مهرجان الموسيقى العربية في يومه الثالث… أصوات مميّزة بمرافقة فرقة «طرب دهب»
محمد سمير طحّان
أحيا كلّ من الفنانين حسام لبناني وسهر أبو شروف وناديا منفوخ، بمرافقة فرقة «طرب دهب» بقيادة براق تناري، أمسية موسيقية على مسرح دار الأوبرا في دمشق، ضمن مهرجان الموسيقى العربية.
وقدّم المغني حسام لبناني في بداية الأمسية أغنية «سهرت منه الليالي» من كلمات حسين أحمد شوقي وألحان محمد عبد الوهاب، بأداء متمكّن وصوت منضبط أعطى القصيدة واللحن بُعداً جمالياً إضافياً استحقّ عليه تصفيق الجمهور.
المغنية سهر أبو شروف كان لها نصيب أكبر في عدد الأغاني التي أدّتها، إذ غنّت بصوتها الرخيم أغنية «كان يا ما كان» للمطربة ميادة الحناوي من كلمات وألحان بليغ حمدي، وأغنية «صعبها بتصعب» للمطربة ربى الجمال من كلمات نبيل أنيس وألحان عماد توفيق سليم، وأغنية «أنا سورية» الملحّنة على نمط لحن أغنية «على العقيق اجتمعنا»، وفيها وصف للمدن والمحافظات السورية. وختمت سهر وصلتها بأغنية «دارت الأيام» لكوكب الشرق أمّ كلثوم من كلمات مأمون الشناوي وألحان محمد عبد الوهاب، والتي تفاعل معها الجمهور بالغناء والتصفيق.
أما ناديا منفوخ، فقدّمت عدداً من الأغاني المنوّعة التي ترافقت مع انسجام من قبل الجمهور، إذ غنّت «منك يا الله العونا»، وأغنية «مظلومة يا ناس» للمطربة سعاد محمد من كلمات محمد علي فتوح وألحان محمد محسن، وأغنية جديدة قدّمتها للمرّة الأولى في هذه الأمسية بعنوان «رح تبقي يا حلب» من كلمات كمال قبيسي وألحان وجدي أيوب، وختمت وصلتها بأغنية لكوكب الشرق أيضاً، «أنا وانت ظلمنا الحبّ»، من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان بليغ حمدي، فنالت التصفيق والتشجيع الكبيرين من الجمهور الذي أسعِد بصوتها وأدائها المميزين.
واختُتمت الأمسية بأغنية «سورية يا حبيبتي» أدّاها الفنانون الثلاثة مع المجموعة، ورافقهم الجمهور بالغناء والتصفيق، ما أعطى الحفل أجواء اختلط فيها الوجد الطربيّ بالإحساس الوطني العالي.
وقال المايسترو براق تناري: إن مشاركة فرقة «طرب دهب» في هذا المهرجان إلى جانب أسماء كبيرة في عالم الطرب الشرقي في سورية، أمر مهمّ جدّاً للفرقة وأعضائها، ما يضعنا أمام الجمهور في السياق الموسيقي الذي نهدف إلى تقديمه ونشتغل عليه من حيث تقديم الأغاني الطربية بطريقة جديدة. مشيراً إلى أنّ برنامج الحفل اختير ليتوافق مع هذا التوجّه الذي اختارته الفرقة لنفسها وبتعاون تام من الفنانين المشاركين في هذا السياق.
وأوضح تناري أن مهرجان الموسيقى العربية نشاط ثقافي فنّي يخلق حالة إبداعية جميلة، ويدلّ على عودة سورية إلى ألقها، ويعبّر عن حيوية الشعب السوري وقدرته على الحياة عبر الموسيقى.
يذكر أن الفنان حسام لبناني من مواليد حلب عام 1980، تتلمذ على أيدي الفنانين صبري مدلل وعبد الرحيم لبناني، وشارك في مهرجانات عربية وأوروبية، وانضمّ إلى فرقة «طرب دهب» عام 2014. أما الفنانة سهر أبو شروف، فهي من مواليد مدينة حلب وتتلمذت على أيدي الموسيقيين محمد قصاص وخالد ترمانيني، وتعلّمت العزف على آلة العود على يد الفنان بشار الحسن، وهي شغوفة بتأدية الأدوار والموشحات. والفنانة ناديا منفوخ ولدت في معرة النعمان في ريف إدلب لأسرة فنية، والتحقت بالمعهد الموسيقى العربي في حلب، وتتلمذت على أيدي الموسيقي عبد الحميد تناري ومحمد قصاص، وأحيت عدداً من الفعاليات الموسيقية في سورية وتونس وروسيا، وحازت على جوائز عقب مشاركتها في مسابقات غنائية.
فرقة «طرب دهب» أُسّست عام 2014 تحت قيادة عازف الكمان براق تناري، وتضم 36 عضواً بين موسيقيين ومغنّي كورال، وشاركت في عددٍ من الفعاليات والمهرجانات. أما مؤسسها براق تناري فولد في مدينة حلب لأسرة فنية، وتعلّم العزف على الكمان وهو في الثامنة من عمره على يد أبيه عبد الحميد تناري، وتابع بعدئذٍ التعلّم على يد العازف الروسي إميل تشالباش في معهد حلب الموسيقي وتخرّج منه عام 1995، ودرس فيه عامَي 1997 و1998، وأصبح مديراً لمعهد باسل الأسد الموسيقي في إدلب، وأسس فرقة «الوتر الذهبي» عام 2007، ثمّ «طرب دهب» عام 2014.