فنيش: لحماية ما حققته المقاومة وعدم تعريض مصالح اللبنانيين لمزيد من الضرر
ميس الجبل – رانيا العشي
رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، ان «المسؤولية تقتضي في حماية الاستقرار والبناء على ما تحقق على أيدي المقاومة في الحد من خطر التيارات التكفيرية والسعي من أجل ملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية لاختيار الأكثر تمثيلا والأقدر على تحقيق التوافق وبدء مرحلة جديدة من التفاهم الوطني».
وأضاف: «أنه لا ينبغي تعريض مصالح اللبنانيين لمزيد من الضرر، لا بتعطيل المجلس النيابي عن القيام بدوره التشريعي ولا بتعطيل مجلس الوزراء عن القيام بدوره التنفيذي، وذلك من خلال تفاهم القوى السياسية المؤثرة، لا سيما الإسراع في إقرار سلسلة الرتب والرواتب وانقاذ العام الدراسي واجراء الإمتحانات الرسمية».
واشار فنيش الى أن «التحديات التي يمر بها لبنان توجب المزيد من اليقظة والبحث عن مساحات أوسع للتفاهم والتعاون بما يحفظ أمن هذا الوطن ويعزز ثقة أبنائه بمستقبلهم وقدرة المجتمع والمقاومة على التصدي لمشاريع العدو الصهيوني».
مواقف الوزير فنيش وردت خلال رعايته المؤتمر الفكري الثامن الذي اقامته جمعية الإمام الصادق لإحياء التراث العلمائي بالتعاون مع اتحاد بلديات جبل عامل، حول شخصية العالم الرباني الشيخ علي بن عبد العالي الميسي في حسينية الزهراء في بلدة ميس الجبل الجنوبية، بحضور عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ حسن بغدادي، مسؤول منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين، رئيس مجلس الجنوب وعضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل» الدكتور قبلان قبلان، مسؤول وحدة الدراسات في «حزب الله» الشيخ خليل رزق، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين إلى جانب حشد من علماء الدين وفاعليات وشخصيات تربوية وثقافية واجتماعية وبلدية واختيارية وحشد من المهتمين.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من بلدية ميس الجبل، وألقى رئيس اتحاد بلديات جبل عامل الحاج علي الزين كلمة بالمناسبة، أشار فيها إلى أنه «في عصر المحقق الميسي كانت الفاتحة الإستراتيجية لعلماء جبل عامل في إيران مع المحقق الكركي، وحينها هاجر مئات العلماء العامليين إلى إيران في بداية العصر الصفوي ليشيّدوا النهضة العلمية والفكرية لإيران، وقد تمكنوا من توطيد دعائم مدرسة ومذهب أهل البيت في عموم الجمهورية الإسلامية في إيران».
بدوره، ألقى الشيخ بغدادي كلمة قال فيها: «إن المحقق الميسي الذي بقي في جبل عامل شكل بحضوره صلة الوصل بين مدرستين، بين مدرسة ذلك القائد الفذ الذي أسس النهضة العلمية لجبل عامل الشهيد الأول الشيخ محمد ابن مكي الجزيني قبل 700 سنة، وبين المدرسة التي ثبتت هذه النهضة التي استمرت إلى القرن الثاني عشر وتوقفت ربع قرن بسبب الوالي العثماني أحمد باشا الجزار ثم عادت إلى يومنا هذا وما زالت».
ومن ثم قسمت جلسات المؤتمر إلى جلستين، تمحورت الجلسة الأولى التي تحدث فيها الشيخ خليل رزق والشيخ خالد الغفوي حول «بحث توثيقي عن السيرة الذاتية والمدرسة الميسية للمحقق الشيخ علي الميسي. وأشار الشيخ رزق إلى أن «مدارس جبل عامل الدينية حلقة من السلسلة الذهبية لمدارس الشيعة الإمامية التي قدمت الخدمات الجليلة للاسلام».
في حين اعتبر الشيخ الغفوي أن «الشيخ الميسي كان مجازاً من قبل المحقق الكركي، والإجازة في شكل أو آخر تدل أو توحي إلى تتلمذ المجاز على المجيز عادة»، لافتاً إلى أن أنهم «صرحوا في الترجمه بأنه كان مجازاً تبركاً».
أما الجلسة الثانية التي تمحورت حول «قراءة في موقع جبل عامل السياسي والاجتماعي في عهد الميسي»، تحدث فيها الحاج قبلان والشيخ علي خشاب.
ولفت الحاج قبلان إلى أن «مرحلة الشيخ الميسي كانت مرحلة علمية، والعلم هو أساس الوجود وكلمة الله الأولى، وكانت مرحلة شهادة الشهيد الثاني والشهادة درع الدين ودرب الكرامة والإستقرار»، لافتاً إلى انه «إذا عرفنا أن التشيع كان عاماً في بلاد الشام وأن أهم المدارس كانت في ميس ومشغره وشقرا وعيناتا وجزين وجباع وكرك، وإذا تيقنا أن كثيراً من شيعة المنطقة تحول معتقدهم تحت ضغط القتل والتنكيل فنعرف أن هذه المدارس المذكورة استطاعت أن تبقى على تشيعها ولم تتغير هويتها الدينية رغم ما عانته من اضطهاد، وهذا يؤكد دور هذه المدارس وعلى رأسها المدرسة الميسية وغيرها ودور رواد الأوائل كالعلامة الشيخ الميسي».
ورأى الشيخ خشاب أن «أهمية هذه الإجازة هي أننا نجد في القراءة والبحث والتدقيق والتحقيق والتنقيح جمعاً، حيث جمع فيها بين توضيح المسائل وتنقيح الدلائل وإبراز العديد من النكات العلمية والمعرفية التي تتضمنها هذه النصوص الدينية بما يستفاد خلال الإجازات التي تقدم للعلماء».