الرئيس اليوناني يكلف زعيم المعارضة بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة تسيبراس
كلف الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد فانغليس ميماراكيس بتشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس.
وبث التلفزيون اليوناني أمس، لقطات للقاء بين الرئيس وزعيم المعارضة، إذ قال ميماراكيس إنه سيجري مفاوضات مع زعماء جميع الأحزاب البرلمانية من أجل تشكيل حكومة جديدة في إطار البرلمان الحالي، باعتبار أن الانتخابات المبكرة تعد خياراً هداماً للبلاد.
وكان تسيبراس زعيم حزب «سيريزا» اليساري قد أعلن أول من أمس استقالة حكومته ونيته خوض الانتخابات المبكرة، التي رجحت وسائل إعلام إجراءها في أواخر أيلول المقبل.
وقال تسيبراس في حديث تلفزيوني مع شعبه: «فور الحديث سأطلب من الرئيس قبول استقالتي أنا وحكومتي». وأشار إلى أن على الشعب اليوناني أن يحكم في أثناء الانتخابات البرلمانية، على ما توصلت إليه حكومته، وأن يقرر من سيقود البلاد بعدها. وأضاف: «أترك للشعب اليوناني أن يحكم في جميع ما توصلت إليه».
الجدير بالذكر أن البرلمان اليوناني كان قد صدق على الاتفاق بين أثينا والدائنين الدوليين بشأن برنامج المساعدات الثالث والذي تبلغ قيمته 86 مليار يورو. هذا وتم التصديق على الاتفاق بفضل الأحزاب المعارضة، إذ أن ما يزيد عن 40 نائباً في حزب «سيريزا» الحاكم رفضوا التصديق عليها بحجة أنها «مذكرة مضادة للشعب»، حيث أنهم صوتوا ضد هذه الوثيقة أو امتنعوا عن التصويت.
وبحسب أحكام الدستور اليوناني، في حال استقالة الحكومة، يتعين على الرئيس تكليف أحزاب معارضة بتشكيل حكومة جديدة بعد إجراء مشاورات في البرلمان. ومن المتوقع أن يكلف بافلوبولوس على التوالي كلاً من الحزب الديمقراطي الجديد المحافظ وحزبي « بوتامي» الوسطي و«خريسي افغي» القومي بتشكيل الحكومة، إذ يمنح الدستور كل حزب مهلة 3 أيام لتشكيل ائتلاف حاكم. وفي حال فشل جميع الأحزاب في تشكيل حكومة، سيعين الرئيس حكومة تصريف أعمال برئاسة رئيس المحكمة العليا مع تحديد الموعد للانتخابات المبكرة.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام يونانية أمس أن أعضاء حزب «سيريزا» الذين انشقوا عن الزعيم تسيبراس خلال التصويت في البرلمان على برنامج المساعدات الثالث، قرروا الخروج من الحزب وتشكيل حزب جديد.
وأوضحت وسائل الإعلام أن 25 نائباً من كتلة «سيريزا» سينضمون إلى الحزب الجديد الذي سيطلق عليه «ليكي أنوتيتا» الوحدة الشعبية . ومن المتوقع أن يتزعم وزير الطاقة السابق بانايوتيس لافازانيس الحزب الجديد . لكن قائمة النواب المتمردين التي نشرتها الصحافة اليونانية، لا تتضمن اسمي رئيس البرلمان زوي كونستاندوبولو ووزير المالية السابق يانيس ياروفاكيس اللذين عارضا أيضاً الصفقة مع الدائنين.
وكانت مجموعة اليورو قد أقرت منذ أسبوع تقديم برنامج المساعدات الثالث لليونان، وذلك بعد أن وافق البرلمان على شروط الدائنين على رغم التمرد الذي واجهه تسيبراس في صفوف حزبه.
وبالإجمال، أيد حزمة الإصلاحات 222 نائباً من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 300، فيما صوت 64 نائباً ضد المشروع، وامتنع 11 عن التصويت في ظل غياب 3 نواب.
ويصر تسيبراس على أنه تمكن خلال المفاوضات مع الدائنين من التوصل إلى أفضل الشروط الممكنة بالنسبة لليونان، إلا أن العديد من أعضاء حزبه اعتبروا برنامج التقشف الجديد هداماً بالنسبة للبلاد.