البحرينيون تظاهروا في الذكرى الـ 43 لخروج المحتل البريطاني
أحيا البحرينيون ذكرى الاستقلال الـ43 من الاستعمار البريطاني المحتل وسط تعتيم رسمي ينتهجه النظام البحريني.
وتظاهر آلاف المواطنين بعد صلاة الجمعة بمنطقة الدراز حاملين لافتات كتب عليها تاريخ الاستقلال، وصوراً للأمين العام لجمعية «الوفاق» الوطني الاسلامية المعارضة الشيخ علي سلمان.
كما خرجت تظاهرات عديدة في مختلف مناطق البلاد إحياءً للذكرى، مؤكدة تثبيت هذا اليوم كأهم مناسبة وطنية بدلاً من تغييبها تواطئاً مع المحتل.
وتشهد شوارع البحرين تشديداً أمنياً وانتشاراً كبيراً لقوات النظام ونصب العديد من نقاط التفتيش، وذلك بعد دعوات وجهتها جمعيات معارضة للعودة الى دوار اللؤلؤة الذي دمرته سلطات المنامة.
وكانت الجماهير البحرينية توافدت الى المناطق المحيطة بالعاصمة المنامة للمشاركة في صلاة الجمعة والزحف بعدها نحوَ ميدان الشهداء دوار اللؤلؤة إحياء لذكرى الاستقلال عن الاستعمار البريطاني.
ونشر النظام مئات العناصر ونصب نقاط تفيش في جميع أرجاء البحرين معززة بقوات من الجيش السعودي والميليشيات المدنية التابعة لوزارة الداخلية.
كما فرض طوقاً امنياً حول دوار الشهداء المعروف باسم اللؤلؤة لمنع الاقتراب، فيما نشر ناشطون صوراًَ تظهر قوات النظام منتشرة في مختلف المناطق لعرقلة تقدم المتظاهرين السلميين الى المنامة.
وأكدت مصادر ديبلوماسية أن الولايات المتحدة عبرت عن قلقها من هذه التظاهرات مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية تصنف القوى الثورية بحرينية معارضة على أنها راديكالية، لافتة إلى أن قلق واشنطن يكمن في جوانب عدة، أبرزها القلق على سلامة رعاياها المقيمين في المنامة، باعتبارها مقراً للأسطول البحري الأميركي الخامس.
وسيضع الزحف الشعبي إلى دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة في الذكرى الرابعة والأربعين لإحياء المناسبة للمطالبة برحيل الاحتلال السعودي من البلاد النظام بين مأزق القمع الذي يلوح به وبين الدعوات الأممية لحماية حق التظاهر في هذا اليوم، حيث أكدت قوى المعارضة التمسك بالسلمية.
وقال مسؤول قسم الحريات في جمعية «الوفاق» هادي الموسوي في ندوة أن «هناك مشكلة سياسية إذا لم تهتم السلطات بحل هذه المشلكة فهناك أيضاً شعب لن يقبل بأن يبقى تحت طائلة هذا الإطار».
وشدد الأمين العام لجمعية «وعد» رضى الموسوي، على ضرورة استغلال ذكرى الاستقلال بتحقيق المطالب الشعبية عبر سلطة تشريعية كاملة الصلاحيات، وحكومة منتخبة.
وطالبت منظمات دولية من بينها منظمة العدالة لحقوق الانسان الكندية وسلام البريطانية المنامة بالسماح للمقرر الخاص بحرية التجمع السلمي التابع لمجلس حقوق الإنسان لمراقبة إحياء ذكرى الاستقلال.
وعقد مجلس اللوردات البريطاني مؤتمراً صحافياً في ذكرى استقلال البحرين برعاية لجنة حقوق الإنسان في مقر البرلمان.
وصرح نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان البريطاني اللورد آفبري في الندوة قائلاً: لقد أغمضت بريطانيا عينيها عن جميع الحقوق والطموحات في الحرية، وذلك يشجع آل خليفة على الاعتقاد أن بريطانيا ستحميهم من تداعيات أفعالهم والتي تمثلت بارتكاب المزيد من الانتهاكات وحملة الاعتقالات بحق الشعب من بينهم أطفال.
بينما انتقد ممثلون عن المعارضة البحرينية ومنظمات حقوقية دولية انتقدوا الهيمنة البريطانية في البحرين. حيث صرح النائب السابق في البرلمان البحريني جواد فيروز قائلاً: لا نعتقد بأن البحرين مستقلة لأسباب، منها أولاً التأثير والنفوذ السعودي بالدرجة الأولى وبالدرجة الثانية النفود الغربي وخصوصاً البريطاني في كل القضايا البحرينية.
وقال عضو تحالف وقف الحرب البريطاني ستيف بل، لا يوجد أي سبب يخول بريطانيا بناء قاعدة عسكرية في البحرين… كانت تستخدم ذلك للحفاظ على مصالحها في الهند… وهذا جزء من السياسية الخارجية البريطانية العديمة الأخلاق التي يطالب تحالف وقف الحرب بإنهائها.
ويرى مراقبون أن الشعب البحريني وعلى رغم هذه التحديات والصعوبات التي يواجهها هو الضمانة الوحيدة لصون بلاده لينعم باستقلال حقيقي بعد دحر الاحتلال سواء كان البريطاني أو السعودي.