واشنطن ترد على دعوة نصر الله بالمكابرة ورفض التسليم بالفشل وتأكيد مواصلة دعم الإرهابيين في سورية تساؤل عن مصدر المنشآت الدفاعية لدى مسلحي حلب… وانتشار الأفكار المتطرفة يفجر أزمة داخل الحكومة البريطانية

حسن حردان

لم تتلق واشنطن دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى التوقف عن دعم الجماعات الإرهابية المسلحة ودخول حوار مع الرئيس بشار الأسد كي تكون جزءاً من الحل في سورية بالإيجاب، بل سارعت إلى تأكيد أنها ليست على وشك تغيير سياستها وأنها ستستمر في دعم من تسميهم «المتمردين المعتدلين»، ويؤشر ذلك إلى إمعان الإدارة الأميركية في المكابرة وعدم التسليم بالفشل، وبالتالي مواصلة سياستها التي ثبت إخفاقها، والتي لن يفضي الاستمرار فيها سوى إلى إلحاق مزيد من الأضرار بنفوذ أميركا في المنطقة، لأنه كلما تأخرت واشنطن بالإقرار بالفشل وعقم المراهنة على مواصلة دعم الجماعات المسلحة لتغيير الوقائع على الأرض، ستمنى بمزيد من الخيبة والخذلان وستكون خسارتها أكبر.

ومع ذلك فإن الصحف الأميركية اهتمت بقرار الرئيس الأسد «إطلاق مئات السجناء بعد فوزه الكاسح في الانتخابات الرئاسية كبادرة منه».

في هذا الوقت طرح امتلاك الجماعات المسلحة في حلب وريفها استراتيجية دفاعية ومنشآت كشف عنها خلال هجمات الجيش السوري الأخيرة التساؤلات عن مصدر هذه القدرات الدفاعية وعما إذا كانت قد حصلت من قبل خبراء عسكريون جاؤوا من باكستان وأفغانستان وتركيا، وبفعل المساعدات التي أتتهم من الغرب.

على أن استفحال نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة في بريطانيا وانتشار أفكارها في المدارس بدأ يثير أزمة داخل الحكومة البريطانية تمثلت في تقاذف الاتهامات بين وزيري التعليم والداخلية بالمسؤولية عن التقصير في معالجة هذا الموضوع، لا سيما أن قد تبين أن هناك مجموعة من الأشخاص يعملون على محاولة تحويل نظام التعليم للترويج إلى أفكار إسلامية متطرفة، ومن بين هؤلاء من هو على صلة بالمسلحين في سورية وضالع في العملية، وقد سافر إلى سورية أكثر من مرة ويصف المواطنين البريطانيين «الذين يقاتلون في سورية بالأبطال».

على صعيد آخر فإن دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني لحضور احتفال تنصيب الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي وعدم دعوة «إسرائيل» يمثلان مفاجأة كبيرة للمسؤولين «الإسرائيليين». ما يثير قلق القادة الصهاينة من أن يكون ذلك يندرج في سياق سياسة مصرية جديدة بدأت تدريجاً بالابتعاد عن «إسرائيل» والاقتراب أكثر من الدول التي تدعم المقاومة ضد الاحتلال «الإسرائيلي».

أما لقاءات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الأوكراني بيوتر بروشينكو المنتخب حديثاً في باريس، فقد احتلت صدارة الاهتمام في الغرب إذ نظر إليها على أنها تعدّ دفعاً لعملية السلام في أوكرانيا.

«واشنطن بوست»: أميركا ليست على وشك تغيير سياستها في سورية وستواصل دعم المتمردين

تناولت الصحف الأميركية خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مشيرة إلى مقتطفات بارزة في خطابه. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لليز سلاي: «دعا رئيس حزب الله في لبنان الولايات المتحدة يوم الجمعة للاعتراف بانتصار الرئيس بشار الأسد في الحرب في سورية، وإلى قبول شروط الحكومة السورية في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة». وتابعت: «وقال نصرالله، إذا أرادت الولايات المتحدة أن تكون جزءاً من الحل سيكون عليها أولاً وقف دعم المتمردين ودخول حوار مع الأسد». ونقلت رد المتحدث باسم وزارة الخارجية ادغار فاسكيز، الذي قال: «إن السيد نصر الله لم يذكّر كيري بالاسم ولكن مضمون التصريح يستهدف كلام كيري فهو ترك مجالاً للشك»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة ليست على وشك تغيير سياستها وستستمر في دعم المتمردين المعتدلين في سورية» على حد تعبيره.

«لوس أنجليس تايمز»: الأسد يعفو عن مئات المساجين كبادرة بعد فوزه الكاسح في الانتخابات الرئاسية

نقلت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية عن مصادر من المعارضة والحكومة السورية «أنه أفرج عن مئات المساجين كجزء من عفو عام من الرئيس بشار الأسد لمناسبة الاحتفال بإعادة انتخابه هذا الأسبوع». وأوضحت: «وفقاً لوكالة الأنباء السورية فإن 320 مسجوناً أطلق سراحهم، نهاية الأسبوع الماضي، من سجن حلب بناء على تعليمات من الرئيس الأسد». وأشارت إلى «تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان- الجماعة الموالية للمعارضة السورية، مقرّها بريطانيا- إطلاق سراح السجناء». ونقلت عنه قوله: «إن معظم الحالات التي أطلق سراحها من سجن حلب المركزي مصابة بالسل، وإن أحد السجناء المفرج عنهم نقل إلى المستشفى وتوفي هناك».

وذكر المرصد: «أن 400 من الرجال و80 من النساء المعتقلات بتهم تتعلق بالإرهاب، كان من المقرر إطلاق سراحهم من سجن عدرا، الذي يقع في المنطقة الصناعية شمال شرقي العاصمة دمشق»، ولفت إلى أنه «بحلول الجمعة فإن 20 سجيناً أفرج عنهم». وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن محامي المعتقلين أكدوا العفو كبادرة من قبل الأسد بعد الفوز الساحق الذي حققه في الانتخابات الرئاسية، الأسبوع الماضي».

«إندبندنت»: من يقف وراء بناء الاستراتيجيات الدفاعية للمسلحين شمال سورية؟

نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية تقريراً لروبرت فيسك قال فيه: «إنه حين تمكن الجيش السوري من فك الحصار عن مدينة حلب والتقدم باتجاه الحدود التركية وجد الجنود أنفسهم فجأة في مواجهة أكبر قلعة وأكثرها تعقيداً، بنيت على أيدي مسلحي القاعدة». وقال الكاتب: «إن اقتحام القلعة دفع مئات المسلحين إلى الانتحار بتفجير أنفسهم، واعترف قائد القوة «العقيد صالح» أنه خسر 27 من رجاله في عملية الاقتحام». وتابع: «مازالت هناك كيلومترات طويلة من الأنفاق التي حفرها مسلحو جبهة النصرة، وفخخوها على مدى عامين كاملين، تحت ما كان يوماً مجمع الشيخ نجار الصناعي».

كذلك تحدث الكاتب عن المنشآت الدفاعية لمسلحي المعارضة، متسائلاً: «هل كانت هذه الاستراتيجيات الدفاعية مبنية على تعاليم الإسلام أم هي وليدة تفكير عسكري؟ ومن يقف وراء كل ذلك؟ هل جاء هؤلاء الخبراء العسكريون من باكستان أم أفغانستان أم تركيا أم هل كانوا سوريين تلقوا تدريبات خارج العالم الإسلامي، واستخدموا المساعدات التي كانت تصلهم من الغرب؟».

«إيه بي سي»: 50 جهادياً غادروا إسبانيا للحرب في سورية ضد قوات الأسد منذ 2011

أكدت صحيفة «إيه بي سي» الإسبانية «أن 50 شخصاً من ميليشيات إسبانية يحاربون في سورية ضد قوات بشار الأسد»، مشيرة إلى أن «مركز هؤلاء الجهاديين في العاصمة الإسبانية مدريد والعاصمة الكتالونية برشلونة ومدينتن سبتة ومليلية».

ولفتت الصحيفة الإسبانية إلى أن «ما يقرب من 48 شخصاً اعتقلوا في إسبانيا للاشتباه في تورطهم بالجهاد في سورية، وجميعهم رجال تتراوح أعمارهم بين 17 و40 سنة وغالبيتهم عاطلون عن العمل ليس لديهم أي وظيفة».

وأوضح وزير الدولة لشؤون الأمن فرانسيسكو مارتينيز في مؤتمر عقده الأسبوع الماضي في غرناطة: «منذ اندلاع الحرب في سورية 2011 ذهب ما يقرب من 50 شخصاً إلى سورية للحرب ضد قوات الأسد»، وقال: «إن هذه الظاهرة الجهادية ليست جديدة على إسبانيا، خصوصاً أن هناك 20 من المقاتلين توجهوا إلى البوسنة و30 آخرين إلى أفغانستان». وأضاف: «إن إسبانيا عانت من الهجوم الوحشي الإرهابي في 11 آذار 2004»، معرباً عن قلقه «إزاء انتشار الإرهابيين عبر الحدود الوطنية».

وتابع مارتينيز يقول: «في كانون الثاني الماضي اعتقلت الشرطة والحرس المدني في مطار مالقة صادق محمد، واتهم بالمشاركة في الجهاد في سورية وكونه عضواً في الدولة الإسلامية منظمة إرهابية من العراق وبلاد الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة، وكان هذا المعتقل من شبكة إسبانية مغربية تقوم بإرسال الجهاديين إلى سورية في سبتة، فككت وقبض على 10 من مؤسسيها».

«ديلي تليغراف»: وزيران بريطانيان يتبادلان الاتهامات حول التقصير في مواجهة انتشار أفكار المتطرفين

نشرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية تقريراً لتشارلز مور عرض فيه حادثة غريبة وقعت، يبدو منها أن وزيري الداخلية والتعليم في بريطانيا يتبادلان الاتهامات حول التقصير في معالجة مسألة انتشار أفكار الإسلاميين المتطرفين في المدارس البريطانية، ونشرت وزيرة الداخلية تيريزا ماي رسالة على موقع وزارة الداخلية موجهة إلى وزير التعليم مايكل غروف تتساءل فيها عن سبب «تقصير الوزارة في التحقيق في تسرب أفكار إسلاميين متطرفين إلى المدارس».

ورأى الكاتب: «أن هذا كان تدخلاً غير مألوف، والدليل أن الرسالة اختفت من موقع الوزارة، لكن الوزير غروف اتهم وزارة الداخلية بالتركيز في المظاهر العنيفة فقط للأفكار المتطرفة». وأورد الكاتب بعض الأمثلة التي تعكس سلوك الإسلاميين المتطرفين «من اختطاف جماعة بوكو حرام 200 فتاة نيجيرية إلى الحكم بالإعدام على امرأة سودانية بتهمة الردة إلى ما يجري في سورية»، إلا أنه يؤكد أنه «يختلف مع من يعتقدون أن الإسلام دين عنف، بل هو يرى أن أتباع العنف يستطيعون استخلاص أفكار تدعم توجهاتهم العنيفة من أي دين كان». ورأى «أن الحكومات الغربية تفكر في أن إحدى أنجع الطرق لمواجهة المتطرفين الإسلاميين هي إنجاز شراكة مع قوى إسلامية معتدلة».

«صنداي تليغراف»: حصان طروادة الإسلامي

ومن القضايا التي تشغل الرأي العام والصحافة البريطانية قضية تعرف باسم «حصان طروادة الإسلامي»، وهي مرتبطة بالاشتباه في قيام بعض الأشخاص في مدينة بيرمنغهام البريطانية بالتآمر من أجل تحويل نظام التعليم في مدارسها الحكومية إلى نظام إسلامي.

ويواجه المدرسون المتهمون بالمؤامرة حظراً من العمل في السلك التعليمي مدى الحياة، كما ورد في صحيفة «صنداي تلغراف».

ويفكر وزير التعليم البريطاني مايكل غوف باتخاذ خطوة أخرى، وهي تجريد السلطات المحلية في بيرمنغهام من حق الإشراف على جميع المدارس الحكومية فيها.

وورد في تقرير آخر في الصحيفة نفسها «أن قائد المجموعة المتهمة بالتآمر كان على صلة بمسلحي المعارضة في سورية». وقالت: «إنها علمت أن بلال بلالي الذي يشتبه في ضلوعه في المؤامرة المفترضة قد سافر إلى سورية مرة واحدة أو أكثر، وأنه يدعم من يصفهم «بالمواطنين البريطانيين الأبطال» الذين يعتقد أن 400 منهم يقاتلون في سورية».

وأضافت الصحيفة: «إنه كتب على صفحته في فيسبوك: لماذا تجرم وسائل الإعلام أبطالنا الذين تخلوا عن حياتهم في بريطانيا من أجل حرية الشعب السوري؟». وأوضحت «ليست هناك أدلة على أن بلالي قد شارك في عمليات قتالية داخل سورية». وأشارت إلى أنه قال في إحدى زياراته سورية إنه كان يقود سيارة إسعاف هناك.

وتحدثت صنداي تايمز أيضاً عن موضوع متصل فقالت: «بعد الكلام القاسي كله ما زلنا نتقدم ببطء في مواجهة نار الإسلاميين»، وأوضحت كاميلا كافينديش في مقال لها حول تجنيد الشباب الإسلاميين في بريطانيا: «إن شاباً مسلماً يدعى طارق أخبرها كيف يجند المراهقون، وقال لها إن بعض الدعاة يحدثونهم بكلام معسول عن الجهاد، ويعرضون لهم أفلام فيديو محببة، بل ويؤمنون لهم أماكن للنوم، وكل هذا يجد صدى لدى شبان صغار يريدون التمرد على سلطة العائلة وانحلال «المجتمع الكافر».

وترى الكاتبة أن «بعد مضي 9 سنوات على تفجيرات لندن، فشلت الحكومة في إبعاد عدد كاف من الشبان المسلمين من طريق التطرف».

«يديعوت أحرونوت»: «إسرائيل» طلبت من مصر حضور حفل تنصيب السيسي والقاهرة لم ترد

كشف موقع «واللا» الإخبارى «الإسرائيلي» التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت «الإسرائيلية» أن «إسرائيل» طلبت حضور حفل تنصيب الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي ولكن القاهرة لم ترد على الطلب ولم ترسل الدعوة لها.

ونقل الموقع «الإسرائيلي» عن مصادر دبلوماسية «إسرائيلية» قولها: «إن تل أبيب أجرت اتصالات مع القاهرة لبحث ما إذا كان سيُدعى ممثل «إسرائيل» في حفل تنصيب السيسي»، مؤكدة أن «مصر لم ترسل حتى مساء السبت، دعوة رسمية إلى السفارة «الإسرائيلية» بالقاهرة»، مشيرة إلى أنه «في حال تلقي الدعوة سيتولى الملحق بالسفارة «الإسرائيلية» آرئيل شافرانسكي تمثيل «إسرائيل» في الحفل».

ولفت الموقع «الإسرائيلي» إلى «عدم توجيه الدعوة لكل من قطر وتركيا بسبب دعمهما جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية»، مضيفاً: «أن قادة «إسرائيل» لم يفقدوا الأمل في تلقي دعوة من مصر بالحضور حتى في اللحظات الأخيرة».

وأشار «واللا» إلى أن «السيسي أكد قبل الانتخابات الرئاسية أنه يعتزم احترام اتفاقية السلام مع «إسرائيل»، وأنه يرفض زيارتها إلا بعد إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى