«تاريخ الثقافة العالميّة» كتاباً روسيّاً إلى العربية
الثقافة هي الوعاء الذي يصب فيه أفراد أي أمة عصارة فكرهم وجهدهم، والإنجازات الثقافية هي الكنز الأكثر ديمومة وحيوية في تاريخ الأمم، وأسلوب الحياة الذي يتشرّبه الأفراد منذ ولادتهم عاداتٍ وتقاليد وإبداعاً، وينقلونه من جيل إلى آخر، ومن هنا نشوء مفاهيم «الهوية الثقافية» و»التفرد الثقافي» و»تنوع الثقافات».
يسعى المؤلفان الروسيان دينيس تشيكالوف وفلاديمير كوندراشوف في كتاب «تاريخ الثقافة العالمية» الصادر ضمن مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة نقلاً عن اللغة الروسية، إلى تسليط الضوء على تباين آراء الفلاسفة والمفكرين على مر العصور في شأن تاريخ الثقافة العالمية، من خلال استعراض شامل ومفصّل للظروف التاريخية التي واكبت نشأة الثقافة وتطوّرها، فرتّبت فصول الكتاب وفقاً للتسلسل الزمني لمحطات تاريخ البشرية.
تتمثل أهمية كتاب «تاريخ الثقافة العالمية» نقله إلى العربية المترجم عماد محمود طحينة، في أن القارئ يستقل قطار الزمن ليجوب في الزمان والمكان بقاع العالم التي شهدت ثقافات وحضارات متنوعة في عصور مختلفة، فيتوقف في كل محطة ويدرس ويتمعن في ثقافة أهلها وثروتهم الروحية.
مؤلفا الكتاب أكاديميان روسيان بارزان، إذ يعتبر دينيس تشيكالوف واحداً من أشهر الروائيين الروس المعاصرين، وله عدد من المؤلفات في الفلسفة والعلوم الاجتماعية، بينها «القاموس الفلسفي الحديث» و»تاريخ الأديان»، ونشر في موسكو وسان بطرسبرغ العديد من الروايات والقصص البوليسية وقصص الخيال العلمي. أما فلاديمير كوندراشوف فهو أستاذ جامعي وباحث علمي بارز في مجال نظرية الثقافة منذ أكثر من عشرين عاماً، له مجموعة من الأبحاث العلمية أهمها «الثقافة الإثنية – التاريخ والنظرية» و»الدراسات الثقافية بوصفها منظومة معارف».
مترجم الكتاب عماد محمود طحينة مترجم وصحافي من سورية، حائز درجة الماجستير بدرجة الشرف في اختصاص تدريس اللغتين الروسية والإنكليزية من جامعة اللغويات في كييف وإجازة في الترجمة المحلّفة من وزارة العدل السورية، ويعمل راهناً في كلية اللغات والترجمة في السعودية حيث يدرّس اللغة الروسية والترجمة لأكثر من خمسة عشر عاماً، وله مجموعة غنية من الترجمات والكتب المنشورة باللغتين الروسية والعربية، وصدر له في مشروع «كلمة» كتابان: «سياسة الثقافة أو ثقافة السياسة: تجربة فرنسا» و»علم الترجمة المعاصر».