تقرير

نشرت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية مقالاً تطرقت فيه إلى الأوضاع في تركيا، مشيرة إلى أنها على حافة الحرب الأهلية وانتخابات برلمانية مبكرة.

وجاء في المقال: إن فشل المحادثات في شأن تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزبين الرئيسين في تركيا، يشير إلى أن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة أمر لا بدّ منه، وسيُعلَن عن موعدها في منتصف الأسبوع الجاري. أي اليوم أو غداً. هذه الانتخابات ستُجرى في ظروف صعبة. لأن تركيا على حافة، ليس فقط الأزمة السياسية، إنما نشوب حرب أهلية.

يذكر أن الانتخابات البرلمانية أجريت في تركيا يوم 7 حزيران، وكانت نتائجها غير متوقّعة، إذ حصل حزب «العدالة والتنمية» الذي يحكم تركيا منذ 15 سنة على 41 في المئة من الأصوات، ومع ذلك فقد الغالبية في البرلمان. كانت هذه النتيجة ضربة موجعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعتبر هذا الحزب حزبه، على رغم أنه استقال منه بعد انتخابه رئيساً للبلاد.

فقدان الغالبية في البرلمان لم يسمح لأردوغان تحقيق ما كان يطمح إليه ـ إدخال تعديلات على دستور البلاد للحصول على صلاحيات إضافية، التي يسميها معارضوه صلاحيات دكتاتورية. لذلك اعتبر الكثيرون فشل المحادثات بين حزب «العدالة والتنمية» والحزب الآخر، شهادة إعدام الرئيس، الراغب في الانتقام لهزيمته في انتخابات حزيران الأخيرة.

كان ائتلاف حزبَي «العدالة والتنمية» و«الشعب الجمهوري» المعارض الذي حصل على 25 في المئة من أصوات الناخبين، هو الأفضل لتركيا، وكان سيساعد في تعزيز استقرار أسواق المال. ولكن فرص التوصّل إلى اتفاق بينهما كانت ضئيلة منذ البداية. السبب طبعاً الاختلافات الايديولوجية بين حزب «العدالة والتنمية» وحزب «الشعب الجمهوري» الذي أسسه مؤسّس تركيا الحديثة مصطفى أتاتورك. لم يتمكن الحزبان من الاتفاق على دور الرئيس في حياة البلاد وكذلك عن عدد المدارس الاسلامية التي ازداد عددها كثيراً منذ استلام أردوغان السلطة في تركيا.

أعلن زعيم حزب «الشعب الجمهوري» كمال كيلتشيدار أوغلو عقب انتهاء المحادثات في الأسبوع الماضي، أنها لم تكن جدّية، إذ إن المكلف بمهام رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي أصبح رئيساً لحزب «العدالة والتنمية» بعد استقالة أردوغان، رفض فكرة مناقشة ائتلاف بعيد الأمد، بل اقترح تشكيل ائتلاف موقّت، وهذا بالتأكيد كان سيؤدّي إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

وكان كيلتشيدار قد صرح بأنه بعد حصول حزب «العدالة والتنمية» على أعلى نسبة من أصوات الناخبين وعدم تمكّن زعيمه داود أوغلو من تشكيل الحكومة، كان على رئيس الدولة تكليفه كزعيم للمعارضة بتشكيل الحكومة. ولكن أردوغان لم يردّ على هذا المقترح حتى الآن.

شكلياً، ستنتهي المحادثات في شأن تشكيل الحكومة يوم 23 آب الجاري. ونظرياً، هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق في شأن ذلك، ولكن لا يثق بنجاح هذه المحادثات إلا القلة القليلة في تركيا.

هذا ما يؤكده تصريح داود أوغلو للصحافيين، الذي أكد فيه أن الانتخابات المبكرة هي الحل الوحيد. إذ يحتمل أن تُجرى في تشرين الثاني المقبل.

لا يستبعد حدوث تغيّرات جدّية في المسألة إلّا من خلال الفترة الزمنية إلى موعد الانتخابات المبكرة. إذ دخلت تركيا منذ أسبوعين في صراعين، أحدهما مع «داعش» الذي دعمه أردوغان سابقاً، والآخر مع حزب العمال الكردستاني، إذ تتناقل وسائل الاعلام أنباء عن الصدامات اليومية بين القوات التركية ومقاتلي الحزب في مناطق جنوب شرق تركيا. كما تنفّذ الطائرات الحربية التركية والأميركية هجمات جوّية على مواقع «داعش» في سورية، بعدما سمحت الحكومة التركية باستخدام القواعد الجوّية التركية من قبل طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

المعارضة تتّهم أردوغان بأنه تعمّد إشعال هذه الحرب لكي يستغلّ الشعارات الوطنية للفوز في الانتخابات. أما أردوغان، فإنه ينفي هذا بقوله إن الجيش يردّ على نشاط المعادين للدولة، لا أكثر من ذلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى