السيمفونية الوطنية السورية تتألّق في أولى حفلاتها على خشبة دار الأوبرا ـ دمشق
سامر إسماعيل
اختارت الفرقة الوطنية السيمفونية السورية في حفلها على مسرح دار الأوبرا في دمشق، «افتتاحية الغراب السارق» لجواكينو روسيني، كي تكون بمثابة مدخل إلى أمسيتها التي قاد الفرقة فيها للمرّة الأولى المايسترو آندريه معلولي، وبشراكة لافتة مع مغنّية السوبرانو غادة حرب، إذ تجلّت في هذه الحفلة قدرة كل من معلولي وحرب على أداء أصعب المقطوعات الغربية، موائمًين بذلك بين عدّة مستويات من الأداء.
موسيقى ليو دليب كانت حاضرة هي الأخرى عبر أغنية من أوبرا «فتيات قاديشا» والتي أدّت فيها حرب مونولوجات طويلة من طبقة السوبرانو الخاص بأعلى طبقات غناء النساء الحادّ، لتكون بعدئذٍ مقطوعات يوهان برامز بعنوان «الرقصات الهنغارية» على جدول الفرقة الوطنية السيمفونية التي بدت هي الأخرى في أحسن حالاتها من حيث انسجامها الجماعي مع يديّ المايسترو معلولي وموهبة هذا الأخير في إدارة الفرقة الوطنية السيمفونية بتمكّن واضح من أدواته كقائد للفِرق الموسيقية الضخمة.
الحفل الذي حضره وزير الثقافة السورية عصام خليل قدّم أيضاً مقطوعة «مارش سلاف» لبيتر تشايكوفسكي ليكون الجمهور أمام تنويعة لافتة في أداء جوقة الوتريات جنباً إلى جنب مع الآلات النحاسية وآلات الإيقاع وسواها من الآلات التي ساهم عازفوها في هذه الأمسية بمهارة وثقة وحِرفية جعلت من مقطوعة تشايكوفسكي مدخلاً رحباً لتفاعل الحضور مع أيقونات الموسيقى الكلاسيكية في العالم.
بدورها، غنّت حرب مجدّداً من أغنية «الدمية» للموسيقي الفرنسي ذي الأصول الألمانية جاك أوفنباخ من أوبرا «حكايات هوفمان»، إذ تكون الدمية «آريا» هنا من أوبرا «حكايات هوفمان» من الفصل الأول، وكانت «أولمبيا» هي الحبّ الأول لهوفمان وهي دمية تبدو لهوفمان فتاة حقيقية عندما ينظر إليها نظرات خاصة عندما تقول:
الطيور على الأغصان
نجمة الصبح في السماء
كلّ شيء يتحدث لفتاة صغيرة عن الحبّ
آه يا لها من أغنية عذبة أغنية «أولمبيا» آه.
خاتمة هذه الأمسية الموسيقية الغنائية كانت مع مقطوعة «المتتالية الرومانية» لجورج أنيسكو، إذ عبّر عازفو الفرقة الوطنية السيمفونية وعازفاتها في هذا التدوين الموسيقي عن حساسية خاصة إزاء تآلف هارمونيّ قارب أداء فِرق سيمفونية في اليابان وألمانيا. معتمدين في ذلك على إدارة الفنان معلولي الذي نجح في إعداد الفرقة الوطنية السورية، متمّماً مسيرة كل من الراحل صلحي الوادي في سيرة التأسيس لهذا النوع من الأداء الموسيقيّ، ومن بعده الفنان ميساك باغبودوريان.