العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في حكم التأبين… و«إسرائيل» تشهد كارثةً في الشارع الأميركي

ترجمة وإعداد: ليلى زيدان عبد الخالق

الشرق الأوسط هو محور تقريرنا اليوم، وذلك من خلال عددٍ من المقالات المترجمة. من الأحداث التي تجري في شمال سورية، إلى نسيان قضية المكوّن الأيزيدي في العراق، مروراً بالعلاقات التركية الأميركية، وانتهاءً بعلاقة «إسرائيل» بالجالية اليهودية في الولايات المتحدة.

من شمال سورية نبدأ، إذ نُشر تقرير حول تراجع «جبهة النصرة» ضمن خطّة مدروسة لتقدّم الأتراك. وفي هذا السياق جاء في مقال «Moon Of Alabama»:

تعزو «النصرة» أسباب تراجعها إلى عدم تأييدها الهجوم التركي على سورية و/أو القتال ضدّ تنظيم «داعش» لتحقيق مكاسب تركية وأميركية صرف هناك. غير أن توقيت انسحابها لا يدع مجالاً للشك في أنها تلقت أوامر وعروضات يستحيل عليها رفضها، بالقول: «تحركي فوراً والا سنمنع عنكِ المساعدات المالية واللوجستية التي لطالما قدمناها لكِ».

وعن الاضطرابات التي تشهدها العلاقات التركية ـ الأميركية إزاء تصرفات رجب طيب أردوغان في شمال سورية والعراق، كتبت غاليا لندنشتراوس في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية: التوافق بين تركيا والولايات المتحدة حالياً حول الصراع ضد تنظيم «داعش» يبيّن أن العلاقات بين الدولتين قد تم تأبينها مبكراً. ومع ذلك هناك اشكالية في الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها الدولتان. من ناحية الأميركيين فإن التعاون مع الأكراد السوريين كان ناجحاً وساعد في كبح تقدّم تنظيم «داعش» في شمال سورية، لكن من الواضح أن الأتراك يطلبون من الأميركيين الآن كبح تقدم الأكراد من أجل السيطرة على شمال غرب سورية. لهذا، فإنهم يفرضون على الأكراد التركيز على المعارك الدفاعية مع تنظيم «داعش»، وبهذا يقللون من قوة الردع الكردية، مع أهمية القدرة على القصف الجوي من موقع إنجرليك العسكري. السؤال هو: هل إلحاق الضرر بالتعاون الأميركي مع الأكراد السوريين يستحق ثمنه. ففي حين أن الأتراك يعتبرون مسألة تنظيم «داعش» مشكلة موقتة ترتبط باستمرار نظام بشار الاسد، يبدو أن الأميركيين يعتبرونها مشكلة استراتيجية خطيرة وبعيدة المدى.

من ناحيتها، أجرت صحيفة «تلغراف» البريطانية مقابلة مع النائبة في البرلمان العراقي عن المقعد الأيزيدي فيان الدخيل التي ذكّرت بزياراتها المتكرّرة لكل من مجلس الأمن والبرلمان الأوروبي، موضحة أنه بعد إلقائها كل خطاب، كانت تواجَه بعاصفة من التصفيق والتعاطف، ثم يتوقف الأمر عند ذلك من دون اقتراح أيّ حلول لمساعدة أبناء طائفتها وبناتها الذين يتعرّضون للقتل والأسر على يد «داعش».

أما المقال الرابع، فيتناول الزعزعة التي يشهدها تأييد «إسرائيل» في الولايات المتحدة الأميركية، لا سيما في أوساط الجالية اليهودية.

تركيا تجتاح سورية وهذا ينطبق على حلب

كتبت «Moon Of Alabama»:

تنسحب «القاعدة» اليوم، ومعها مقاتلي «جبهة النصرة» ـ التنظيم الذي غذّته ودعمته الولايات المتحدة منذ عام 2012 ـ من مناطق محافظة حلب السورية. يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإبقاء على هذه المناطق لمنع إنشاء منطقة حكم ذاتي كرديّة في الشمال السوري، ومنطقة إمداد لقواته سيحتاجون اليها لاحقاً للسيطرة على مدينة حلب ـ الهدف الاستراتيجي الحقيقي لأردوغان.

تعزو «النصرة» أسباب تراجعها إلى عدم تأييدها الهجوم التركي على سورية و/أو القتال ضدّ تنظيم «داعش» لتحقيق مكاسب تركية وأميركية صرف هناك. غير أن توقيت انسحابها لا يدع مجالاً للشك في أنها تلقت أوامر وعروضات يستحيل عليها رفضها، بالقول: «تحركي فوراً والا سنمنع عنكِ المساعدات المالية واللوجستية التي لطالما قدمناها لكِ».

وبعد ساعات قليلة فقط على انسحاب مقاتلي «النصرة» من الجبهات القتالية في حلب وتحركها باتجاه محافظة إدلب، بدأ الاجتياح التركي:

التقارير الأولى للكتيبة التركمانية تؤكد دعم دخول «جيش السلطان مراد» إلى الأراضي السورية عبر «باب السلامة» في حلب. تترك «جبهة النصرة» مدينة حلب وتذهب نحو إدلب، يترك التركمان إدلب ويسيرون نحو حلب، أي، التحضير لإنشاء منطقة عازلة وآمنة تسيطر عليها تركيا. توجهت المقاتلات الجوية الأميركية إلى قاعدة إنجيرلك الجوية في تركيا لتأمين الغزو التركي وتغطيته.

درّبت الاستخبارات التركية «M.I.T».أكثر من 5000 مقاتل تركماني، يزعمون بأنهم سوريون ذوي أصول تركية ويتحدثون اللغة التركية، ليكونوا ممراً لقوات أردوغان في حلب:

لامسوا الحدود التركية في محافظات كيليس وغازي عنتاب، التي يمتدّ عرضها نحو 100 كيلومتر، من أعزاز غرباً إلى سيرابلوس شرقاً وبعمق 40 كيلومتراً تقريباً. ستضرب الطائرات التركية والمدفعية عند الضرورة غالبية الأهداف في المنطقة لتطهيرها من قوات «داعش». وهذا ما خططت الحكومة التركية القيام به بمساعدة 5000 عنصر تركماني مقاتل مقيم في سورية. وتؤكد بعض المصادر أن هذه القوات المعززة من الأتراك، تنسّق مع قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وكانت الحكومة التركية قد أعلنت في وقت سابق أن الذخيرة التي تحملها شاحنة تابعة لمنظمة الاستخبارات الوطنية والتي استولت علهيا قوات الدرك وهي في طريقها إلى سورية في كانون الأول 2014، لم تذهب إلى تنظيم «داعش» ولا إلى «جبهة النصرة»، إنما إلى القوات التركمانية المتواجدة هناك لتمكينها من الدفاع عن نفسها.

قد يُطلق على هذه القوات التركمانية صفة «المرتزقة» في «جبهة النصرة» أو في غيرها من التنظيمات الجهادية، وبعضهم الآخر قد يكون تابعاً للقوات الخاصة التركية، الذين سيمهدون الطريق أمام القوات «التركية المعتدلة» لتتمكن من السيطرة على كامل حلب.

وتُعقد في الوقت الحالي بعض المفاوضات الدولية حول سبل إنهاء الحرب في سورية. وقد أُميط اللثام مؤخراً ـ عن بعض المعلومات المثيرة للجدل.

فمن جريدة «الأخبار» وبعض التغريدات العائدة لـ«مجتهد»، نشهد تقارير عدّة تشير إلى أن «جوهر المفاوضات يؤكد التوصل إلى اتفاق عربي على إبقاء بشار الأسد في الحكم موقتاً وإنهاء الحرب هناك».

وفي ترجمة حصلنا عليها من موقع «mideastwire.com» هناك تأكيد على أن هناك: «… ردود فعل أولية على تغريدات المغرّد السعودي الشهير مجتهد، الذي كشف النقاب عن وجود اتفاق إماراتي ـ مصري ـ أردني ـ عُماني، لإعادة تأهيل النظام السوري ومحاولات حثيثة لإقناع المملكة السعودية بالموافقة على هذه الخطة».

وأشار «مجتهد» إلى أن وليّ وليّ العهد السعودي وعد بأن المملكة لن تعترض على إعادة تأهيل النظام السوري وأنها ستسمح بعودة سفراء الدول إلى دمشق. مؤكداً أن مشاركة المملكة في مثل هذه الترتيبات قد يتأخر. وأضاف أن بن سلمان ليس لديه أي تحفظات وأن أسباب تردّده تعود إلى كون الاستخبارات الأميركية والتركية تعتقد أن الأسد لن يدوم في الحكم مطولاً وأنه من الخطأ الرهان عليه.

غيّر الدكتاتوريون العرب رأيهم في شأن قرارهم إسقاط حكم الأسد. وما دفعهم إلى ذلك، سياسات كلّ من روسيا وإيران ومواقفهما. على هؤلاء الآن، القبول مجدداً بالأسد وبالدولة السورية. فهم بعدما دفعوا بالمرتزقة من جميع أنحاء العالم إلى القتال في سورية، ستكون عملية تغيير رأيهم هذه، خطوة حقيقية وإيجابية نحو تحقيق السلام.

غير أن مخططات الأتراك والأميركيين تصبّ في خانة أخرى مختلفة كلياً. فكيف سيصرّون بعد الآن على انهيار نظام الأسد قريباً؟ أي ما توقعوه منذ بدء الأحداث عام 2011؟ عليهم إيجاد مخططاتهم الخاصة للإبقاء على الحرب، وتوجيه الغزو الأردوغاني تحديداً بهذا الاتجاه.

وبينما يتحوّل العرب بعيداً عن الإصرار على تغيير النظام في سورية، ها هي كلّ من الولايات المتحدة وتركيا تخضعان لشروط لعبة الوقت.

عليهم أن يسيروا بخطى أسرع وأكثر ثباتاً نحو تحقيق أهدافهم المرجوّة.

مثلث غير واضح

كتبت غاليا لندنشتراوس في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية:

الهجمات الجوّية لسلاح الجوّ التركي في شمال سورية، والتي بدأت في 24 تموز، ونيّة إقامة منطقة حظر طيران في شمال غرب سورية، حظيت بعنوان «انضمام تركيا إلى التحالف ضدّ تنظيم داعش». هذا على رغم أن تركيا عضو في هذا التحالف منذ إقامته في 2014. ومع ذلك، فإن شركاء تركيا في التحالف برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، لم يكونوا راضين عن مساهمتها في الصراع الذي يديرونه، ولكون الحدود بين تركيا وسورية كانت مخترقة ومفتوحة أمام المتطوعين في تنظيم «داعش».

إضافة إلى ذلك، فقد كان هناك تعاون بين جهات في التنظيم وجهات خاصة في تركيا قد يكون أكثر مأسسة ، مثل زبائن لشراء النفط وتوفير المواد اللوجستية ونقلها لتنظيم «داعش». وإلى جانب التغيير في السياسة التركية، يطرح السؤال حول التزام تركيا بالتحالف على المدى البعيد.

سؤال آخر: هل تركيا تعطي الاولوية للصراع مع الأكراد وفرع الـ«بي كي كي» في سورية، في حين أنها تعطي أهمية أقل للصراع مع تنظيم «داعش»؟

بالتوازي مع الهجمات الجوّية التركية لأهداف تنظيم «داعش»، فقد سمح الأتراك لطائرات التحالف باستخدام قاعدة إنجرليك العسكرية الموافقة التي لها مغزى واسع، وكانت مثار خلاف منذ فترة بين تركيا والولايات المتحدة، الخلاف الذي حُلّ بشكل يرضي الأميركيين. خلال زيارة الجنرال المتقاعد جون آلان، المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضدّ تنظيم «داعش» في بداية حزيران في أنقرة، كان يمكن ملاحظة بداية التغير في السياسة التركية. وفي أعقاب الزيارة سجلت زيادة في عدد الاعتقالات في أوساط الذين ينتمون لتنظيم «داعش» في تركيا، وكذلك التشدد في منع الدخول إلى تركيا والمراقبة في المعابر الحدودية.

تحليل أسباب التغيّر لدى تركيا يقود إلى الاهمية المركزية للاحداث في تل أبيض في منتصف حزيران، إذ سيطرت القوات الكردية السورية على البلدة التي كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش»، ونجحت في الوصل بين الكانتون الكردي المستقل الشمالي الشرقي القامشلي وبين الكانتون المستقل الشمالي الوسطي كوباني ، وفي ضمن ذلك تهديدهم بالتقدم غرباً لضمّ الكانتون الشمالي الغربي أفرون الذي هو تحت سيطرتهم. وبهذا يمكن إيجاد تواصل جغرافي بسيطرة كردية في شمال سورية.

أيضاً الضغوط التي مارسها الأميركيون منذ فترة على الأتراك لإظهار التشدد والجدّية ضدّ تنظيم «داعش»، أثمرت الآن. العملية الإرهابية التي حدثت في 20 تموز في مدينة سروج في جنوب شرق تركيا ـ مخرّب منتحر من تنظيم «داعش» تسبب بموت 32 شخصاً ـ ساعدت وشكلت سبباً كافياً بالنسبة إلى الجمهور التركي لتغيير السياسة الخارجية.

إلى جانب التطورات في شمال سورية، حدث تدهور في العلاقة بين تركيا والاقلية الكردية في الدولة، إذ يتهم الأكراد في تركيا الحكومة بالتعاون، أو على الاقل تجاهل عمليات تنظيم «داعش» على الاراضي التركية. وقد أعلن التنظيم السري الكردي عن مسؤوليته عن العمليات الاخيرة التي نفّذت ضد الشرطة والجنود الأتراك كعمليات ردّ على العملية في سروج. استئناف الهجمات الجوية ضد نشطاء التنظيم السري الكردي الذي يجد ملجأ له في شمال العراق، أدى إلى انتهاء اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم الاعلان عنه في آذار 2013. وكون المخرّب المنتحر في عملية سروج هو مواطن تركي من أصل كردي، أظهر تعقيد الامر في الاماكن التي توجد فيها غالبية كردية، إذ إن شباباً كرد يختارون الانضمام إلى تنظيم «داعش». إضافة إلى ذلك، فإن عدم نجاح حزب «العدالة والتنمية» في تشكيل حكومة الائتلاف يزيد من خشية الأكراد من إعادة الانتخابات وعدم تحقيق الانجاز غير المسبوق للحزب المؤيد للأكراد ـ حزب «الشعوب الديمقراطي» ـ في الانتخابات الاخيرة، إذ نجح في تجاوز نسبة الحسم الاعلى في تركيا وحصل على 13 في المئة من الاصوات.

جهات في حزب «العدالة والتنمية» هددت بحظر حزب «الشعوب الديمقراطي» بسبب علاقته مع التنظيم السري الكردي، ما يضع قادة الحزب في الصراع بين ولائهم للأهداف الكردية وبين رفضهم طريق الإرهاب والرغبة في التقدم في المسار السياسي.

إن التطورات الخارجية تغذي التطورات الداخلية، وهكذا دواليك في دائرة تعمل الآن ضدّ هدف الحلّ السلمي لمشكلة الاقلية الكردية في تركيا.

التوافق بين تركيا والولايات المتحدة حالياً حول الصراع ضد تنظيم «داعش» يبيّن أن العلاقات بين الدولتين قد تم تأبينها مبكراً. ومع ذلك هناك اشكالية في الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها الدولتان. من ناحية الأميركيين فإن التعاون مع الأكراد السوريين كان ناجحاً وساعد في كبح تقدّم تنظيم «داعش» في شمال سورية، لكن من الواضح أن الأتراك يطلبون من الأميركيين الآن كبح تقدم الأكراد من أجل السيطرة على شمال غرب سورية. لهذا، فإنهم يفرضون على الأكراد التركيز على المعارك الدفاعية مع تنظيم «داعش»، وبهذا يقللون من قوة الردع الكردية، مع أهمية القدرة على القصف الجوي من موقع إنجرليك العسكري. السؤال هو: هل إلحاق الضرر بالتعاون الأميركي مع الأكراد السوريين يستحق ثمنه. ففي حين أن الأتراك يعتبرون مسألة تنظيم «داعش» مشكلة موقتة ترتبط باستمرار نظام بشار الاسد، يبدو أن الأميركيين يعتبرونها مشكلة استراتيجية خطيرة وبعيدة المدى.

الأتراك قاموا بتليين موقفهم الذي يقضي بالتفكير في استراتيجية شاملة لإسقاط نظام الاسد، قبل توسيع التعاون مع الأميركيين. والأميركيون من ناحيتهم يؤيدون الخط التركي الذي يعتبر أن التنظيم السري الكردي الذي يعمل في تركيا ويجد الملجأ في شمال العراق، هو تنظيم إرهابي ومن حق تركيا الدفاع عن نفسها في هذا السياق. لكن كما يدّعي الأتراك أنفسهم، فإن الفصل بين المقاتلين الأكراد في شمال سورية وبين الـ«بي كي كي»، هو إلى حدّ كبير مصطنع. وفي المثلث بين تركيا والأكراد وتنظيم «داعش» غير واضح كيف سيمرّ المسار الحالي للحرب ضدّ التنظيم السري الكردي وتنظيم «داعش» في الوقت نفسه، وسيترجم بتوجيه الجهود المطلوبة بحسب الأميركيين، لمواجهة التحدّيات التي يفرضها تنظيم «داعش».

فيان الدخيل… ومأساة الأيزيديين

أجرت صحيفة «تلغراف البريطانية» حواراً مع النائبة الأيزيدية في البرلمان العراقي فيان الدخيل، بمناسبة مرور سنة على ذكرى مذبحة جبل سنجار التي تعرّض فيها آلاف الأيزيديين للقتل، وآلاف النساء للاغتصاب والخطف والسبي على يد مليشيات التنظيم المسلح «داعش».

وقالت الدخيل التي اشتهرت بمقطع الفيديو الذي بكت فيه داخل البرلمان العراقي السنة الماضية طالبة من الحكومة آنذاك التدخل لإنقاذ آلاف الأيزيديين من مصير الإبادة على يد مليشيات التنظيم المسلح التي كانت قد سيطرت على شمال العراق آنذاك، وتخوض عمليات هجوم ضدّ الطائفة التي تعتبرها طائفة مرتدة، أن العالم قرر أن ينسى مأساة الطائفة الأيزيدية في العراق. مشيرة إلى وجود الآلاف من الأطفال والنساء والقاصرات تحت أسر التنظيم المسلح، على رغم عمليات القصف الجوي التي تقودها الولايات المتحدة ضدّ «داعش».

وأضافت الدخيل: «دشّن العالم، وعلى رأسه زوجة الرئيس الأميركي ميشيل أوباما، حملة أعيدوا بناتنا عندما قام تنظيم بوكو حرام المسلّح في نيجيريا باختطاف مئات البنات، مقارنةً برد فعل المجتمع الدولي إزاء المأساة التي تعرضت لها نساء الطائفة الأيزيدية، اللاتي يتعرضن للاستعباد والاغتصاب حتى الآن على يد داعش».

وذكّرت الدخيل بزياراتها المتكررة لكل من مجلس الأمن والبرلمان الأوروبي، موضحة أنه بعد إلقائها كل خطاب، كانت تواجَه بعاصفة من التصفيق والتعاطف، ثم يتوقف الأمر عند ذلك من دون اقتراح أيّ حلول لمساعدة أبناء طائفتها وبناتها الذين يتعرّضون للقتل والأسر على يد «داعش».

وكانت الطائفة الأيزيدية في العراق قد تعرضت لهجمة شرسة من قبل تنظيم «داعش»، أدت إلى هروب أكثر من مليونَي أيزيدي من مناطقهم، ومعيشة أكثر من 450 ألفاً في معسكرات ذات طبيعة قاسية، وقد تعرّضت الطائفة لحصار حول جبل سنجار السنة الماضية، أدى إلى موت عددٍ من الأطفال من جرّاء العطش والجوع، حتى تدخلت مليشيات حزب العمال الكردستاني لتنقذهم من براثن التنظيم الذي قتل منهم الآلاف وخطف الآلاف أيضاً من النساء ليقيم سوق نخاسة لبيعهن. وكانت القوات الكردية قد عثرت على 12 مقبرة جماعية لأبناء الطائفة أعدموا على يد ميليشيات التنظيم الذي يعتبر الأيزيديين أبناء طائفة مرتّدة.

صورة «إسرائيل» الجديدة عنكبوتياً

أظهرت استطلاعات الرأي التي أجراها المستشار السياسي الأميركي واليميني المؤيد لـ«إسرائيل» فرانك لونتز، على مجموعة من النخبة الأميركيين، أن ثلاثة أرباع هؤلاء الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية مرموقة، يعتبرون أن «إسرائيل» تملك تأثيراً كبيراً للغاية على قرارات السياسة الخارجية الأميركية، وأن نصف هؤلاء يُقرّون بأن «إسرائيل» دولة عنصرية.

وما نسعى نحن إلى قوله، أن انتقاد «إسرائيل» يساعد في كسب زخم القاعدة الديمقراطية، ومن المؤكد أن هذا سيلعب دوراً في حملات انتخابات السنة المقبلة. من الواضح أن هيلاري كلينتون تشعر بالهلع حيال هذه الأرقام فما الذي قد يفعله مرشح رئاسي والحال هذه، عندما تتحول تلك الأرقام إلى تسونامي حقيقي.

تشير الأرقام إلى المخاوف الحقيقية للّوبي الصهيوني، من أن «إسرائيل» قد أصبحت حقيقةً مسألة حزبية. يقف الجمهوريون إلى جانب الدولة اليهودية، ويُطلق لونتز على استطلاعات الرأي هذه اسم «الكارثة». وأتساءل كم أن هذه الأرقام قد شُوّهت من قبله ومن قبل راعي الاستطلاع، الصندوق القومي اليهودي، الذين يريدون إيقاظ وعي اللوبي «الإسرائيلي» حول المواقف الأميركية، الذين سيدفعون المزيد من المال لقاء حصولهم على بروباغاندا أفضل! .

تصف صحيفة «تايمز» «الإسرائيلية» استطلاع الرأي الذي قام به لونتز والذي شمل 802 من «نخبة المجتمع الأميركي»، بغضّ النظر عما يعنيه هذا المصطلح انتقاد «إسرائيل» بـ«الأمر السافر والعميق»:

وردّاً على سؤال حول مدى التأثير «الإسرائيلي» على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، أجاب 76 في المئة من الديمقراطيين، مقارنة بـ20 في المئة من الجمهوريين بأن «إسرائيل» تملك تأثيراً كبيراً.

وفي معرض السؤال عما إذا كانت «إسرائيل» دولة عنصرية، أتت الردود الإيجابية بغالبية 32 في المئة.

أما في ما يتعلق بسؤال حول ما إذا كانت «إسرائيل» تريد السلام مع جيرانها، فإن 88 في المئة من الجمهوريين أجابوا بـ«نعم»، بينما وافق على هذا الزعم فقط 48 في المئة من الديمقراطيين.

وردّاً على سؤال عما إذا كان هؤلاء سيكونون أكثر عرضة للتصويت لأحد السياسيين المؤيدين لـ«إسرائيل» وحقها الشرعي في الدفاع عن نفسها، فإن غالبية مقدارها 76 في المئة من الجمهوريين أجابوا بـ«نعم»، في مقابل 18 في المئة فقط من الديمقراطيين. وكذلك، فإن 7 في المئة من الجمهوريين في مقابل 32 في المئة من الديمقراطيين قالوا بأنهم لن يحبذوا فكرة دعم وصول سياسي محلي يساند «إسرائيل».

أيضاً، أجاب 45 في المئة من الديمقراطيين بالإيجاب على سؤال حول تأييد وصول أحد السياسيين الذين ينتقدون الاحتلال «الإسرائيلي» وممارساته العدوانية ضدّ الفلسطينيين، في مقابل 6 في المئة فقط من الجمهوريين.

سيقوم المرشحون الديمقراطيون بتحويل المستوطنات غير الشرعية إلى قضية. وكان جيريمي بن عامي قد صرّح في «جي ستريت» منذ سنوات، أن معظم الناس كانوا يحاولون الهروب من العلامات التجارية الصهيونية. وها هو لونتز، الآن، يقدم لنا دليلاً أقوى على أن الصهيونية هي عبارة قذرة.

يقول لونتز، أن مصطلح الصهيونية قد لا يؤثر بتاتاً في مسألة إرسال رسائل تهدف إلى إصلاح العلاقات مع الديمقراطيين في الولايات المتحدة، ويقول: «يفترض أن ننهي استخدام هذه الكلمة». ويؤكد أن «إسرائيل» تعيش أوقاتاً عصيبة بسبب حملة الـ«BDS» مقاطعة، سحب استثمارات وعقوبات .

ويضيف لونتز، أن السؤال الثالث في استطلاع الرأي، حول المشككين في حجم المساعدات التي تتلقاها «إسرائيل» من الولايات المتحدة، أظهر أن 60 في المئة من المستطلعين يجهلون معنى حملة الـ«BDS». لكنه يعود ليؤكد أنهم سيدعمونها بالتأكيد، عند إدراكهم كنهها ومعناها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى