رسالة إلى السيسي… سورية وعشم المحبوب
ماجدي البسيوني
عشم السوريين من مصر كبير، بقدر حبهم لمصر، فلا يغضب أحد من حبيبه عندما يغضب منه… هذا هو العشم… كان يتمنى وسيبقى متمنياً أن تكون مصر والمصريون سندهم… حضنهم الدافئ… وعلى كلّ مصري أن يعلم أنّ السوريين هم من هرعوا فرحين مهللين توّ سماعهم بعزل مرسي… لهذا فهم متعشّمون أن تكون مصر اليوم ومصر الغد غير ما كانت عليه أيام مرسي…
دعوني أذكر لكم واقعة حدثت معي شخصياً فى إحدى زياراتي إلى دمشق وقت مرسي، ركبت سيارة تاكسي، وأثناء المسير ناحية وسط دمشق استدار الشاب ناحيتي ثم اعتذر لصمته… سألته: ماذا بك…؟ فأخبرني باستشهاد أخيه الأكبر، قدّمت له العزاء، واحتسبته عند الله شهيداً… لحظات واستدار ثانية ليخبرني بأنّ الذي قنصه مصري… لذت بالصمت ولم أجد على لساني كلمة واحدة غير دمعتين سقطتا من عيني وبهما من المرارة ما يكفي لتعكير نهر عذب.
مرسي، الله لا يعيد أيامه، استطاع أن يحرّض ما يزيد على 350 شاباً من أهله وعشيرته بحسب ما نقلت مراكز راصدة عالمية، ومن بينهم الآن من هم تحت سيطرة أجهزة الأمن السورية… كلّ هذا يجعلنا ندرك عمق غضب الكثير الكثير من السوريين، لكنهم مدركون أن لا ذنب للشعب المصري الذي ولد كلّ طفل سوري على حبّ مصر… داخل كلّ محلّ في سورية مؤكد أنك سترى صورة «الزعيم أبو خالد» بحسب ما يقولون… داخل كلّ بيت دخلته في دمشق والسويداء وحمص وحماة واللاذقية ترى صورة أبو خالد، هكذا ولدوا على حب جمال عبد الناصر.
لا تجد سورياً لا يحفظ مقولة جمال عبد الناصر حين قال بعد أن حيا الجيش العربي السوري ـ الجيش الأول ـ «سورية هى قلب العروبة النابض».
نعم العشم كبير لديهم للدرجة التي تجدهم يقسمون وهم صادقون لن تجد شعباً يحب مصر والمصريين كما نحبها. هذا العشم يدفعهم الآن ليعلنوا الغضب ممن يتعشمون منه أن يصلح ما أفسدة الفاسدون… أن يعيد كامل العلاقات الديبلوماسية، حتى ولو كانت موجودة بصمت، فالعلم السوري هو نفسه علم مصر الذى زيّن به جثامين الزعماء في مصر وسورية، هو نفسه الذى تشاهده على ضريح الرئيس جمال عبد الناصر وهو نفسه من تشاهده على ضريح الرئيس حافظ الأسد في القرداحة… العشم من المحب أن يكون المحبوب سنداً لظهره ولا يكتفي بالصمت، فالصمت عندما تلمّ بالمحبوب لائمة عمل مكروه، بلاش نقول كلمة تانية.
السوريون فرحون بأنّ الغالبية من الشعب المصري اختارت عبد الفتاح السيسي، وفرحون بما قاله السيسي من أنّ ما يحدث فى سورية هو مخطط جلبوا الإرهابيين إلى هناك لتنفيذه، لكنهم وبالعشم يطلبون المزيد ممن اختاره المحبون، يريدون إصلاح ما أفسده مرسي وأهله وعشيرته عندما استدعاهم لتقتيلهم… نعم لا ينسون أبداً أنّ السيسي رفض مرات ما كان يطلبه مرسي إذعاناً لمطلب ـ حمد ـ بتكوين «جيش عربي»، للذهاب إلى سورية…
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، باختصار، الشعب السورى ينتظر أن تلبّي ما ينبض به قلب كلّ مصري تجاه سورية وتجاه شعب سورية، فلسنا أقلّ وطنية من جول جمال… هل وصلت الرسالة؟