العبادي يلغي مناصب المستشارين… واصلاحاته لا تستهدف الرموز السياسية

استمرت في العراق حملة الاصلاحات التي أعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي والتي انتقل فيها إلى التطبيق بعد إعلانه تقليص عدد وزراء حكومته من 33 وزيراً إلى 22 ودمج عدد من الوزارات. معركة يخوضها العبادي في وقت يرى فيه كثيرون أن المواجهة مع داعش وتحرير الأرض منه هما المعركة الأهم.

فقد أعلن العبادي أمس عن إلغاء مناصب المستشارين في الوزارات وتقليص عدد المستشارين في الرئاسات الثلاث إلى 5 مستشارين في كل واحدة.

وقال العبادي على صفحتة الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» «بناء على ما ورد في حزمة الاصلاحات التي قدمناها والتي أقرها مجلس الوزراء، وصادق عليها مجلس النواب: قررنا إلغاء مناصب المستشارين في الوزارات خارج الملاك سواء كانت على الملاك الثابت أو الموقت، وتحديد مستشاري الرئاسات الثلاث بخمسة مستشارين لكل رئاسة».

وأوضح رئيس الوزراء العراقي أن هذه الخطوات «من أجل تقليل الترهل في مرافق الدولة وجعلها اكثر فاعلية، وهي ليست موجهة ضد كتلة بعينها أو شخاص محددين، ولا تعني أن أصحاب المناصب الملغاة متهمون بالفساد».

ولم يعرف بعد عدد المناصب التي سيتم الغاؤها والأشخاص الذين سيتأثرون بهذا القرار في مجمل الوزارات والمؤسسات العراقية.

وتأتي خطوة العبادي تلك ضمن سلسلة الخطوات الاصلاحية التي جاءت استجابة للتظاهرات الحاشدة التي شهدها معظم المدن العراقية احتجاجاً على واقع الفساد في مؤسسات الدولة العراقية وتردي واقع الخدمات.

تجدر الإشارة إلى أن العبادي أرجأ زيارته التي كان من المقرر أن يقوم بها اليوم الأربعاء إلى الصين، وذلك لمتابعة تنفيذ حزمة الاصلاحات لمكافحة الفساد، والأوضاع الأمنية في البلاد، بحسب ما أعلن مكتبه الاعلامي.

من جهته، كرر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي رفضه الاتهامات له بالمسؤولية عن سقوط مدينة الموصل في أيدي تنظيم «داعش».

ووصف نتائج خلص إليها تقرير برلماني يحمله مسؤولية ما حدث في الموصل العام الماضي بأنها «لا قيمة لها».

وقال المالكي – عبر «فايسبوك» – إن سقوط الموصل سببه مؤامرة حاكتها تركيا.

وأحال البرلمان العراقي أمس إلى القضاء التقرير الذي يطالب بمحاكمة المالكي ومسؤولين بارزين آخرين لمسؤوليتهم عن سقوط الموصل في أيدي التنظيم المتشدد.

ويُتهم المالكي بأنه لم تكن لديه صورة دقيقة للخطر الذي يهدد الموصل لأنه اختار قادة غير مناسبين وفشل في مساءلتهم.

ورأى رئيس القائمة العربية في العراق صالح المطلك بدوره، أن الاصلاحات «يجب أن تكون جذرية وشاملة ومبنية على أسس وطنية صحيحة».

أما سعد المطلبي عضو ائتلاف دولة القانون فرأى أن «الفساد كان السبب الأبرز في العراق لظهور داعش ونموه في المناطق الغربية العراقية»، مشيراً إلى أن «الاصلاحات تهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على الفساد والذي سيكون لها التأثير المباشر للقضاء على الارهاب».

ولا تقلّ سخونة الميدان من سخونة الداخل السياسي والإداري في العراق اليوم. قادة الحشد الشعبي ما انفكوا يحذرون «داعش لا يزال يشكل خطراً حقيقياً»، مضيفين أنه «على التظاهرات أن تكون بحجم مطالبها، وأن لا تنحرف البوصلة عن العدو الحقيقي داعش».

وأمل جعفر الحسيني الناطق باسم كتائب حزب الله العراق من الحكومة العراقية أن لا تكون قد اتخذت قرارات قد تؤثر على سير العمليات العسكرية في تلك المناطق، بخاصة أن العمليات لا تزال مستمرة في هذه الجبهات، مشيراً إلى أن «فصائل المقاومة والحشد الشعبي يؤمنان ويتابعان هذه العمليات واستمراريتها في تلك المناطق».

تطورات عراقية سريعة في السياسة والإدارة والحرب، وفي الميدان حققت فصائل المقاومة تقدماً في بيجي بصلاح الدين. وحررت تل أبو جراد. وفي القضاء بدأت التعديلات التي أرادها الأفرقاء. وفيما يستمر العبادي بمعركة الإصلاحات السياسية والإدارية… يرى كثيرون أن الملف الأبرز هو المواجهة مع «داعش»، وأن تبقى الجبهة الداخلية الداعمة للمقاتلين في الحشد الشعبي والقوات الأمنية بذات القوة والزخم.

وفي السياق، أكدت مصادر أمنية مقتل العشرات من تنظيم «داعش» خلال عمليات للقوات العراقية في الرمادي، مؤكدة تقدمها نحو مركز المدينة أمس.

وصرح قائد عمليات الأنبار قاسم المحمدي أن قوة تابعة لقيادة عمليات الأنبار، وجهت ضربة صاروخية وبالمدفعية، وبإسناد من طيران التحالف الدولي إلى مواقع التنظيم في منطقتي البوعيثة والبو بالي قرب الرمادي، ما أسفر عن مقتل 24 مسلحاً بينهم انتحاريان وثلاثة قياديين في «داعش».

وأعلنت قيادة عمليات الأنبار، مقتل 13 مسلحاً من «داعش» في ضربة جوية، وفق «شبكة الإعلام العراقي».

من جهته، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، مقتل 11 عنصراً من تنظيم «داعش» خلال عمليات متفرقة شرق الرمادي، لافتاً إلى إنه تم تطهير ثلاثة مبانٍ وتفكيك 13عبوة ناسفة.

وقال جودت لـ «السومرية نيوز»، إن مفارز القناصين التابعين للشرطة الاتحادية تمكنوا من قتل 5 عناصر من داعش كانوا يحملون قاذفات أثناء محاولتهم التسلل ودخول أحد المباني في منطقة المضيق شرقي الرمادي. وأضاف أن «مغاوير الشرطة الاتحادية استطاعت قتل 4 عناصر من التنظيم وتطهير 3 مبانٍ بعد تفكيك 13 عبوة ناسفة شديدة الانفجار في المحور الشرقي للرمادي».

وعلى صعيد متصل أعلن المتحدث باسم محافظ الأنبار حكمت سليمان، تحرير مبنى مديرية المرور العامة للمحافظة وحي الزيتون غرب الرمادي، مضيفاً أن «القوات الأمنية استطاعت الدخول الى منطقة التأميم والى منطقة الملعب، جنوب الرمادي، وهناك معارك تدور داخل أحياء المنطقتين». وأشار إلى أن «تلك القوات وصلت الى مشارف شارع 20 وسط الرمادي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى