ستبقى… ويرحلون
عبد الحليم حمّود
كلّا، مخطئ من يظن أن الموت واحد ولو تعدّدت الأسباب. ومشتبه من يعتقد أن الموتى يتشابهون. متى ندرك أنّ لبعض البشر امتدادات تتخطى أجسادهم بحيث تترسّخ جذور أرواحهم في المكان، في التاريخ، في الحضارة، في الهوية الإنسانية والوطنية.
خالد الأسعد واحد من هؤلاء الذين يختزنون شخصية هذه البلاد، وهو حارس من حرّاس الزمن، مرابط على ثغور الصخور النابضة بأكفّ نحتت أصالة هذه الأرض ومن عليها. من أين أتى هذا الظلام الذي يطلي التراب بالأسود؟ يمحو الغيم، يدمي الأبواب ويهدّ الأدراج، ويجعل الجماجم أدوات تشفّ وتلذّذ ساديّ.
يا لهذا الموت القادم إلى الشرق، لهذا الجنون النابح بأنياب شُحِذَت بمال النفط!
خالد الأسعد، جذور روحك متماهية مع الصخر، وستبقى… والتتار سيرحلون.
شاعر وفنان تشكيليّ