«آبو» خلف الأبواب!؟
نظام مارديني
رويداً رويداً تنكشف دائرة الوهم السلمي بين أنقرة وحزب الـ «bkk» رغم محاولات الأخير المتكررة لابتكار أفكار للسلام مع حكومة أردوغان، ولكن، وفي كل مرة، يكتشف هذا الحزب أن لا أمان في إدخال الأفعى إلى البيت الكردي، وأن شعار أردوغان الدائم «أكذب أكذب حتى تمر العاصفة».
ان حالة الـ «فوبيا» التي تعيشها حكومة الثنائي أردوغان – أوغلو، تعيد التذكير بما كانت تعيشه روما عندما كانت الأمهات يحاولن إلقاء الرعب في قلوب أولادهن من خلال القول ان هاني بعل يقف خلف الباب، فهل نشهد ترداد هذا الشعار من قبل الحكومة التركية بأن «آبو بات خلف الأبواب»، في إشارة إلى الخوف الذي ينتاب هذه الحكومة من العمليات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان «آبو» أي العم ، من حكايات أدوغان ـ أوغلو الآن، اللذين غزاهما مرض فقدان الذاكرة، والانفصال التام عن الواقع الفعلي والمحسوس، خصوصاً أنهما وقعا في شر فعلتهما، وباتت المستحقات الراهنة تطوق عنقهما.
شعور بالغبطة يجب أن يشعر به سجين إمرالي «آبو». فبفضل الزخم الإقليمى والدولي الذي أصبح يحيط بقضيته، بات ملء السمع والبصر بين أبناء المؤمنين به، هنا في بلاد الأناضول العتيدة، وخارجها، على ضفافها وحدودها المتاخمة والمتداخلة مع الجيران. وباتت صورته «الإرهابية» في القارة الأوروبية، تضمحل شيئاً فشيئاً، وربما هي في طريقها للأفول، ليحل محلها بروفيل لشخص آخر ليس مطلوباً في أن يكون شبيهاً لنيلسون مانديلا بالضرورة، فقط هو قائد قد يسبقه في ما بعد لقب زعيم، وهذا مؤشر ضمن مؤشرات تشير جميعها إلى ما يمكن أن نصفه بزحف «كردي» مقبل، لا يمكن معه قراءة الخريطة السياسية لتركيا من دونه، ولهذا براهين تم رصدها.
ثمة من يقول ان أردوغان يحصد اليوم ما جنته قراءاته الخاطئة التي قادت أنقرة الى نتائج خاطئة، ووفق هذا المنظور تضيق دائرة الوهم لتركيا وقوى اقليمية اخرى حاولت قراءة الأزمة السورية والأزمة العراقية بعين واحدة، حينما «عكزت» هذه القوى على ركوب الموجة الظلامية والتخفي خلفها لضرب الأكراد وللوصول الى اهدافها وتفصيل خرائط الهلال السوري الخصيب وفق ما تريد.
إن هاجس «آبو بات خلف الأبواب» مرشحاً أن يستمر لفترة من الزمن، ما يشير إلى أن الطريق لوضع نهاية للصراع بين الـ«bkk» والحكومة التركية لا تفترشه الورود، والمرجح أن الجميع بما فيهم «آبو» القابع وراء سياج الأشجار السامقة في الجزيرة المحصنة ببحر مرمرة سينتظر وقتاً ليس بالقصير إلى أن يأتى الحل، ولكن هذه المرة عبر الدماء لا بغصن الزيتون.