قلق أميركي وأوروبي من استهداف مرفأ الحديدة اليمني!
سباق يشهده اليمن بين الدعوة إلى الحوار من جهة وتتواصل الاشتباكات في عدد من المدن من جهة ثانية حيث ترتكب الغارات السعودية المزيد من المجازر بحق اليمنيين.
ففي الشأن السياسي، أكد مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان ضرورة وقف الهجمات العسكرية على اليمن وفك الحصار الظالم عن الشعب اليمني.
وبحسب وكالة «فارس»، بحث عبداللهيان مع الأمين العام في وزارة الخارجية السويسرية ايف روشيه خلال زيارته الحالية لهذا البلد، تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة الوضع في سورية واليمن.
وشدد الجانبان على ضرورة اعتماد سبل الحلول السياسية وارسال المساعدات الإنسانية، واكدا ضرورة مكافحة التطرف والارهاب، معتبرين ان الخطوات المتخذة في هذا المجال غير كافية.
وفي السياق ذاته، استقبل الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي في الرياض، مساء أول من أمس، المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بحضور نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح. وجدد هادي خلال اللقاء تمسكه بضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن وفي مقدمها القرار 2216، وانسحاب قوات الحوثيين من جميع المحافظات وتسليم السلاح وعودة الشرعية.
ونقل ولد الشيخ خلال الأسبوع الماضي، للرئيس هادي مبادرة من 7 نقاط أهمها قبول الحوثيين مبدئياً بالقرار الأممي، وإيلاء الأعمال الإنسانية أولوية لمعالجة آثار الحرب.
وكان ولد الشيخ قد أعلن أنه سيبلغ القيادة اليمنية التي تتخذ من الرياض مقراً موقتاً لها بآخر ما استجد في المفاوضات مع ممثلي الحوثيين وحزب المؤتمر الجارية في مسقط.
وجاء ذلك بعد أيام من أنباء عن خطة من إحدى عشرة نقطة قوبلت بمواقف متشددة من طرفي الصراع واتهامات من بعض مسؤولي حكومة هادي بأنها تصب في مصلحة الحوثيين في المقام الأول. ميدانياً، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان السعودي على منطقة صالة في تعز إلى 54 شهيداً فیما باتت عمليات انتشال الجثث ما زالت مستمرة.
وأشارت مصادر طبية يمنية أن 54 شخصاً استشهدوا وجرح العشرات جراء غارة سعودية على منطقة صالة بمدينة تعز، موضحة أن العشرات ما زالوا تحت الأنقاض.
هذا وشن طيران العدوان السعودي غارتين على منطقة المجازين بمران في محافظة صعدة فیما توافدت أنباء عن سقوط إصابات.
كما قتل 4 من إرهابيي «داعش» ومليشيات حزب الإصلاح بينهم مسؤول عسكري خلال مواجهات مع الجيش اليمني واللجان الشعبية في تعز.
وفي عدن جنوب اليمن قتل 4 أشخاص على الأقل وأصيب 10 آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة في مبنى يتضمن مقر المحافظ وهيئات حكومية أخرى في المدينة.
وقالت مصادر يمنية إن الانفجار وقع أثناء اجتماع حضره محمد مارم مدير مكتب الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي ومحافظ عدن نايف البكري.
وأكد شهود عيان أنه تم إخلاء المبنى الذي يتخذ منه البكري مقراً له.
وقال مصدر طبي أن الحصيلة أولية وهي مرشحة للارتفاع.
والبكري محسوب على التجمع اليمني للإصلاح، وكان نائب المحافظ سابقاً إلا أن هادي المقيم في الرياض عينه محافظاً للمدينة.
وأعلنت مصادر يمنية مصرع عدد كبير من الجنود السعوديين خلال محاولتهم التقدم باتجاه مواقع وادي جارة في جيزان جنوب المملكة.
وأكدت المصادر أن الجيش واللجان الشعبية دمرا ست آليات عسكرية واغتنما أسلحة متطورة.
هذا فيما تم قصف معسكر التويلة السعودي في ظهران عسير بسبعة صواريخ غراد.
وشن العدوان السعودي غارتين على منطقة القمع كتاف في صعدة شمال اليمن، كما استهدف القاعدة البحرية في محافظة الحديدة غرب البلاد.
وفي السياق الأمني، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد إزاء الغارات الأخيرة للعدوان السعودي على مدينة الحديدة في اليمن، مؤكدة الدور الحيوي لهذا المرفأ، نقطة الوصول الرئيسة للمساعدة الانسانية.
واصدر الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي الستير باسكي مساء الخميس بياناً في هذا الصدد لينضم الى الجهات الدولية العديدة في انتقادها هذه الغارات التي ادت الى مقتل عمال في المرفأ كما احدثت اضرارأ في البنى التحتية.
وقال باسكي: «نحن قلقون جداً ازاء الهجوم الذي وقع في 18 آب على البنى التحتية الاساسية في ميناء الحديدة في اليمن». وأضاف: «ان الميناء يشكل نقطة الدخول الرئيسية للمساعدة الموجهة الى الشعب اليمني من أدوية ومواد غذائية ووقود».
وأثار قصف الحديدة انتقادات من جانب الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة حيث اعلن مسؤول كبير في المنظمة الدولية امام مجلس الامن الدولي ان هذه الهجمات تنتهك «بوضوح القانون الانساني الدولي».