تجميد هدنة الوعر وانطلاق هدنة الدار الكبيرة في حمص
أكد مجلس الشورى الإيراني أن فوز الرئيس بشار الأسد بأكثرية مطلقة في الانتخابات السورية ومشاركة الشعب الكثيفة في هذه الانتخابات أحبط مخطط الأعداء في سورية والمنطقة.
وشدد المجلس في البيان الذي أصدره أمس ووقعه 230 نائباً، على أن الإجراء الناجح للانتخابات الرئاسية السورية كان «استعراضاً للقدرة السياسية للحكومة والشعب السوري في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة حيث أدى إلى تقوية جبهة الدول المؤيدة للسلام والأمن والمعارضة للحرب في سورية».
وقال أعضاء المجلس في بيانهم إن «الأزمة التي فرضت على سورية لا طريق لحلها سوى الحل السياسي وأن الحل السياسي يجب أن يبنى في الدرجة الأولى على إرادة وصوت الشعب السوري»، مضيفاً: «ان الإدارة الأميركية وحلفاءها في المنطقة مسؤولون اليوم أمام الرأي العام العالمي عن فرض الأزمة والحرب على الشعب السوري وقتل «عشرات الآلاف» من المواطنين السوريين الأبرياء منذ بدء الأزمة».
بدوره، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن الانتخابات الرئاسية التي أجريت في سورية أخيراً وخلافاً للمزاعم الغربية «لم تكن صورية بل شارك فيها الشعب في شكل حماسي وملحمي».
أضاف: إن «للغرب سياسات مزدوجة في التعامل مع الدول والشيء المهم الوحيد للولايات المتحدة وحلفائها هو تحقيق مصالحهم في المنطقة».
وشدد بروجردي على أن الولايات المتحدة «تخشى السيادة الشعبية في سورية وشرعية الحكم فيها كما أنها كانت تخشى من إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية لأن الأميركيين يعرفون نتيجة هذه الانتخابات»، مشيراً الى «قيام عشرات الدول بدعم وإرسال الإرهابيين إلى سورية لتصعيد الأزمة فيها»، وقال إن «الحكومة السورية وبعد الانتخابات الرئاسية أصبحت في موقف جديد حيث ستتصدى للمجموعات الإرهابية المسلحة في شكل أكثر حزماً».
وفي السياق، أشار وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الى ان تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دليل إضافي على هزيمة المشروع الاستعماري بسورية والمنطقة وتأكيداً على انتصار ارادة السوريين، لافتاً الى ان تلك التصريحات تعكس التواطؤ العميق مع التنظيمات الارهابية في سورية، وتعبر عن مستواه الاخلاقي والتناقض مع آداب الخطاب السياسي والدبلوماسي.
الى ذلك، ذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس، أن سفينة نروجية محملة بشحنة من المواد الكيماوية السورية أبحرت إلى فنلندا والولايات المتحدة. ووفقاً للجدول الزمني، فإن السفينة النروجية «تايكي» غادرت المياه السورية وتوجهت إلى الولايات المتحدة وفنلندا، حيث سيتم تدمير المواد الكيماوية هناك.
وأضافت المنظمة أن سفينة ثانية وهي «آرك فوتورا» الدنماركية راسية حالياً بالقرب من السواحل السورية وتستعد لتحميل المتبقي من المواد الكيماوية ونسبته 8 في المئة لنقلها إلى الخارج.
وقال المدير العام للمنظمة أحمد أوزومكو في بيان أن «مهمتنا الأساسية تتركز على نقل الشحنة الأخيرة من المواد الكيماوية من الأراضي السورية»، داعياً السلطات السورية لاتخاذ جميع التدابير للإسراع بتسليم تلك المواد في ميناء اللاذقية.
ميدانياً، أعلن أمس عن تجميد الهدنة التي اتفق عليها بين الجيش السوري والمسلحين المنتشرين في حي الوعر في مدينة حمص، وذلك بسبب رفض الجيش السوري شرط ابقاء الغرباء من المسلحين في الحي.
ويأتي هذا التجميد للهدنة بعد مفاوضات طويلة جرت بين الجيش والمسلحين بوساطة وجهاء من الحي ولجنة المصالحة الوطنية وقد تم الاتفاق على شروط للمضي بهذا الاتفاق، تضمنت تسليم السلاح وتسوية اوضاع المطلوبين والمنشقين والمتخلفين عن الخدمة، وفتح الطرقات كافة الى الحي واطلاق سراح المعتقلين بمن فيهم النساء، والعمل على اطلاق سراح مخطوفي نبل والزهراء.
وبالتزامن مع اعلان تجميد الهدنة في حي الوعر، كشف أمس عن بدء الاتصالات في شأن تسوية محتملة في منطقة الدار الكبيرة في الريف الشمالي لحمص برعاية مندوب الامم المتحدة في سورية ولجنة المصالحة، واتفق أمس على اعلان وقف اطلاق النار بين الجيش السوري والمسلحين في الدار الكبيرة وبلدة الغاصبية تمهيداً لابرام التسوية.
جاء ذلك، في وقت واصلت وحدات الجيش السوري عملياتها في ريف العاصمة واستهدفت مسلحين في المزارع الشمالية من مدينة المليحة وعلى محور بلدة جسرين ووادي عين ترما ومزارع النشابية في عمق الغوطة الشرقية، في حين استهدفت وحدات اخرى مسلحين في داريا وخان الشيح وجوبر وزملكا وحرستا وعدرا العمالية وعدرا البلد ومزارع عالية في دوما.
وفي حلب استهدف الجيش مسلحين في كويرس وقبتان الجبل والمنطقة الحرة والشيخ مقصود والجبيلة والانذارات وبلاس والشيخ نجار وحيلان وحندرات وخان العسل وهنانو وتل رفعت وتل جبين وحيان وبابيص.