ملتقى «القدس تنتفض… فلسطين تنتصر» في المتحف الوطني بدمشق: سورية هي الطريق لحماية الأقصى وإسقاطها بوابة لسقوط فلسطين

لورا محمود

تعتبر جريمة إحراق المسجد الأقصى من أبشع الاعتداءات التي قامت بها «إسرائيل» صاحبة التاريخ المعروف بالتهجير والتهويد والقتل. وبعد ستة وأربعين عاماً لا تزال هذه الجريمة جرحاً مؤلماً للشعب الفلسطيني، فـ«إسرائيل» أرادت من خلال حرق الأقصى طمس المعالم العربية والإسلامية لمدينة القدس وهي لا تزال حتى اليوم ماضية في تنفيذ خططها لتهويد المدينة المقدسة وإزالة المسجد الأقصى بإقامة جدار الفصل العنصري الذي يعزل القدس عن محيطها الفلسطيني.

بمناسبة الذكرى 46 لإحراق المسجد الأقصى، نظمت مؤسسة القدس الدولية ـ سورية ملتقى بعنوان «القدس تنتفض… فلسطين تنتصر» في المتحف الوطني بدمشق، وجرى خلال الملتقى عرض فيلم قصير بعنوان «بوح المآذن» تضمن مشاهد للمسجد الأقصى والقدس والممارسات الصهيونية تجاه أهلها، فيما تضمّن فيلم «رباطك عزتي» مشاهد لاقتحامات المسجد من قبل قوات الاحتلال الصهيوني كما تضمن الملتقى معرض صور بعنوان «في القدس باقون».

لورا محمود

تعتبر جريمة إحراق المسجد الأقصى من أبشع الاعتداءات التي قامت بها «إسرائيل» صاحبة التاريخ المعروف بالتهجير والتهويد والقتل. وبعد ستة وأربعين عاماً لا تزال هذه الجريمة جرحاً مؤلماً للشعب الفلسطيني، فـ«إسرائيل» أرادت من خلال حرق الأقصى طمس المعالم العربية والإسلامية لمدينة القدس وهي لا تزال حتى اليوم ماضية في تنفيذ خططها لتهويد المدينة المقدسة وإزالة المسجد الأقصى بإقامة جدار الفصل العنصري الذي يعزل القدس عن محيطها الفلسطيني.

بمناسبة الذكرى 46 لإحراق المسجد الأقصى، نظمت مؤسسة القدس الدولية ـ سورية ملتقى بعنوان «القدس تنتفض… فلسطين تنتصر» في المتحف الوطني بدمشق، وجرى خلال الملتقى عرض فيلم قصير بعنوان «بوح المآذن» تضمن مشاهد للمسجد الأقصى والقدس والممارسات الصهيونية تجاه أهلها، فيما تضمّن فيلم «رباطك عزتي» مشاهد لاقتحامات المسجد من قبل قوات الاحتلال الصهيوني كما تضمن الملتقى معرض صور بعنوان «في القدس باقون».

شعبان

وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان: «نحيّي هذه الذكرى في الوقت الذي تشتعل فيه الحرائق في كلّ العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، فإحياء ذكرى حرق الأقصى مهم جداً لنا جميعاً، ليس فقط لفلسطين والفلسطينيين بل للعرب والمسلمين أيضاً، ومهم لنا جميعاً أن نقرأ كلّ مايجري في عالمنا العربي والإسلامي اليوم في ضوء ما تعرضت له فلسطين وما تعرض له الشعب الفلسطيني منذ أن ُزرع هذا الكيان الغاصب في قلب هذه الأمة وفي قلب فلسطين.

وأضافت: «من لا يستعيد تاريخ فلسطين ومن لا يستعيد الممارسات الإجرامية الصهيونية في حق أهلنا وشعبنا في فلسطين، لا يستطيع أن يفهم كيف يقتل العلماء وتحرق المحاصل في دير الزور والرقة والحسكة وكيف يذبح الأطفال وتهدم البيوت والمساجد والكنائس، ما لم يعلم أنّ أشجار الزيتون قد سُرقت من كلّ بلدة فلسطينية».

وأوضحت شعبان «أنّ من لا يستطيع أن يتذكر إحراق المسجد الأقصى لا يستطيع أن يعلم كيف حرقت المساجد والجوامع في حلب وبغداد وفي الموصل وليبيا وفي مصر واليمن. من لا يستعيد ما قامت به الصهيونية من حرق لشعبنا وأهلنا لا يستطيع أن يفهم كيف حُرق الكساسبة إذا لم ير كيف حرق الدوابشة في فلسطين».

ورأت أنّ «ما يجب أن نفعله اليوم هو أن نزاوج بين ما حدث في فلسطين وبين ما يحدث اليوم في عالمنا العربي والإسلامي، فهو استكمال للمخطط الأصلي الذي بدأ في فلسطين وهدفه تقسيم المقسَّم وتجزئة المجزأ»، مشيرة إلى «أنّ الهدف اليوم هو تحويل أمتنا إلى فلسطين كبرى وعلينا أن ننتبه لهذا الموضوع جيداً وعلينا أن نراجع ما حدث خلال الستين عاماً الماضية في فلسطين وما حدث في عالمنا العربي خلال هذه الأعوام الخمس الماضية، ولا بدّ لنا أن نغير الأسلوب والطريقة وأن نقف معاً وأن نعلم كما قال الرئيس الراحل حافظ الأسد إنّ كل ما يوحدنا هو صحيح وكلّ ما يفرقنا هو خطأ».

وأكدت «أنّ سورية بشعبها وجيشها ورئيسها الدكتور بشار الأسد وبدعم حلفائها وأصدقائها وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية الروسية، تمكنت من الصمود في وجه هذا المخطط وهذا الصمود نرجو أن يكون فاتحة لتغيير موازيين القوى في المنطقة ولتغيير مستقبل المنطقة إلى ما نريده نحن، لا إلى ما يريدونه هم ونحن هنا لدينا مثال آخر للصمود وهو صمود الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تعرضت للعقوبات وأبشع أنواع الحصار ولكنها خرجت منه أقوى ونحن نبارك للشعب الإيراني وحدته وصلابته في مواجهة هذه المخطط الذي أصبح أنموذجاً للصمود، فالجمهورية الإيرانية بلد قوي متين اضطر الغرب أن يفاوضه ويعترف له بأنه فاوض بعزة وكبرياء وذكاء وندية».

وشدّدت على «أنّ كلّ من يحاول أن يفرق بين الشعوب بأسلوب طائفي أو عرقي يخدم المصلحة الصهيونية، فليس هناك من ضير أن أكون عربية وأعتز بعروبتي وأن أكون معجبة بما تقوم به الجمهورية الإيرانية وليس على إيران أن تكون عربية لتدعم الحقّ العربي. يجب أن ننتهي من هذه الإشكالية التي يحاول البعض تصويرها على أنها إشكالية وهي ليست كذلك بل هي مصدر قوة لنا جميعاً».

واعتبرت «أنّ استهداف إيران وسورية وفلسطين هو استهداف وجود وهوية وحضارة، فحضارتنا العربية والإسلامية مختلفة عن الحضارة الغربية، فحضارتنا حضارة روحانية تعتمد على آلاف السنين من العيش المشترك والودّ المشترك بين الإديان المختلفة وبين القوميات المختلفة. فحضارتنا العربية الإسلامية بمسلميها ومسيحيها وكلّ أطيافها تعتبر الإنسان مثالاً للتقدم وأساساً للحياة البشرية، بينما الحضارة الغربية تعتبر المادة هي الأساس».

وأكدت «أننا سنكون نحن المشروع النهضوي العربي بالتعاون مع محور المقاومة والممانعة ووجه المستقبل لهذه الأمة والمنطقة»، مشيرة إلى أنّ «ما حصل في الخمس سنوات الماضية، رغم الألم، قد كشف كلّ طرف على حقيقته وليس علينا اليوم التعاون مع من لا يؤمن بهويته وعروبته ودينه ومشروعه، ومن أجل خدمة مستقبل هذه المنطقة على خياراتنا أن تكون واضحة ونقف جميعاً صفاً واحداً.»

قنديل

ولفت رئيس تحرير جريدة «البناء» ورئيس شبكة «توب نيوز» النائب السابق ناصر قنديل إلى «أنّ ما تتعرّض له فلسطين لا يقلّ خطورة عن الذي يشهده الأقصى وتشهده القدس وهو السعي الدائم إلى تذويب القضية الفلسطينية وتصفيتها وجعلها جزءاً من ذاكرة مبنية على اختراع هويات وولاءات وانتماءات تحلّ مكان الهوية والولاء الأصليين، أي العروبة وفلسطين.

لذلك عندما نكون هنا في دمشق ونحيي يوم فلسطين ويوم القدس لا ننتصر فقط لقضية المسجد الأقصى، بصفتها قضية هامة ومقدسة، بل ننتصر للعنوان الأعمّ والأشمل الذي بدونه لن يُحمى الأقصى».

وقال: «علينا اليوم ألا نضيع ونتوه في الأوهام، لذا لا بدّ أن ندرك أنّ الأقصى يُحمى عندما تكون هناك قدرة عربية رادعة في وجه إسرائيل وهذه القدرة لا يمكن أن تتشكل من غير الثنائي الذي تمثله سورية والمقاومة.

فسورية والمقاومة اليوم تُخاض عليهما حرب شعواء تبدأ من أميركا وتنتهي بتنظيم القاعدة، في حلف جهنّمي له عنوان واحد هو تصفية القضية الفلسطينية وإسقاط علم فلسطين، وإنّ اسقاط سورية هو بوابة لسقوط فلسطين وهذا يعرفه أهلنا في الأراضي المحتلة لذلك هم يقاتلون من أجل القدس ومن أجل فلسطين ويدعون لسورية بالنصر لأنّ سورية هي القلعة المنتصرة وهي الطريق الأقصر من أجل حماية الاقصى وحماية فلسطين».

وأوضح «أنّ الحروب التي فُجرت في المنطقة والهويات المفتعلة المصطنعة التي جرى تعميمها نجحت إلى حدّ كبير في خلق اهتمامات وأولويات وهويات بديلة وصراعات واصطفافات على أساس هذه الهويات، وتشعر إسرائيل بأنها لم تعد هدفاً يُجمع عليه أو يشغل قلوب وعقول العرب وكيف يتخلصون من هذا العدو ومن المخاطر التي يمثلها. لكن اعتقد أنّ هذا ظرفي وفي نهاية المطاف سيتقرّر المصير الإجمالي العام للمشهد على ضوء ما يجري في سورية».

وأكد أنه «على يقين مطلق بأنّ سورية ستخرج أقوى وستخرج منتصرة والمقاومة أيضاً ستخرج أقوى ومنتصرة، وهنا نستعير المثال الذي يقول يضحك كثيراً من يضحك أخيراً لنؤكد على انتصار الهوية الأصلية في النهاية لأنها الهوية القادرة على أن تواجه كلّ هذه التحديات وعندما تنتصر الهوية ستعود فلسطين إلى الواجهة وستعود القضية الفلسطينية إلى قلوب وعقول الناس أقوى مما كانت عليه وستكون التحديات التي تنتظر إسرائيل رغم كلّ ابتسامتها الآن بكاءً وعويلاً كالذي شهدناه في حربي تشرين وتموز».

جمعة

وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة، بدوره: «ليس إحراق المسجد الأقصى حدثاً آنياً عابراً لمجنون أو حاقد وإنما ياتي في سياق ثقافة عنصرية بغيضة تقتل الإنسان وتكره الحياة ولا تريد لغير ما يسمى بالشعب المختار أن يبقى على قيد الحياة».

وأضاف: «إنّ هذه الأرض السورية والعربية امتصت كلّ التيارات التي جاءت إلى هذه المنطقة وتعاملت معها، وما يشاع اليوم بأنّ هناك قوى عربية يمكن أن تقود تياراً عربياً لإعادة المشروع العربي فهذا كما يقولون إلقاء العسل في السم فمن يقود التحالف الغربي ومن يقود الطائرات لضرب الشعب الليبي واليمني ومن يدعم التيارات التكفيرية الإرهابية في سورية بالمال والسلاح والرجال لن يكون قائد للأمة العربية على الإطلاق».

ولفت جمعة إلى «أنّ الصهيونية أرادت تبديل الأساليب فاتجهت إلى تيارات تكفيرية لتنفذ مشروعها، فالمشروع الصهيوني والتكفيري والوهابي وجهان لعملة واحدة وهذا التاريخ ممتد دائماً وأبداً في الفكر وهذا الفكر هو الذي يصنع التعصب والانغلاق والاعتداء على الآخر، لذلك يجب أن نعيد الوعي إلى تفكيرنا في الوطن القومي الإنساني وأن نعيد الاعتبار إلى المنظومة السياسية العربية التي تقود أمتنا».

عبد المجيد

وقال أمين سرّ تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد، من جهته: «في ظلّ ما تتعرّض له القدس والأقصى من تهويد، يؤكد أبناء الأمة العربية تضامنهم ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني، وإنّ هذه الفاعلية تنطلق اليوم من دمشق التي عانقت القدس، عبر التاريخ، بكلّ عراقتها وأمجادها وتراثها وهي بمثابة صرخة من دمشق من أجل إنقاذ المدينة المقدسة وقضية فلسطين التي تراجع الاهتمام بها نتيجة التطورات التي تشهدها منطقتنا العربية».

وأوضح عبد المجيد أنه «في ظلّ صمت وتواطؤ العديد من عواصم العرب تحمل هذه الفاعلية من دمشق العروبة معاني كبيرة لدى أبناء شعبنا الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية تتعرض لمحاولات جديدة لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني إلا أننا كجزء أساسي من محور المقاومة الفلسطينية نعتبر أنّ صمود المقاومة وسورية وانتصارها هو بداية الطريق لاستعادة القدس وفلسطين».

وتابع: «لا شكّ أنّ ما تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة من عمليات تهويد واستيطان وحرق للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، لا بدّ أن يلاقي ردّات فعل كبيرة في عالمنا العربي والإسلامي. واليوم نعتبر أنّ الدور الأساسي يقع على عاتق شعبنا في فلسطين من أجل تجديد الانتفاضة، فلا حرية للأمة العربية من هذا الاستعمار الجديد إلا بتجديد البوصلة باتجاه فلسطين، فالكيان الصهيوني يحاول توظيف ما يجري في سورية والمنطقة العربية لمصلحته ومصلحة أهدافه لتصفية الحقوق الفلسطينية».

الجدعان

وأشار نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية سورية باسل جدعان، من ناحيته، إلى «أنّ الهدف من عقد هذا المؤتمر هو توجيه رسالة واحدة ومحددة وهي أنّ القضية الحقيقية التي تستحق النضال والجهاد هي القدس وفلسطين والأقصى الذي يتعرض لاعتداءات متكرّرة ومتواصلة وممنهجة تستهدف السيطرة عليه وتهجير أهله وتغيير طبيعة المدينة وتهويدها، لذلك نطلب من الجميع الوعي سواء الحكومات أو الشعوب العربية. ففلسطين في خطر والأقصى في خطر حقيقي والقدس تستصرخ ضمائرنا ويجب علينا توجيه كلّ جهودنا وعواطفنا باتجاه قبلة النضال الحقيقية وقبلة الجهاد والحق وهي الأقصى والقدس».

ناجي

وفي حديث لـ»البناء» أشار الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الدكتور طلال ناجي إلى «أنّ ذكرى حرق المسجد الأقصى هي مناسبة لكلّ الشرفاء والوطنيين ولكلّ أحرار العالم ليقفوا في وجه قوى الاستعمار والاستكبار المتمثل بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية»، لافتاً إلى «أنّ ما يجري في فلسطين محزن لأنهم يحاولون سرقة التاريخ الفلسطيني وتزوير تراثه والادّعاء بأنّ لليهود أصل ووجود في فلسطين، فهم لم يجدوا في كلّ تنقيباتهم ومنذ أكثر من 45 عام أي أثر يدلّ على وجودهم في فلسطين. هم يزعمون أنّ الهيكل موجود تحت المسجد الأقصى وهذا طبعاً كذب. فذكرى حرق المسجد الأقصى هي مناسبة لشحذ الهمم من قبلنا جميعاً ومن قبل كلّ الوطنيين ومناسبة للقيام بانتفاضة جديدة تكون انتفاضة عارمة تعم كلّ الوطن الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة وفي الشتات أيضاً لنصرة أهلنا وحقوقنا ونصرة قضيتنا ومناسبة لكي يقف كلّ الأحرار إلى جانبنا ومعنا».

صندوق

أما عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية الدكتور فايز صندوق، فقال: «إنّ المسجد الأقصى هو رمز حضاري والاحتفال به كلّ سنة هو لاستنهاض الذكريات والمشاعر، ونحن اليوم في هذا الملتقى نعيد الذكرى 46 لإحراق الأقصى وأيضاً نستنهض الهمم لذلك نحن متفائلون فالله وعدنا بالنصر وإن لم يكن في أيامنا، فلا بدّ أن يتحقق في زمن أبنائنا، لكننا متفائلون بأننا سنعيش فرح الانتصار لأننا قادرون اليوم على مواجهة إسرائيل ومواجهة هذا الفكر التدميري والتكفيري».

وأضاف: «إنّ ما قامت به إسرائيل يخالف المنطق والعدل من تهجير وتشريد للشعب الفلسطيني وعدم إعطائه حقّ العودة هدفه أن يحافظ هذا الكيان على وجوده».

وأكد صندوق «أنّ ما نراه اليوم في سورية من حرب ودمار وتهجير هو امتداد لما جرى في فلسطين، فاليوم يريدون إنهاء سورية المحور الأساسي المتصل بفلسطين وإنهاء أي شكل من أشكال المقاومة».

وفي مقطع مرئي، وجه مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري رسالة من القدس المحتلة، أوضح خلالها «أنّ بعض الدول العربية لم تواجه العدوان الصهيوني الذي حرق المسجد الأقصى بل اكتفت بالأقاويل والاستنكارات»، معتبرا «أنّ العرب منشغلون بصراعاتهم الداخلية الأمر الذي شجع الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مخططاته في القدس وفلسطين».

وفي رسالة مماثلة، أعرب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا عن «استنكار كنائس القدس لما يتعرض له المسجد الأقصى»، معتبراً «أنّ أي اعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على العرب جميعاً مسيحيين ومسلمين». وقال: «إنّ التحدث بلغة العشيرة والطائفة يؤدي بنا إلى التفكك وتحقيق الغايات الصهيونية، فنحن طائفة واحدة اسمها الأمة العربية الفلسطينية ويجب علينا أن ندافع عن سورية بكلّ قوتنا لأنها وقفت إلى جانبنا وكرست كامل جهودها لمساندة المقاومة الفلسطينية».

وحضر الملتقى السفير الإيراني في دمشق محمد رضا رؤوف شيباني، وسفير دولة فلسطين في دمشق محمود الخالدي، ومدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي، وقيادات وأعضاء عدد من الفصائل الفلسطينية، وأعضاء مجلس أمناء وإدارة مؤسسة القدس الدولية ـ سورية ورئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد.

تجدر الإشارة إلى أنه في 21 آب 1969 قام الإرهابي اليهودي الأسترالي دينيس مايكل، وبدعم من العصابات اليهودية، بإشعال النيران في المسجد الأقصى، فأحرق أثاث المسجد المبارك وجدرانه ومنبر صلاح الدين الأيوبي كما أتت النيران على مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا ومقام الأربعين. وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى ما يزيد عن 1500 متر مربع من أصل 4400 متر مربع، أي أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، وأحدثت النيران ضرراً كبيراً في أعمدة المسجد وأقواسه وزخرفته القديمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى