متلازمات «الإرهاب والتفتيت والاحتلال»… وجوه متعددة لعدو واحد!
فاديا مطر
إن مفاهيم الإرهاب والحرب عليه لم تتغير في مصطلحاتها وطرق تكيّفها في فكر من صنّعهُ، في حين أن مجالها ومساحتها تراوحت أبعادها بين الشيء وضده، فالدعم العسكري والإعلامي والمالي المفضوح للإرهاب سرعان ما تم وصفه من قبل إعلام الحلف الأمبريالي بـ «الثورات»، التي أخذت تحالفات دولية وإقليمية خرجت عن الحدود ودُعّيت في أغلب أحوالها إلى الاستطالة قبل انطلاقها، وبأدوات مخططة مسبقاً من قبل وجوه الإرهاب التي سقط أحدها أول من أمس الحالي بعد إلقاء القبض على الإرهابي «أحمد الأسير» في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أثناء محاولته الفرار إلى مصر بجواز سفر مزور ومظهر مزور، وبحسب مصدر استخباراتي لبناني فإن «الأسير» كان يخطط للتوجه إلى «نيجيريا» عبر مصر والتي حمل جواز سفره تأشيرة إليها غير مزورة، فاعتقال «الأسير» هو دليل على تعثرالمخطط الأستعماري الجاري تنفيذه في الأقليم العربي، والذي يقف محور المقاومة في معركته ضد الأرهاب فيها بأولويات المعارك وأهدافها ضد وجوه متعددة لعدو واحد، وهذا ما أكده خطاب سيد المقاومة في الذكرى التاسعة لانتصار تموز في 13 آب 2006 الجمعة الماضي، حين قال: «إن المقاومة جاهزة لتخوض معاركها على كل الجبهات دفعة واحدة وبذات العزيمة والجاهزية»، موضحاً أن الحرب مع «داعش» هي حرب مع المشروع الأميركي الهادف إلى تفتيت المنطقة وكياناتها وإدخالها في زمن حروب تخرج منها «إسرائيل» الأقوى في المنطقة مشدداً على استحالة الفصل بين معركة واحدة متعددة الوجوه ضد المشروع الأميركي التفتيتي المتماهي مع المشروع «الإسرائيلي» بإضعاف الأقوى في المنطقة، فالوجوه المتعددة للثلاثية المتلازمة بين مشاريع الإرهاب التكفيري والأميركي التفتيتي والصهيوني التوسعي تقع في إيديولوجية واحدة تحمل المحفزات الخارجية الدافعة باتجاه التطرف والعنف والإرهاب، والتي لا تخرج في أسفل هرمها عما أعده الكيان «الإسرائيلي» للمنطقة العربية التي كانت المقاومة فيها معادلة ردع، وشكلت مفترقاً استراتيجياً في هذه المعادلة مع كيان الاحتلال، وأثبت انتصار تموز عام 2006 أن نهج المقاومة هو خيار تاريخي يمكن البناء عليه في تشكيله تحولاً كبيراً في طبيعة الصراع العربي ـ «الإسرائيلي»، فانتصار عام 2006 هو حدث استراتيجي عسكري كبير في إمكان الدمج بين روحية تكتيكات المقاومة واستراتيجيات الجيوش النظامية، فهي تملك تكتيكات ضمن استراتيجيات أكثر اتساعاً وهو ما مكنها من صنع انتصارات وإنجازات خطّ أول أسطرها انتصار عام 2000، وأثبتت قواعدها القدرة على التعاطي مع خصومها وأعدائها الذين يحملون شحناً فكرياً وعقائدياً تكفيرياً مدعوماً إقليمياً ودولياً في خطوط طولية وعرضية، ظهر منها ما ظهر وما بطُن أعظم، لكن الشراكة النوعية بين مكونات محور المقاومة التي وضعت استراتيجية كاسرة للتوازن مع العدو «الإسرائيلي» المتعدد الوجوه، هي ما جعلت هذه المقاومة جاهزة لكسر مشاريع الهيمنة والتفكيك والإرهاب التي تقودها وترعاها الولايات المتحدة و»إسرائيل» وأدواتهما التكفيرية، وخلق عقائد قتالية مقاومة وجديدة في المنطقة تجعل الكيان «الإسرائيلي» يهابها ويحسب حسابها، فالمقاومة بتأكيد سيد المقاومة بتاريخ 4 تشرين الثاني عام 2014 جاهزة لكسر هذه المشاريع، حين قال: «إن ما يمنع العدو «الإسرائيلي» من العدوان والحرب هو معرفته أن عين المقاومة في لبنان لم تغفل يوماً عن الحدود مع فلسطين، وأنها جاهزة وفاعلة وبأعلى درجات الجهوزية»، فهو كلام فصل في أن تعدد الوجوه للعدو لا يجعله خافياً عمن يراقبه بمتفرعاته ويسطر معادلة «أن كل بقعة من أرضنا هي حفرة محصنة تدمر دباباتكم وتقتل جنودكم وضباطكم وتهزم جيشكم «فشعار» نصركم دائم «مازال هو الأقوى».