التصعيد الحوثي على خط التسويات
على خلفية ما جرى بالتفاهم النووي والتسويات التي فتح بابها من المجال العريض، اول التسويات هو اليمن لأن آخر الجروح التي تفتح هي اول الجروح التي تغلق، وهي اخر الأماكن التي تفجرت الحرب فيها، والسبب مركزية اليمن في الدور السعودي، وبالتالي سيذهب السعودي الى تسوية تردّ مهابته.
الذهاب إلى التسوية يفترض ان يرخي ظلال تهدئة بطبيعة الحال، لكن ما يجري اليوم هو العكس، فالتصعيد العسكري والإعلامي السعودي سيد المشهد مع إنجازات يحققها من يسمّونهم «المقاومة» وجنود منصور هادي.
الوضع الميداني في اليمن يفترض سيطرة الحوثيين والجيش المساند لهم والمتحالف معهم على كامل شمال اليمن، اما في الجنوب فعدن وأجزاء من محافظة تعز فقط هي مع حلفاء السعودية، وإذا كان الشمال ثلثي مساحة اليمن مع فائض زيادة الثلث الباقي، يعني انّ اليمن امام مشهد مناطق رئيسية للثقل السكاني بيد الحوثيين مع الجيش، بالحساب المتوازن الطبيعي، فإنه اذا بقي بين يدي الحوثيين صعدة وصنعاء فقط من اجل التفاوض على برنامجهم السياسي، فإنّ هذا كاف، وهو في الأصل ما طرحه الحوثيون تماماً، كما طلب حزب الله بعد 7 أيار في لبنان، والذي تحدث عن الشراكة وألا تؤخذ قرارات مصيرية دون سقف مطلبنا، تماماً كما مطلب الحوثيين اليوم وهو حكومة موحدة ودستور جديد وانتخابات نيابية رئاسية على أساس الدستور لذا فإنّ ضمان صعدة وصنعاء كاف ما عدا ذلك يحق للحوثيين ان يسمحوا للسعوديين وحلفائهم ان يدخلوا ما تبقى كتعويض سياسي للخروج بماء الوجه.
ما حدث هو تراجع تكتيكي قتالي للحوثيين، تقول «ديبكا فايل» الصهيونية انّ هناك اتفاقا سعودياً روسياً اميركياً إيرانياً بصيغة «يمن» بدون منصور هادي مع فترة انتقالية، تسهّل ايران خلالها بالتعاون مع الحوثيين تحقيق انتصارات لحساب السعودية. الغرور والغطرسة التي تصيب السعوديين تحتاج الى صفعة كي تعود الى الوعي.
لا زال السعوديون يماطلون لوقف اطلاق النار، لذلك سيشهد اليمن مرحلة تصعيد هذه المرة من قبل الحوثيين، وقد يُكشف فيها سلاح متطور يمتلكه الحوثيون، وعلى المقلب الآخر يبدو انّ قتلى وجرحى عسكريين سعوديين سيسقطون ولا بدّ من صواريخ سكود أول وثاني وثالث على الظهران وغيرها حسب مراقبين عسكريين.
اليمن امام مواجهة وخطوط حمراء يرسمها الحوثيون، والواقع يشير إلى انّ ما لديهم هو ما كان لدى حزب الله عشية 2006 وزيادة عليه صواريخ «سكود» حتى ينضج السعودي لوثيقة مسقط: وهي عبارة عن وقف فوري للنار والذهاب إلى جنيف وتشكيل حكومة وقيادة موحدة للجيش، وهو أيضاً تطبيق لقرار مجلس الأمن بجدول زمني يريح الثوار ويلبّي مطالبهم ودستور جديد.
«توب نيوز»