نصر الله يقترب خطوة من تسمية عون رئيساً للجمهورية
هتاف دهام
يعيش فريق 8 آذار أفضل أيامه منذ عام 2005. يحقق المكسب تلو الآخر. فالإنجازات تتراكم في هذه المرحلة فيما تتراجع المخاطر والتهديدات. بعكس فريق 14 آذار الذي تتضاءل إنجازاته وتتراكم خسائره، فالمشروع الذي ينتمي إليه يُمنى بالخسارة تلو الأخرى، ورهانه على سقوط الدولة السورية فشل، ورهانه على إزاحة الرئيس بشار الأسد أفشله السوريون في الانتخابات الرئاسية السورية، على رغم كلّ التحريض والعرقلة والتهديد والمؤامرة.
لقد شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الهادئ أمس الذي أقلق الخصوم، على أن أهمّ حدث في الآونة الاخيرة هو حدث الانتخابات الرئاسية السورية والإقبال الشعبي الكبير، والذي يعتبر إنجازاً لسورية وشعبها وقيادتها، قائلاً: «من يريد حلاً سياسياً في سورية لا يستطيع أن يتجاهل الانتخابات التي حصلت».
إذاً، لن تكون الانتخابات الرئاسية السورية التي أوصلت الرئيس بشار الاسد إلى ولاية ثالثة، مسألة عابرة كأيّ استفتاء كان يحصل في السابق، فانعاكساتها الإيجابية لن تنحصر في سورية، بل ستشمل المنطقة برمّتها، لا سيما لبنان الذي يعيش الشغور الرئاسي، وما أعقب ذلك من تعطيل للمجلس النيابي ولمجلس الوزراء، وما أدّى إليه ذلك من شلل في إقرار حقوق الناس.
وبعدما أعلن السيد نصر الله في 25 أيار الماضي عن ترقّب للتفاوض الحاصل بين رئيس تيار المستقبل سعد الدين الحريري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، دعا الأمين العام لحزب الله في احتفال تأبيني للعلاّمة الرّاحل الشيخ مصطفى قصير أمس إلى «بذل جهود متعدّدة الأطراف للوصول بالاستحقاق الرئاسي الى النتيجة المطلوبة».
وأكد السيد نصر الله وفق مراقبين رغبته في توسعة مناخ الانفراج السياسي، بانفتاح الكتل السياسية على بعضها البعض، أي ان تنضمّ القوى التي لا تزال خارج التفاوض العوني ـ المستقبلي، كحزب الله، وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي، الى الحوار، فنحن أمام مرحلة جديدة من شأنها أن ترفع مستويات الانفراج داخل الساحة اللبنانية.
وقال السيد نصر الله لفريق 14 آذار: «تعالوا لننتخب وننهي الفراغ الرئاسي أو الشغور، تعالوا وتفضّلوا، اقبلوا بالرئيس، بالشخصية القوية التي لها حيثية وطنية ومسيحية… وتفضلوا الليلة». اقترب السيد نصر الله وفق المراقبين خطوة إضافية من تسمية الجنرال عون رئيساً للجمهورية بعد أن كان سابقاً قد تبنى ترشيحه.
عملياً أكد الأمين العام لحزب الله أنّ العماد عون هو المرشح الوحيد، داعياً القوى السياسية كافة إلى التفاهم حول ترشيحه. ودعا السيد نصر الله إضافةً الى الكتل السياسية، القوى المعنية المارونية في الاستحقاق في الدخول بعملية انتخاب الرئيس، قائلاً وفق المراقبين: «العماد عون هو المرشح القويّ، فتفضلوا إلى المجلس النيابي وانتخبوه وينتهي موضوع الفراغ الذي تهوّلون به»، قاصداً بذلك كلّ من حزب الكتائب والقوات اللبنانية والبطريركية المارونية التي باستطاعتها أن تضغط على بعض النواب للتصويت للجنرال، لا سيما انّ الأخير يملك 57 صوتاً في مقابل 48 لرئيس حزب القوات سمير جعجع، وبالتالي فهو في حاجة إلى بضعة أصوات، فالحريص على الرئاسة الأولى يذهب لانتخاب العماد عون.
وضرب السيد نصر الله وفق المراقبين أيّ تسوية قد تكون شبيهة بتسوية عام 2008 للإتيان برئيس وسطي. الزمن تغيّر فهو زمن الانتصارات عسكرياً وسياسياً. وإذ أشار إلى أنّ الخارج لا يستطيع التدخل مش فاضي للبنان قال «فلا تنتظروا المفاوضات السعودية ـ الايرانية، فالسعودية تقول في العلن إنها لا تريد ان تتدخل في الانتخابات الرئاسية، والجمهورية الاسلامية الايرانية لا تفرض شيئاً على حلفائها ولا على أصدقائها، لا في لبنان ولا في سورية ولا في العراق ولا في أيّ مكان».
ودعا السيد نصر الله فريق 14 آذار من دون ان يسمّيه الى «الكفّ عن الالتفات إلى الخارج، فالرهانات على السعودية وعلى حلفائه في الخارج باتت مراهنة عقيمة»، مشيراً إلى أنّ «الاستحقاق الرئاسي يجب أن يجري على إيقاع أسرع، باعتبار أنّ الحوار الايراني- السعودي لن يحصل في القريب العاجل، فهو يرتبط بملفات دولية معقدة وشائكة».