الاستعانة بإيران للقضاء على «داعش» ضرورة ملحّة
يبدو أنّ الإعلام الغربي بدأ يفعل فعله في تحليل الأمور والأحداث، وتقديم النصائح للدول لا سيما الكبرى. وإذا كانت المبادرة السورية التي أطلقها وزير الخارجية السوريّ وليد المعلّم منذ أكثر من سنة، والتي توجّه بها إلى العالم، قائلاً إن سورية مستعدّة للمساعدة في القضاء على «داعش»، إذا كانت هذه المبادرة قد لاقت الإهمال المتعمّد من قبل أميركا ومن يدور في فلكها، فها هو الإعلام الغربي اليوم يحثّ الدول الغربية للاستعانة بإيران من أجل إنجاز هذه المهمة.
في هذا الصدد، نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية موضوعاً لكيم سنغوبتا، يقول فيه إن إيران تمارس ضغوطاً على الدول السنّية المجاورة ليسمحوا لها بمساعدة التحالف الذي يواجه تنظيم «داعش» المتطرّف في العراق وسورية. لا بل تحاول أ في تحوّل بالغ الدلالة في سياستها الخارجية ـ الانضمام إلى التحالف الدولي الذي يواجه التنظيم. وينقل الكاتب قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشهر الماضي إن توقيع الاتفاق النووي أزال العقبة ـ المصطنعة إلى حدّ كبير ـ في سبيل تكوين تحالف أكبر لمحاربة تنظيم «داعش». أما فيدريكا موغيريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فقالت إن الاتفاق مع إيران يفتح الطريق لمزيد من الثقة في الحرب ضدّ تنظيم «داعش».
أما في ما يخصّ الأوضاع في تركيا، فقد كشفت النائب عن حزب «الشعوب الديمقراطي» التركي بورجو تشليك عن تعرّض سكان مدينة وارتو التابعة لمحافظة موش جنوب شرقي تركيا، لمجزرة خلال فترة حظر التجوّل التي فرضتها قوات رئيس النظام التركي رجب أردوغان على المدينة السبت الماضي. وأكدت تشليك في تصريح لصحيفة «طرف» التركية، أنّ قوات الأمن التركية أحرقت المنازل وأطلقت النار عشوائياً على المحال التجارية والسيارات ومنازل المواطنين خلال اعتدائها على المدينة. مشيرة إلى أنها رأت أشلاء الجثث المتناثرة في شوارع المدينة.
«طرف»: نظام أردوغان ارتكب مجزرة في مدينة وارتو
كشفت النائب عن حزب «الشعوب الديمقراطي» التركي بورجو تشليك عن تعرّض سكان مدينة وارتو التابعة لمحافظة موش جنوب شرق تركيا، لمجزرة خلال فترة حظر التجوّل التي فرضتها قوات رئيس النظام التركي رجب أردوغان على المدينة السبت الماضي.
وأكدت تشليك في تصريح لصحيفة «طرف» التركية عقب اطّلاعها على الوضع في المدينة التي شهدت اشتباكات دامت ليومين، أنّ قوات الأمن التركية قامت بإحراق المنازل وإطلاق النار بشكل عشوائي على المحال التجارية والسيارات ومنازل المواطنين خلال اعتدائها على المدينة. مشيرة إلى أنها رأت أشلاء الجثث المتناثرة في شوارع المدينة.
وقالت تشليك إن عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات الامن التركية في المدينة غير معروف حتى الآن، بينما أعلنت السلطات في محافظة موش عن مقتل أربعة أشخاص. مشيرة إلى أن الصور التي نُشِرت تُظهر عدداً من القتلى المدنيين سقطوا من جرّاء إطلاق القوات المسلحة التركية النار بطريقة عشوائية على المنازل.
وفي السياق ذاته، أكدت سلمى إرماك الرئيسة المشتركة لحزب «المناطق الديمقراطية» التي اطلعت على الوضع في وارتو خلال زيارة وفد حزب «الشعوب الديمقراطي» للمدينة، في بيان صحافي، ارتكاب نظام أردوغان مجزرة بحق السكان المدنيين. بينما تحاول حكومة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا إخفاء عدد القتلى والتستّر على المجزرة التي ارتكبتها قوات الامن التابعة له.
وقالت إرماك: لا نعرف ماذا فعلت الدولة في مدينة وارتو، ولم نسمع أي تصريح من المسؤولين حول الأحداث التي وقعت هناك، إذ غادر وكيل النيابة العامة المدينة ورفض مدير الأمن لقاء الوفد، بينما قال المحافظ إنه يُجري أعمالاً ميدانية، وأكد القائمقام أنه لن يعود إلى عمله قبل يومين.
وكان أردوغان قد توعّد مؤخراً محافظات جنوب شرق تركيا باستمرار القصف الجوي بعدما نعى عملية السلام التي بدأت عام 2012 مع حزب العمال الكردستاني، في وقت تواصل قواته حملتها العسكرية على تلك المنطقة.
«إندبندنت»: إيران تستطيع هزيمة تنظيم «داعش»
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية موضوعاً لكيم سنغوبتا، يقول فيه إن إيران تمارس ضغوطاً على الدول السنّية المجاورة ليسمحوا لها بمساعدة التحالف الذي يواجه تنظيم «داعش» المتطرّف في العراق وسورية. لا بل تحاول أ في تحوّل بالغ الدلالة في سياستها الخارجية ـ الانضمام إلى التحالف الدولي الذي يواجه التنظيم. وهو ما قد يمثل تحوّلاً كبيراً في مسار الحرب في سورية، على حدّ قول كاتب المقال.
يذكر سنغوبتا أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ناقش خلال زيارته إلى موسكو، خلال الأسبوع الجاري، انضمام إيران إلى التحالف. كما قام ظريف بزيارات إلى لبنان والكويت وقطر.
كما قام نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بزيارة إلى السعودية لبحث موضوع تنظيم «داعش».
وتقوم إيران بدور في محاربة التنظيم في العراق بشكل من التنسيق ـ الذي يفرضه الأمر الواقع ـ مع واشنطن.
فبينما يشنّ الأميركيون الغارات الجوّية تقوم جماعات مسلحة شيعية التي تدعمها إيران بخوض الحرب على الأرض.
وتكرّر أميركا مقولة إنها تدعم الجماعات الشيعية المعروفة بِاسم «قوات الحشد الشعبي» تحت قيادة بغداد. إلا أن هذه الجملة لم تعد بالوضوح نفسه منذ معركة تكريت. وتصرّ الدولتان على أنه ليس ثمة تخطيط عسكري مشترك بينهما.
وينقل الكاتب عن دبلوماسي إيرانيّ، لم يسمّه، القول: لا حدود في الوقت الحالي بين سورية والعراق، وقيادة تنظيم «داعش» موجودة في سورية، وبالتالي فليس من الصحيح اقتصار الحملة على العراق. وهذا هو السبب الذي تحاول بريطانيا من أجله الانضمام إلى الولايات المتحدة في توسيع نطاق الضربات من العراق إلى سورية. إيران بوسعها هزيمة تنظيم «داعش».
إلا أن الكاتب يذكر أن الوجود الإيراني في سورية سيكون أمراً شديد الصعوبة. فالجماعات المسلحة هناك قاتلت ضدّ حزب الله ويعارضون بشدة الوجود الإيراني هناك.
كما إن «الإسرائيليين» الذين عارضوا الاتفاق النووي مع إيران لن يقبلوا بوجود إيراني عبر حدودهم وسيضغطون على واشنطن للحؤول دون حدوث ذلك.
وينقل الكاتب قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشهر الماضي إن توقيع الاتفاق النووي أزال العقبة ـ المصطنعة إلى حدّ كبير ـ في سبيل تكوين تحالف أكبر لمحاربة تنظيم «داعش».
أما فيدريكا موغيريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فقالت إن الاتفاق مع إيران يفتح الطريق لمزيد من الثقة في الحرب ضدّ تنظيم «داعش».
أما مصر ـ على حدّ قول الكاتب ـ التي تباعدت بهدوء عن قيادة قوات برّية تابعة لجامعة الدول العربية في اليمن، وتواجه تزايداً في عمليات العنف التي يشنّها تنظيم «داعش» في سيناء، فهي تسعى إلى ايجاد نوع من الشراكة الاستراتيجية الأمنية مع إيران، وتحاول أن تتوسط بين طهران والرياض طبقاً لما يقوله محمد حسنين هيكل، الكاتب المصري المعروف.
وينهي الكاتب مقاله بعبارة لدبلوماسيّ إيرانيّ، لم يسمّه، هي: إن الوقت قد حان لننحي جانباً خلافات الماضي ونواجه العدوّ المشترك. لقد توصلنا إلى اتفاقية حول الملف النووي بالغ التعقيد، فلماذا لا يمكننا التوصل إلى اتفاق في شأن محاربة إرهاب «داعش».
«لو فيغارو»: سياسة فرنسا الخارجية غير مفهومة
انتقد الكاتب والصحافي الفرنسي هولاند ييهو تبعية السياسة الخارجية الفرنسية للولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً حيال الأزمة في سورية والمنطقة عموماً، واصفاً إياها بأنها غير مفهومة.
وأكد الكاتب في مقال نشرته صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أمس حمل عنوان «سياسة فرنسا الخارجية غير مفهومة»، أن موقف فرنسا في شأن الأزمة في سورية ليس متناسباً مع تاريخ فرنسا ودورها في المنطقة. معتبراً أنها لم تعد تؤدّي دورها الدبلوماسي الذي كانت تؤدّيه تقليدياً في منطقة الشرق الأوسط.
وذكّر الكاتب بالدور المختلف الذي كانت تلعبه فرنسا في عهد الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران على وجه الخصوص في المنطقة عن الوقت الحالي. وقال: كانت فرنسا والولايات المتحدة تلعبان دوراً متكاملاً في سياسة الشرق الأوسط. ولكن ذلك الدور لفرنسا اختفى اليوم مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. إذ هناك تبعية من قبل فرنسا للولايات المتحدة، وصارت تلعب دور المزايدة في التبعية.
وسخر ييهو من أداء وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس عندما قام بزيارته إلى طهران أواخر تموز الماضي. مشيراً إلى أن فابيوس لا يملك ذاكرة كبيرة. إذ سبق زيارته تلك هجوم شخصيّ منه على إيران في خصوص الأزمة في سورية. وقال إنه علاوة على ذلك اللقاء البارد جداً، لم تبرَم العقود. متسائلاً: هل كان فابيوس يتوقع أمراً آخر بعد كل ما فعلته فرنسا عندما حاولت أن تعرقل المفاوضات في شأن ملف إيران النووي بين الدول الستّ وطهران؟
وأشار الكاتب إلى أن سياسة فابيوس فشلت فشلاً ذريعاً في حزيران الماضي في الوساطة بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين. معتبراً أن دور فرنسا كان يتكامل مع الولايات المتحدة في عهد ميتران لدرجة كانت فيه الولايات المتحدة في أحيان كثيرة تتبع فرنسا في المنطقة ولكن ذلك الدور يختفي اليوم.
ورأى الكاتب الفرنسي أن تلك السياسة لا تقدّم لفرنسا دوراً إلا أنها تبقى على جانب الطريق. مشيراً إلى أن الإقلاع الاقتصادي لإيران بعد إلغاء العقوبات أصبح وشيكاً، ويمكن أن يتم من دون فرنسا. مستبعداً تقديم شركة «بيجو» ستمئة ألف مركبة للسوق في إيران، وهذا هو ما نترقبه البقاء جانباً كما الحال مع سورية.
وأشار الكاتب إلى أن فرنسا ارتكبت خطأ كبيراً عندما استخدمت كل الوسائل لتغيير النظام في سورية. إذ قدّمت الإمدادات الهائلة من الأسلحة والمعدّات إلى المعارضين، إضافة إلى المساعدة التقنية لعشرات من الإرهابيين الفرنسيين، وكثيرون منهم قتلوا. لافتاً إلى أنه منذ وصول هولاند إلى الحكم بدأت الحرب ضد سورية.
وأوضح أن الأسلحة والمساعدات اللوجيستي من قبل الحكومة الفرنسية، ذهبت فقط إلى الإرهابيين، خصوصاً تنظيم «جبهة النصرة» ـ الاسم الجديد لتنظيم «القاعدة» الإرهابي ـ الذي لا يختلف عن تنظيم «داعش» إلا بأمور ضئيلة. لافتاً إلى أن هذه التنظيمات لها العقيدة نفسها. وكذلك ما يسمى «الجيش السوري الحر»، ظهر أخيراً أنه كان وهماً واستُخدم كذريعة لمساعدة الإرهابيين.
ورأى الكاتب أن الدولة السورية استوعبت كراهية الدبلوماسية الفرنسية بغضب متوازن معتمدة بموقفها الدفاعيّ على جهاز متين حول دمشق والحدود اللبنانية.
وقال الكاتب الفرنسي إن «جبهة النصرة» و«داعش» والتنظيمات الأخرى، قتلت السكان بمن في ذلك النساء والأطفال، وتريد دبلوماسيتنا أن تصبح سورية في أيدي الملتحين، أولئك الذين يدعمون قوات المتمردين. مشيراً إلى تورط الإرهابيين بجرائم لم تعد تؤخذ فيها الحجج الأخلاقية على محمل الجدّ. إذ قتلوا الأطفال في حمص باستخدام قذائف أنابيب الغاز التي تسقط على الناس. موضحاً أن الاتهامات المرفوعة ضد الدولة السورية لم تثبت.
وخلص الكاتب الفرنسي إلى القول إن الخطوة الأولى لعودة العلاقات الفرنسية مع سورية برفع الحظر عن الأدوية والمنتجات الصيدلانية، لا سيما عندما نعرف ضرر هذه الحرب على سورية والتي لا معنى لها، وما زالت تقتل السكان المدنيين. مبيناً أن استئناف العلاقة المكسورة مع دمشق متوقف على هولاند بإيجاد وزير خارجية آخر غير فابيوس.
وكان رينو جيرار كبير المراسلين الدوليين لصحيفة «لو فيغارو» قد انتقد بداية الشهر الجاري، تبعية السياسة الخارجية الفرنسية للولايات المتحدة الأميركية، معرباً عن أسفه لدور حلف شمال الأطلسي الناتو والمحافظين الجدد والدبلوماسية الفرنسية في هذا الخصوص، واصفاً العلاقات الفرنسية ـ الأميركية بأنها غير متوازنة، لأن عودة فرنسا إلى القيادة المتكاملة للحلف عمل خاطئ وعلامة على الخضوع.