الصيد في المياه العكرة أصلاً… ما المطلوب فعلاً؟
فاديا مطر
مع عودة الجولان السوري إلى صدر الأحداث مجدداً بعد إقدام جيش الأحتلال «الإسرائيلي» عبر سلاحه الجوي بشن غارة جوية أستهدفت موقعاً عسكرياً سورياً في 20 أب الجاري ومع ما تجدد من استهداف سيارة مدنية في قرية «الكوم» بريف القنيطرة نجم عنها استشهاد خمسة مواطنين من ابناء مدينة القنيطرة في 21 آب الجاري رداً على ما أدعته التصريحات ا»لإسرائيلية» بسقوط 4 قذائف صاروخية في الجولان المحتل ومع ما رافقه من كلام «إسرائيلي» عالي النبرة بتوجيه رسائل رد على النظام السوري، فالعملية في صفوفها الداخلية تؤكد مخاوف «إسرائيلية» سابقة من تنامي مقاومة في الجولان السوري المحتل على شكل ما هو موجود على الشريط اللبناني ـ الفلسطيني الشمالي، وهو ما كان سبب لتّدخل ودخول على خط الأزمة السورية في محاولة للاستفادة من التداعيات وتجنيدها للصالح «الاسرائيلي» من جهة، ودعماً إضافياً لما تخسره مجموعات الإرهاب «الصهيو ـ نصراوية» من مكانة عسكرية استراتيجية في تلك المناطق على يد الجيش السوري، فالدخول المباشر للكيان «الإسرائيلي» في دائرة الصراع السورية ربما لن تنتهي عند حدود الأمس التي لن يسلم منها الكيان «الإسرائيلي» نفسه باعتماده على أطراف إقليمية عديدة تابعة له ورسم سيناريوات محتملة تزيد احتمالات الحرب خصوصاً بعد الاتفاق النووي مع إيران في حزيران المنصرم، مع التواجد الإيراني وحزب الله على الساحة السورية، وخصوصاً ان المقاومة لن تقف عند السكوت عن دماء شهدائها وتغيير قواعد الاشتباك التي أوردها
سيد المقاومة في بداية هذا العام، وبعد عدم الأنكار «الإسرائيلي» بالإعداد للحرب المقبلة والتحضيرات العسكرية والتدريبية والتسليحية التي يقوم بها الكيان يومياً، فالنوايا «الإسرائيلية» تتجه للتقسي بعد الدخول على صفيح ساخن إلى مجريات الأحداث السورية والإقليمية والدولية على ظهر التسويات في المهلة المعطاة لتسوية أوضاع من تضرر من الاتفاق النووي مع إيران، لأن «التثقيل» في ظل تغيير قواعد الاشتباك يقف في موقع إدراك «إسرائيل» لأهمية الاندحار الإرهابي على الأرض السورية مع تنامي سلاح حزب الله وفاعليته الذي هو رادع مع حافز يجعل «إسرائيل» تمتد يدها إلى أفعال عدائية بقدر قليل ومحدود لا ينحدر بالاحتمالات إلى «حرب»، مع ما يحُكى عن تنسيق «إسرائيلي» ـ تركي في إطار أفتعال منطقة «عازلة» استفزازية تركية شمالاً، مع عملية عسكرية «إسرائيلية» جنوباً مما يؤطر تطورات لجبهات المعارك المشتعلة في معظم الجغرافيا السورية ولا سيما في الشمال والجنوب السوري على تداعيات اتفاق إيران النووي وما ترجمته الانتخابات التركية في 7 حزيران الماضي ومع خسارة غرفة العمليات المشتركة الأردنية ـ «الإسرائيلية» في الجنوب السوري، وعدم قدرة «المعتدلين» الاميركيين على النفاذ بسيطرة تغيير الواقع العسكري على الأرض من أجل إعطاء زخم إضافي للمخطط «الإسرائيلي»، فزيارة «دوري غولد» المدير العام لوزارة الخارجية وأقرب المقربين من رئيس وزراء «بنيامين نتنياهو» إلى أنقرة في 12 آب الجاري والتي أُحيطت نتائجها بالكتمان لجهة ما تمت تسميته «تنسيق أفكار» حول إقامة مناطق «أمنة» شمال وجنوب سورية هي سبب ما يجري العمل عليه حالياً شمالاً وجنوباً بتمويل مالي خليجي ضخم وربما مشاركة عسكرية من دول إقليمية أخرى، فهو ارتفاع لمنسوب شن حرب «إسرائيلية» تأخذ منحى محاولات تغيير قواعد اشتباك اخرى بعد فشل الدعم التسليحي للمجموعات الارهابية في إحراز سيطرة استراتيجية، وهو إذا ما حصل هذا الارتفاع في المنسوب في الجنوب أو الشمال فستكون «مهلكة» لا تقوى «إسرائيل» على دفع فاتورتها الكبيرة وما ستجره من فتح لباب صراع تدخل من مصراعيه قواعد اشتباك جديدة ربما تخرج عن الجغرافيا الاقليمية وتحكمها تحالفات جماعية جديدة إقليمية ودولية تبتعد في خطورتها عن جغرافيا المرتفعات الجبلية السورية ولا يحصرها شريط حدودي، فهو ما يجعل هذا الاحتمال يبتعد عن الواقع في المنظور «الإسرائيلي» اليوم، لأنه سيكون تحييداً للحدود وتصعيداً لنار تأكل كل الشرائط الحدودية في معركة حياة ووجود لا يعلم بعد «الإسرائيليون» مشاهد العرض خاصتها والتي ستزيد التعقيدات على كل المحاور التي تسعى الولايات المتحدة لتبريدها اليوم والمرتبطة بخريطة المعارك «متعددة» الجغرافية الاقليمية، والتي اذا اشتعلت سورياً ستكون «قفزة هوائية» تُغير كل الظروف الميدانية والسياسية وتداعياتها المحتملة نحو تحريك المياه العكرة اصلاً نحو متطلبات جديدة فإذاً ما هو المطلوب؟