة الاستفادة من النفايات في هذا المعمل، وقال: «نحن اليوم في زيارة لأهم مصنع في قطاع التدوير والتخلص من النفايات لنؤكد أهمية هذا القطاع وتمسكنا بدوره الأساسي في قلب الصناعة الوطنية».
وأضاف: «مع استمرار أزمة النفايات، وفي غياب الحلول لهذه الأزمة حتى الساعة، نرى أنكم اعتمدتم الحلّ الأنسب والمثالي للتخلص من المخلفات والاستفادة منها بأحدث التقنيات، وهو ما يؤكد أنّ هناك حلولاً عدة للتخلص من النفايات واستفادة قطاعات عدة من هذه المخلفات».
وتابع: «سبق لنا أن طالبنا الحكومة بحلّ متكامل لمشكلة النفايات، كما طالبنا بوضع خريطة طريق لمعالجة طارئة لكميات النفايات التي تتكدس على الطرق. ونحن نؤكد أنكم المثال الحي على الحلول الممكنة للتخلص من النفايات، لذا نسعى إلى الإفادة والتعلم من تجربتكم. ونحيي الجهود التي تبذلونها في سبيل المحافظة على استمرارية عدد من المصانع عبر تقديمكم المواد الأولية التي تحتاج إليها».
وكرّر الجميل نداءه إلى المسؤولين «للاطلاع على التجارب الناجحة والرائدة التي تخاض في هذا القطاع، وخصوصاً أنّ نسبة المواد العضوية الناتجة عن النفايات في لبنان مرتفعة جداً وأنتم تطرحون حلاً للتخلص من هذه العودام بطرق علمية وبيئية وصحية ومفيدة».
ورحب زنتوت، بدوره، بالجميل والوفد المرافق وثمن زيارتهم للمصنع للاطلاع عن كثب على الطريقة التي يعمل فيها، وقال: «نودّ من خلال هذا اللقاء الإضاءة على تجربة صيدا في سبل تخلصها من المخلفات، وخصوصاً أنّ صيدا هي المنطقة الوحيدة التي حلت مشكلة نفاياتها».
وأضاف: «كان سبق للرئيس الجميل أن أعرب عن رفضه لحرق النفايات، ونحن نراها مناسبة لنضم صوتنا إلى صوته، ونقول: لا يجوز حرق المواد الصالحة للتدوير ولا المواد العضوية فهي تشكل مواد أولية لكثير من الصناعات ويمكن الاستفادة منها في كثير من القطاعات. وطريقة الحرق المعتمدة في كلّ بلدان العالم تكون لحرق البقايا وليس المواد العضوية».
وتابع: «أما نحن في معمل صيدا فلا نحرق شيئاً ولا حتى البقايا، لأننا نستفيد منها لتوليد الطاقة. ولا يهمنا تجميع البقايا الصالحة للتدوير مثل الكرتون والبلاستيك، لأنّ هناك معامل مختصة بذلك، بقدر ما نعمل على معالجة المواد العضوية، لاستخراج الغاز، والوقود البديلة والكهرباء منها. ويبقى موضوع العوادم التي تصل إلى نحو 25 في المئة من المخلفات، وهي تنقسم إلى نوعين، العوادم الثقيلة وتمثل نسبة 10 في المئة وتتمثل بالرمل والحجارة والسراميك والزجاج وقد عملنا على إدخالها في صناعة حجارة الباطون».
وأشار إلى أنّ «العوادم الخفيفة تمثل نسبة 15 في المئة من المخلفات، ونجدها في القماش وبقايا النيلون والفلين والخفاضات والخشب. ونعمد إلى فرمها وسحب الرطوبة منها وأدخلناها أيضاً في صناعة الحجر. وبناء على ما تقدم، نتوقع أن نصل مع نهاية العام إلى التخلص من العوادم كلياً لتصبح نسبة العوادم في المعمل صفراً».
وقال: «أردنا الإضاءة على هذه التجربة وإطلاع الصناعيين على ما ينتجه هذا المعمل نتيجة الفرز من وغاز وكهرباء وسماد عضوي، آملين في نقل هذه التجربة الى بقية المناطق في لبنان، وخصوصاً أن لا المطامر ولا الحرق هما الحلّ الأمثل لمشكلة النفايات، وسبق أن خاض لبنان هذه التجربة في مطمر الناعمة».
ولفت زنتوت إلى أنّ القدرة الاستيعابية لمعمل فرز النفايات في صيدا تبلغ حالياً نحو 250 طناً، إلا أنّ المعمل قادر على استيعاب 500 طن.
وأشاد صالح، بدوره، بالمشروع، وقال: «صحيح أنّ هذا المشروع لاقى دعماً من البلديات قبل أن يبصر النور، إلا أنه بمثابرة السيد زنتوت وجهوده وصل المعمل الى ما هو عليه اليوم».
وأمل في «استنساخ هذه التجربة أو إقامة مشاريع مشابهة لها في كلّ المناطق اللبنانية كسبيل ناجع للتخلص من المخلفات».
وطلب من زنتوت أن يعرض على وزير البيئة إقامة مشاريع مماثلة في عدد من المناطق، إنما بقدرة استيعابية أقلّ، بما يسهل تنفيذ المشروع.
ثم جال الوفد في المعمل واطلع على سير العمل فيه.