اليمن: اللجان الشعبية تسترجع مقارّ حكومية في تعز
أعلنت اللجان الشعبية في اليمن استعادة السيطرة على بعض المناطق والمقار الحكومية في مدينة تعز وسط البلاد.
وأفاد مصدر بأن اشتباكات عنيفة دارت في عدد من أحياء المدينة بين الجيش واللجان الشعبية من جهة، والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة ثانية.
الجيش واللجان الشعبية قتلت عشرات العناصر من تنظيم «القاعدة» في منطقة مكيراس الواقعة بين محافظتي أبين والبيضاء. كذلك دمرت القوات الأمنية مدرعات إماراتية على الطريق الواصل بين أبين والبيضاء، إضافة إلى تدميرها آليات عسكرية سعودية في نجران.
واستشهد أربعة أشخاص بينهم إمرأة وطفلة إثر قصف التحالف السعودي منزلين في مديرية جبلة غرب محافظة إب. وكان العدوان السعودي قصف أمس ميناء الحديدة ودمر رافعات ومخازن في مركز رئيسي لدخول المساعدات الانسانية الواردة من الخارج إلى شمال البلاد، وفق ما أفاد مسؤولون بالميناء.
ويقع ميناء الحديدة في منتصف الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر وهو المنفذ البحري الوحيد الذي يسيطر عليه «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ويرى مراقبون أن قصفه يأتي في سياق حرمان اليمنيين من أي منفذ بحري الذي يغذي العاصمة صنعاء، بالوقود ومواد التموين.
وكانت مدينة تعز شهدت أول من أمس مجزرة وحشية استشهد فيها العشرات من المواطنين على أيدي إرهابيي «القاعدة» وميليشيات عبد ربه منصور هادي، حيث عمد هؤلاء الى الإعدام والتنكيل بحق اليمنيين بطريقة بشعة وقاسية، ما يشكّل انتهاكاً فاضحاً للقوانين الدولية.
وتعليقاً على الإجرام الداعشي بحق تعز وأهلها، أشار ملتقى التصوف الإسلامي اليمني في تعز إلى أن ما شهدته المدينة يؤكّد مساعي الإرهاب الحثيثة لإلباس المدينة ثوب الرجعية والتخلف، وتحويلها إلى مرعى خبيث وإجرامي، متسائلاً عن نتيجة هذه الجاهلية والعصبية التي اجتاحت تعز أرض الحرية والأحرار».
سياسياً، كشف مصدر مطلع لـ«الميادين» عن استمرار السعودية في مماطلتها بالموافقة على نقاط التفاهم بين وفد أنصار الله والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في العاصمة العمانية مسقط.
وأكد المصدر نفسه إصرار الرياض على تنفيذ قرار مجلس الأمن كاملاً، ومن دون شروط، بحسب بيان مجلس الوزراء السعودي، مضيفاً أن «السعودية حملت المبعوث الأممي نقاطاً جديدة ليعود بها إلى مسقط»، متوقعاً أن «تضغط الرياض باتجاه عودة نائب الرئيس اليمني خالد بحاح وحكومته لفترة انتقالية قصيرة».
إلى ذلك، نفى مصدر مسؤول باللجنة الثورية العليا ما تناولته بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية حول صدور قرار من اللجنة يتعلق بإجراء انتخابات.
وأكد المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن اللجنة لم تصدر أي قرار من هذا القبيل وأن ما تم تناوله مجرد شائعات وأكاذيب اختلقتها وسائل الإعلام التي تتبع مطبخ إعلام دول العدوان بغرض إثارة البلبلة والفتن في صفوف الناس، لافتاً إلى أن رقم القرار 39 لسنة 2015 كان للقرار الذي أصدرته اللجنة الثورية العليا في 13 الجاري بتعيين وكلاء لعدد من المحافظات.
ودعا المصدر وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والصدقية والتزام المهنية الإعلامية والأخلاقية وعدم الانجرار وراء الشائعات المغرضة الهادفة إلى النيل من الوطن وأمنه واستقراراه وخدمة مصالح العدوان.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تقدم شهدته المفاوضات الجارية في سلطنة عمان بين المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وطرفي النزاع ضمن جهود تهدف إلى تأمين انسحاب الحوثيين والحفاظ على عاصمة اليمن الأثرية من معركة قد تكون مدمرة.
على صعيد آخر، نفت الإمارات العربية المتحدة ما تناقلته مصادر إعلامية في شأن موقفها من وحدة اليمن، مؤكدة رفضها القاطع لتقسيم هذا البلد العربي.
وأكدت دولة الإمارات رفضها القاطع جملة وتفصيلاً لتقسيم اليمن، وذلك في معرض ردها على الاتهامات الموجهة إليها بتعزيز انفصال جنوب اليمن عن شماله، مدفوعة بأطماع سياسية واقتصادية تتمحور حول الدور المستقبلي لمدينة عدن الاستراتيجية.