اللاشيء

في بعض الأحيان تجلس وحيداً ولكنك تشعر بأنك محاط بالمئات أو حتى بالآلاف من الأشخاص. تتكلم بصمت ولكنك تسمع صدى كلماتك في الأجواء، حتى أنك تسمع صوت أنفاسك وتتساءل: أهي أنفاسك أم أنها دقات قلبك؟ أم هي شيء محدد ولكنك لا تعرفه؟ تترك الغرفة وتنتقل إلى غرفة مليئة بالأشخاص، تستمع إليهم ولكنك لا تسمع أصواتهم، تنظر إليهم ولكنك لا تراهم، حتى أنك تشعر وأنت في أشد أوقات العزلة أنك ممتلئ سعيد، سعيد بما فعلت، وتتمنى في أعماق نفسك لو أنك ترى الآخرين وتسمعهم ولكن الصمت اجتاحك. شعور غريب لا تستطيع أن تصفه بالكلمات. إنه الوجود واللاوجود، هو الهوة بين الحاضر والماضي والماضي والحاضر، إنه ليس شيئاً ولكنه شيء بحدّ ذاته، وكأنك تجد نفسك في حلقة دوران هيغلية لا متناهية، وبعد أن تستفيق من هذه الحالة التعيسة التي فرضت عليك نفسها، تأخذ منديلاً وتسقط عليه غضبك وويلاتك وحتى أحلامك.

فدى دبوس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى