الصهيو ـ «داعشية»… «تحالف دم وإيديولوجية»؟!
فاديا مطر
بعد إصدار «الحزب الشيوعي الإسرائيلي» و«الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة « يوم السبت 13 حزيران المنصرم بياناً عاماً تحت عنوان «حلف الدم» بين تنظيم «داعش» الإرهابي والكيان «الإسرائيلي»، توالت أصداء أخرى تساند في صدقيتها التعاون ما بين الكيان «الاسرائيلي» وعصابات الإرهاب في مؤامرة دنسة تستهدف الدولة السورية وحلفاءها، فقد أوردت الأذاعة «الاسرائيلية» نقلاً عن ضابط كبير في قيادة الجبهة الشمالية في جيش الإحتلال «الاسرائيلي» بتاريخ 16 آب الجاري قوله إن تنظيم «داعش» الإرهابي «لا يشكل تهديداً عسكرياً ملموساً على الكيان «الإسرائيلي»، معتبراً بحسب الإذاعة «الإسرائيلية» أن التنظيم الإرهابي ليست لديه قدرة عسكرية استراتيجية، وأن مقاتليه لم يبدوا الكفاءة القتالية العالية، واصفاً استشفاء الجرحى الإرهابيين في مستشفيات الاحتلال بأنه لا يُعتبر مساعدة لهذه التنظيمات، فهذه التنظيمات المدعومة خارجياً وإقليمياً ودولياً باتت المطالبة بمحاربتها ومحاصرتها تطفو على السطح من قبل أولئك الداعمين لها، وهي مفارقة في مدلولاتها لجهة فعل الشيء وضده معاً، ليبدو التعاون الغربي لمواجهة التنظيمات الإرهابية نائماً ليل نهار، ويتصُّدر القائمة في دعم التنظيمات الارهابية وتمويلها وتسهيل عبورها لتعيث فساداً في الجغرافيا والديموغرافيا، وهو ما عبّرت عنه القيادة السورية مراراً وتكراراً منذ بدء الأزمة حين رفضت آنذاك الدول المعادية لسورية هذا الكلام متجاهلة المصالح المتبادلة في مكافحة الارهاب التي تحدث عنها الرئيس الأسد في 18 حزيران 2014 حين قال: «إن على الغرب والدول الأخرى التي تدعم الإرهاب والتطرف في سورية والمنطقة ان تأخذ العبر من الوقائع والتجارب السابقة، وتدرك ان التهديد الناشئ من ثقافة الإرهاب يتعدى دول المنطقة ليصل إلى كل العالم، وخصوصاً الدول الحاضنة والداعمة له»، فقد تبع هذا القول قول وتحذير سوري آخر أخذ مساحته في الآذان بعد تحذير الرئيس الاسد في 28 حزيران الماضي من أخطار الارهاب التكفيري الذي يتعرض له الشعب السوري بدعم مباشر من أطراف إقليمية وبغطاء من الدول الغربية التي تتدعي محاربتها له، لذلك كان الكلام «الاسرائيلي» الأخير عن عدم تشكيل تنظيم «داعش» خطراً على الكيان يحمل في طياته تسويقاً لمشروع قديم جديد ضد سورية والمنطقة، وما جاء من تصريح أميركي بأن طائرات اميركا ستقصف الجيش السوري إذا اعترض المسلحين الذين دربتهم الولايات المتحدة في تركيا إلا جزء من هذا المشروع، فلا بد من دعم لوجستي مختلف الأشكال لامتداد واستمرار الإرهاب ليكون الطريق الواصل بين أنقرة والكيان «الإسرائيلي» هو طريق آمن للتنظيمات الإرهابية، فهو ما عبرت عنه في مضامينها التصريحات «الإسرائيلية» باعتراف القادة العسكريين والسياسيين، ليتوضح جلياً الأزدواجية في المعايير والرياء والكذب السياسي الذي أخذ في طوفانه المنظمات الدولية الداعية لمكافحة الإرهاب، ليطفو على سطحه زبد الارهاب «الداعشي» الذي يقع في تحالف «دم» مع الكيان «الإسرائيلي» المرتبط به في إيديولوجية موحدة عكستها الانتهاكات «الإسرائيلية» المتكررة على الشعب الفلسطيني ودول المقاومة التي تحارب اليوم نفس الإيديولوجيا الارهابية ولكن في شكل مستنسخ، ليكون الارهاب هو حريق يصعب السيطرة عليه ولا بد له من أن يدخل سراً أو علناً إلى النشاط الاميركي الصهيوني العربي الرسمي الذي ارتبط بشراكة وثيقة مع الارهاب التكفيري على خط المواجهة مع سورية، فـ «الفوبيا الاسلامية» التي ينشرها تنظيم «داعش» الإرهابي تخدم في جذورها مصلحة الكيان «الإسرائيلي» الذي يقف متفرجاً اليوم على الفوضى الحاصلة في المنطقة، بينما يمد يده إلى جيبه سراً لدعم الارهاب، فهل ما سيظهر من أسرار سيكشف ما في الجيب؟ أم أن «تحالف الدم» لم يعد يحمل جيوباً ممتلئة؟