نصرالله وعون وحدة مسار ومصير
حسين حمّود
ثلاث استراتيجيات وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب النصر التاسع الذي ألقاه خلال الإحتفال بذكرى حرب تموز عام 2009 في وادي الحجير أمس، وهذه الإستراتيجيات على بعدها الجغرافي والسياسي، تتكامل في ما بينها لللمحافظة على وحدة لبنان وأمنه واستقراره.
الاستراتيجة الأولى، تتعلق بالولايات المتحدة الأميركية وأداتها تنظيم «داعش»، والثانية بالعدو «الإسرائيلي» والثالثة في شأن العلاقة مع الحلفاء ولا سيما التيار الوطني الحر ورئيسه العماد ميشال عون.
في الموضوع الأول، كشف السيد نصرالله عن خديعة أميركية لتحقيق مخططها الهادف إلى تقسيم المنطقة، عبر تنظيم «داعش» وليس مهماً أن يكون الأخير يعلم أو لا يعلم ذلك، فمشروع التقسيم تسعى واشنطن إلى تنفيذه في سورية والعراق. لكن ردّ حزب الله على هذا المخطط هو بالقضاء على الأداة ولو بحرب طويلة الأمد، إنْ في سورية أو في العراق، ومهما كانت التضحيات، لأنّ التقسيم بنظر الحزب، سيطاول كلّ الدول المحيطة وحتى السعودية. وما يجري اعتماده في هذا الصدد، ودائماً عبر التنظيمات الإرهابية بتأجيج الفتنة المذهبية، هو نظرية «الدومينو» التي ابتدعها وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كسينجر ومفادها إسقاط دول وأنظمة عبر إسقاط مرتكزاتها الإستراتيجية في دول الجوار، تهوي جميعاً الواحدة تلو الأخرى كما في لعبة «الدمينو»، واستبدالها بقطع او أشلاء مذهبية. لذا لا يمكن مواجهة هذا المخطط إلا بكسر الأداة أو السكين المعتمدة في التقسيم وهي تنظيم «داعش»، لإنقاذ المنطقة، ومنها لبنان، من الموت.
أما في ما يتعلق بالعدو «الإسرائيلي» فلم يسقط السيد نصرالله من حساباته استمرار العدو في التخطيط لعدوان جديد على لبنان، بل هو يضع استراتيجيات لهذه الغاية وتحديداً حسم المعركة بحملة برية ضخمة. وفي المقابل أكد السيد نصرالله تيقظ المقاومة لهذا التهديد، والتحضير لردّ سيكون مفاجئاً لقوات الإحتلال قد يكون اجتياح الجليل، وربما ما بعده، وتحريره، وهو ما كان السيد نصرالله لوّح به في خطابات سابقة.
أما لبنانياً فقد رسم السيد نصرالله إطار العلاقة التحالفية مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون وسقفها الذي أصبح غير محدود.
أكد السيد نصرالله أنّ حزب الله والتيار الوطني الحر في خندق واحد، ليس فقط في القضايا الاستراتيجية الكبرى في ما يتعلق في الصراع مع العدو الصهيوني أو الحرب على الإرهاب، بل حتى في الشؤون الداخلية، التي اعتبر السيد نصرالله أنّ عون هو الممر الإلزامي لها كانتخابات رئاسة الجمهورية أو اتخاذ الحكومة قرارت لتكون منتجة. أما وسائل المعركة فمتروك تحديدها لعون حتى استخدام الشارع الذي أعطاه السيد نصرالله شرعية من خلال تلويحه بانضمام الحزب إلى التحرك العوني على الأرض، مسقطاً ما كان تيار المستقبل وملحاقاته من فريق 14 آذار يعتقده بأنّ حزب الله مشغول بالحرب في سورية، كما أنه لا يستطيع التحرك في الشارع نظراً للأجواء الطائفية والمذهبية التي افتعلها تيار المستقبل لتطويق وتقييد حركة الحزب في الداخل اللبناني.
ولتأكيد توجه حزب الله الجديد ربط السيد نصرالله هذا الأمر بأسباب أخلاقية، قائلاً: «إننا في حزب الله لا نقبل أن يكسر أو أن يعزل أي من حلفائنا، وخصوصاً الذين وقفوا معنا في حرب تموز ووضعوا رقابهم مع رقابنا ومصيرهم مع مصيرنا، أنا أقول للجميع هذا الموضوع كما هو موضوع سياسي هو موضوع أخلاقي يستحق التضحيات، وباعتبار المستهدف في هذه الأيام هو العماد عون أنا أقول أنكم لن تستطيعوا عزل العماد عون».
بكلمات واضحة وبسيطة رسم السيد معالم المرحلة المقبلة: وحدة المسار والمصير مع عون.