«القومي»: لتتحمّل القوى السياسية كافة مسؤولياتها الوطنية لإيجاد الحلول والمعالجات المطلوبة لمجمل المشكلات القائمة

عقد مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسته الأسبوعية برئاسة رئيس الحزب النائب أسعد حردان، الذي استهلّ الجلسة بتوجيه التحية إلى شهيدي الحزب البطلين حسن فلاح وثائر بله اللذين ارتقيا شهيدين في معركة الزبداني ضدّ الإرهاب، كما تمّ بحث موضوعات عدّة، وجرى التطرق إلى الأوضاع العامة على أكثر من صعيد.

وصدر بعد الجلسة، البيان التالي:

أولاً: توقف الحزب السوري القومي الاجتماعي أمام حالة الشلل العام التي أصابت المؤسسات في لبنان، والتي إذا استمرّت على هذا النحو، واستمرّ معها غياب المعالجات والمبادرات، فإنها تنذر بتفاقم خطير للأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وعلى أكثر من صعيد. لذلك، يدعو الحزب، المسؤولين كافة، والقوى السياسية في لبنان، إلى تحمّل المسؤوليات الوطنية، والتسليم بضرورة خلق بيئة سياسية هادئة وصالحة، تشكل منطلقاً باتجاه إيجاد الحلول، والمعالجات المطلوبة، لمجمل المشكلات القائمة.

وإذ يجدّد الحزب دعوة رئيسه النائب أسعد حردان التي أطلقها في مهرجان ضبية في 26 تموز 2015، بضرورة أن يُطلق دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري مبادرة وطنية، وهو رجل الدولة والثقة والمبادرات الإنقاذية، يؤكد أنّ مصلحة لبنان واللبنانيين، تتطلب من الجميع مواقف شفافة ومسؤولة تلاقي المبادرات التي تصبّ في مصلحة البلد. وفي هذا السياق يدعم الحزب، الاتجاه إلى فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، من أجل القيام بمسؤولية التشريع المطلوب، لتفعيل عمل المجلس ولمنع تمدّد الفراغ إلى كلّ المؤسسات، ولإنتاج قانون انتخابي يحقق التمثيل الصحيح، ويؤدّي إلى انتظام وترقية الحياة السياسية في لبنان.

كما يرى الحزب أنّ الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، لا يجب أن يستمرّ، والمطلوب انتخاب رئيس للجمهورية يحوز الصفات المطلوبة لهذا الموقع.

ثانياً: يطالب الحزب الحكومة اللبنانية بأن تجتمع وتتحمّل مسؤولياتها، وتتخذ خطوات جادّة لمعالجة المشكلات المتفاقمة. وفي مقدّم هذه المشكلات، مشكلة النفايات التي كشفت غياب الخطط الاستراتيجية، وعجز هذه الحكومة عن الاضطلاع بمسؤولياتها… خصوصاً أنّ مشكلة من هذا النوع، تشكل تهديداً لحياة الإنسان، وتقويضاً للاقتصاد والسياحة وخطراً على البيئة.

إنّ الحكومة مطالبة بإيجاد الحلّ السريع والجذري، وليس التفتيش عن حلول ومكبّات عشوائية، غير مطابقة للمواصفات البيئية والصحية، ما يدفع المواطنين في مناطقهم إلى النزول والاعتراض في الشارع، وهو موقف اعتراضي نؤيّده من منطلق الحرص على صحة الناس وحياتهم.

وإذ يؤكد الحزب على ضرورة التوصل إلى حلول علمية وعملية مدروسة لهذه الأزمة المتفاقمة، بدلاً من الحلول الارتجالية التي لا تأخذ في الاعتبار صحة المواطن وسلامته، وتؤدّي إلى تدمير ما تبقى من مرافق حيوية. فإنه يؤيد تحرّك نقابة عمال وموظفي مرفأ بيروت في مواجهة تحويل مرفأ العاصمة إلى مكبّ للنفايات، الأمر الذي يؤدّي إلى محاصرة مرفق اقتصادي حيوي يشكل بوابة لبنان البحرية الرئيسية، وأيّ تلوث في المرفأ ومحيطه يمسّ الأمن الغذائي للبنانيين جميعاً، إذ إنّ رمي النفايات يجاور عنابر إهراءات القمح التي توزع على الأفران اللبنانية، وهذا يهدّد سلامة موظفي المرفأ وسائر المواطنين المتعاملين معه، من دون إغفال الضرر الكبير الذي يسبّبه التلوّث البيئي في المرفأ للسياحة في لبنان، ولمرافقها المتنوّعة من فنادق ومطاعم وغير ذلك.

ثالثاً: توقف الحزب، أمام معاناة اللبنانيين المتعدّدة الأوجه والجوانب، ورأى أنّ مشكلة الكهرباء لا تقلّ خطورة عن مشكلة النفايات، فاللبنانيون يعانون من وطأة هذه المشكلة صيفاً وشتاءً، ويدفعون أثماناً باهظة من جراء الانقطاع الدائم للكهرباء، على حساب قوت عيالهم… وحتى الآن لا نشهد معالجات حقيقية لهذه المشكلة، لأنه ليس هناك من إرادة وخطط جدية تكفل أن يكون هذا القطاع منتجاً وحيوياً، وأنّ السياسة المعتمدة هي الإيغال في العتمة التي يُراد لها أن تكون قدراً للبنان واللبنانيين.

رابعاً: توقف الحزب أمام الإنجاز الأمني النوعي لمؤسسة الأمن العام اللبناني، والذي تمثل باعتقال الإرهابي أحمد الأسير، ورأى في هذا الإنجاز علامة فارقة بيضاء، تغطي على سواد النفايات وانقطاع الكهرباء، وتعزز ثقة الناس بأجهزة الدولة الأمنية، وقدرتها على حماية لبنان من خطر الإرهاب وصون سلمه الأهلي.

ويهنّئ الحزب مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم وكلّ ضباط ورتباء وعناصر هذه المؤسسة، على ما حققوه ويحققونه لتحصين أمن لبنان، خصوصاً أنّ اعتقال الإرهابي أحمد الأسير شكل محطة مفصلية في ملاحقة الإرهاب، لما يمثل هذا الشخص من خطورة، نتيجة ارتباطاته وخلاياه ومصادر تمويله وحاضنيه، ونتيجة جرائمه الإرهابية التي طاولت ضباط وعناصر الجيش، وتهديده السلم الأهلي في لبنان. وهي أعمال إرهابية سيواجهه بها القضاء اللبناني، ليكون الحكم عليه عبرة لكلّ من اختار طريق الإرهاب والقتل والإجرام.

وفي هذا السياق، يدعو الحزب الى ضرورة ان تتضافر كلّ الجهود الأمنية لتشكيل شبكة أمان وطني تحصّن استقرار لبنان وتحميه من خطر الإرهاب والتطرف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى