موتى ينعون حيّاً

كان يا ما كان… من حكايات

أصحيحٌ يا أخي عاد السلام؟

قتلوا حتى بكائي

وهديل الفكر

قتلوا قلبي، براقي وحقول الشعر

أسروا يومي وأمسي وغدي

حرقوا بيتي وطفلي ويدي

واستباحوا المسجد الأقصى

فلا مسجد

لا… ولا… حتى مسالم

هو في الليل مساوم!

اتركوني… من جنوب وشمال

كلّنا اليوم جبال من رجال!

حسبي اليوم إلى النصر مقاوم

جاء زير الموت يسعى

جاء زيرٌ آخر يسعى وينعى!

جاء حشد… جاء أسيادٌ وعبد!

جاء ضوءٌ… جاء فنّ… جاء غاق!

كلّهم موتى قد انقضّوا على مثل العراق… في زقاق!

شرّحوه… وهو حيٌّ بينهم في رسم ميت

شرحةً حبراً… شرحةً صبراً

وعليه قد تساقوا من كميت

ثم قالوا:

إنّه أصبح ذكرى… صار قبراً

أتراني أصبر وهم يستثمرونني

ليتني لا أثمر… لا أثمر

لو أرادوني كرّموني

وأنا حيٌّ أرزق

لا أنا ميتٌ مزنّق

اتركوني!

هلّا تركتم لي سباتي

وبقايا من حياتي

أنا قاسيون من النصر وجوديٌّ

وبشّار غمام

وسلام

اتركوني

أسروا منّي الجنان

قطّعوني ثائر الجثمان:

لا لسان، ولا عندي يدين

قدمين… ناظرين

وإذا الأرض اثنتان

زأرت زينب تدمر

منذ دهر

قريتان… معلمان

بين أحمد والمسيح

ها أنا كلّي إلى الأرض… مكان

ها أنا كلّي إلى الوقت… زمان

انظروا، يبسم في الأفق شآم

وإذا الأخضر فيه نجمتان

وإذا الحرب وحرفاها اللّذان:

أكِل الراء الذي بينهما

عاد السلام

أصحيحٌ يا أخي عاد السلام… يا سلام!

لا جواب!

أنا أبكي

أتركوني

سحر أحمد علي الحارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى