إرجاء فض عروض النفايات إلى الثلاثاء المقبل وموظّفو وعمال مرفأ بيروت يعلقون إضرابهم ويحذّرون
فيما يستمر ضغط أزمة النفايات على الحكومة والمواطنين على حد سواء، مع تواصل عمليات تهريبها ليلاً إلى القرى ولا سيما العكارية، أرجئ مجدداً إلى يوم الثلثاء المقبل، فضّ العروض لمناقصات النفايات المنزلية وذلك بعد اجتماع اللجنة المكلفة درسها في مقر مجلس الانماء والإعمار، بمشاركة وزراء البيئة محمد المشنوق، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، المال علي حسن خليل، التنمية الإدارية نبيل دو فريج، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر.
وأوضح وزير البيئة في مؤتمر صحافي أنه «تبين من خلال التقييم أن هناك حاجة لأكثر من تقرير أي أن الاستشاريين الدوليين قيموا مناطق بصورة مزدوجة»، داعياً إلى «تنسيق العمل وأن يكون لكل منطقة أكثر من تقييم. فهذه الأمور لا يجوز أن تحصل ويجب تأمين تغطية كاملة لجميع المناطق».
وأشار الى أن «موعد اجتماع اللجنة المقبل، سيكون يوم الثلاثاء، ونأمل الوصول إلى ما يرضي الضمير والله واللبنانيين»، مؤكداً «أننا تمكنا من تذليل المشاكل».
وشدّد المشنوق على أنه «لا يجوز على أي «غبي» أن يقول إننا نساوي بين المطمر والمكب، يجب أن نعرف مصلحتنا بالمطامر الصحية التي لها طريقة إعداد وسحب للغاز والافرازات وعملية طمر صحي، المطامر الصحية موصوفة لكل من يريد أن يحسّن أرضه أما المكبات فهي مصدر الأمراض الدائمة».
المرفأ يعود إلى العمل
وفي وقت تشهد بعض المناطق والقرى اعتصامات وقطع طرق احتجاجاً على رمي النفايات فيها، علّق موظّفو وعمال مرفأ بيروت إضرابهم التحذيري الذي كانوا بدأوه صباح أمس وكان مقرراً أن يستمر حتى اليوم، وذلك بعد الوعد الذي قطعه رئيس الحكومة تمام سلام بـ«عدم وضع أي نفايات في هذه المنطقة»، بعد اتصال هاتفي مع وزير الصحة وائل أبو فاعور.
وفي هذا السياق، أعلن نقيب موظفي وعمال المرفأ بشارة الأسمر أنّ «تعليق الإضراب لا يعني إلغاءه»، محذّراً من أنّ «أي عودة عن القرار ستؤدّي إلى إقفال المرفأ من جديد».
وعُقد ظهر أمس، اجتماع موسع في المرفأ حضره إلى الأسمر، نقيب وكلاء الشحن البحري حسن الجارودي، نقيب مخلصي البضائع اسكندر مدوّر، نقيب الترانزيت رفيق أبي صالح، نقيب مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت نعيم صوايا، نقيب عمال ومستخدمي إهراء الحبوب بطرس جبرايل، وجرى خلاله البحث في الخطوات الواجب اعتمادها لمواجهة قرار اعتماد المنطقة AB في المرفأ كموقع لتجميع النفايات.
وأثناء الاجتماع، تبلغت هذه النقابات من رئيس مجلس الإدارة المدير العام للمرفأ حسن قريطم موافقة رئيس الحكومة على عدم اعتماد هذه المنطقة، ما دفع برؤساء النقابات إلى اتخاذ قرار تعليق الإضراب. وفاجأ وزير الاقصاد والتجارة آلان حكيم المجتمعين بحضوره.
وأعلن الحكيم دعمه «التحركات التي يقوم بها العاملون في المرفأ في شكل موحّد»، داعياً سكان المنطقة إلى «جبه هذه الكارثة البيئية عبر رفض أي محاولة لتجميع النفايات». وقال: «خلال تفقدنا للمنطقة AB وجدنا زناراً من النفايات يحيط بها، وبدل أن تكون ثلاثية الأبعاد أصبحت خماسية الأبعاد، وإنني على ثقة بقرار ووعد الرئيس سلام الذي يملك ما يكفي من الحكمة».
واختتم حكيم: «لن نقبل بهذا الواقع وسنصعّد وندعو الجميع إلى التصدي لهذه الخطوة لأنها تنعكس سلباً على صحة المواطنين وعلى الدورة الاقتصادية والبيئة الحاضنة لأكبر مرفق لبناني اقتصادي، وأكبر مطحنة تؤمّن حاجة 40 في المئة من حاجة لبنان من الطحين».
وصدر عن المجتمعين بيان جاء فيه: «بعد الاجتماع الذي عقد في مركز نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت بخصوص موضوع النفايات، قرر المجتمعون ما يلي:
– تعليق الإضراب اعتباراً من الغد اليوم ، أي أنّ الخميس 20/8/2015 هو يوم عمل عادي.
– اللجوء إلى الإضراب الفوري المفتوح في حال العودة إلى طرح استعمال الباحة AB أو أي باحة في الحرم المرفئي أو محيطه، لا سيما خلف الاسواق الاستهلاكية وسوق السمك المجاور لنهر بيروت.
– تأليف لجنة مراقبة دائمة من النقابات المعنية العاملة في المرفأ، للإشراف على حسن تنفيذ ما أعلن عنه الرئيس المدير العام لمرفأ بيروت نقلاً عن رئيس مجلس الوزراء.
– الطلب والإصرار على نقل وإزالة ما تكدس من نفايات عند مدخل المرفأ الشرقي ولا سيما القريبة من المطاحن لما تشكل من خطر على الأمن الغذائي وعلى صحة الموظفين والعاملين والمتعاملين مع المرفأ».
وكان موظفو وعمال مرفأ بيروت اعتصموا في العاشرة قبل ظهر أمس، أمام مبنى الإدارة، وانضم إليهم ظهراً الوزير السابق نقولا صحناوي الذي أعلن تضامنه مع التحرك الذي تقوم به النقابات في المرفأ «للمحافظة على بيئة سليمة ونظيفة».
وشارك في الإضراب إلى الأسمر، أعضاء مجلس النقابة.
وتحدث الأسمر، مشيراً إلى «أنّ الإضراب شامل كامل، شمل كلّ القطاعات والدوائر بما في ذلك أهراء الحبوب، وهو تحذيري لمدة يومين اليوم وغداً، وسنذهب تصاعدياً في التحرك لأننا لن نسمح بتحويل المرفأ إلى مكب للنفايات». وقال: «لسنا دعاة إضراب بل نوجه نداءً إلى جميع المسؤولين لعدم تحويل مرفأ بيروت واجهة لبنان البحرية، إلى مكبّ للنفايات لأنه تكفيه أطنان النفايات المحيطة به». وأضاف: «إننا على اتصال مع المعنيين، لكننا حتى هذه اللحظة لم نلمس أي إيجابية، لذلك نتمنى ألا نجبر على اتخاذ قرار بالإضراب المفتوح».
وقال جبرايل، بدوره: «ندعم نقابة عمال وموظفي مرفأ بيروت في تحركها، وكنا نأمل بالتجاوب السريع، كما نسأل وزير الصحة الذي قاد حملة نظافة شاملة وصلت إلى الأهراء، أين أنتم يا معالي الوزير اليوم من النفايات التي ترمى إلى جانب الإهراء، ونحن في أمسّ الحاجة إلى العمل معاً لتجنّب تشويه البيئة في المرفأ»؟
«طلعت ريحتكم»
كذلك، نفّذ شباب من تجمّع «طلعت ريحتكم» اعتصاماً أمام السراي الحكومية بعد ظهر أمس وذلك تزامناً مع جلسة «مجلس الإنماء والإعمار» لبحث فض عروض مناقصات عروض النفايات. وقام المعتصمون بإغلاق شارع رياض الصلح، وحدثت صدامات مع القوى الأمنية خلال محاولة نزع الاسلاك الشائكة للدخول الى السراي الحكومية، تمّ على إثرها اعتقال أربعة ناشطين تم الإفراج عن أحدهم وهو الناشط أسعد ذبيان. أما الثلاثة الآخرون وهم لوسيان بورجيلي ووارث سليمان وآخر، فلا يزالون رهن الاعتقال.
وأكّد المعتصمون استمرار اعتصامهم حتّى الإفراج عن الموقوفين. كما أكّدوا لأحد ضباط قوى الأمن، والّذي طالب المعتصمين بعدم الاقتراب من السياج الشائك، سلميّة اعتصامهم.
…وفي طرابلس
وفي طرابلس اعتصم عشرات الشبان في محلة المحجر الصحي عند مدخل مكب أبو علي بالتبانة، بدعوة من العضو السابق في المجلس البلدي لطرابلس الناشط الاجتماعي بلال مطر وفاعليات التبانة.
وألقى مطر كلمة انتقد فيها «سعي بعض المسؤولين والشركات لاعتماد طرابلس مكباً للنفايات»، معتبراً ذلك «لا يتناسب مع الوفاء لطرابلس وما قدمته للبلد».
وأكد «التحرك الدائم في مواجهة مخططات الإغراق بالنفايات والحرمان».
وكان شبان أوقفوا منتصف ليل أول من أمس شاحنتين عند مدخل طرابلس. وتم تسليم السائقين إلى القوى الأمنية، وهما سوري الجنسية وشخص من آل هرموش من الضنية، كانا قد استلما النفايات من بلدية جونية لقاء مبلغ 500 دولار أميركي عن كل شحنة نفايات.