بالتزامن مع اتفاق حماس ـ «تل أبيب»

عمان ـ محمد شريف الجيوسي

توشك منظمة التحرير الفلسطينية على الدخول في مرحلة جديدة بالتزامن مع اتفاق وشيك تزمع حركة حماس عقده مع الكيان الصهيوني.

وتجتمع اللجنة التنفيذية للمنظمة لاتخاذ قرار بدعوة المجلس الوطني الفلسطيني للانعقاد في دورة استثنائية بمن حضر، في موعد لن يتجاوز نهاية شهر أيلول المقبل، وسيكون أمام المجلس عدد من الأمور لعل أهمها انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، في ضوء استقالة عدد من أعضاء اللجنة، ما يفقدها النصاب القانوني، ومن بين المستقيلين الرئيس عباس.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة أن بعض الفصائل الفلسطينية كالشعبية والديمقراطية ترغب في استبدال ممثليها في اللجنة التنفيذية للمنظمة، فيما بعضهم كزهدي النشاشيبي 90 سنة ويتولى الصندوق القومي الفلسطيني، صار من الضروري استبداله .

ولفت مصدر فلسطيني إلى أن ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية السابق قبل إقالته وتعيين عريقات مكانه كأمين سر موقت، كان أصبح عضواً في اللجنة كممثل للجبهة الديمقراطية، ثم بعد إنشقاقه عنها أصبح ممثلاً لحزب «فدا»، وهو الآن لم يعد ممثلاً لأي منهما أو سواهما، ولم يعد يحظى بثقة رئيس السلطة عباس ـ معتبراً أن عبد ربه سيكون بين من قد يشملهم التغيير.

وأوضح مصدر فلسطيني أن من المرجح انتخاب لجنة تنفيذية يتوفر لجميع أعضائها التفرغ الكامل، والقدرة على العمل ـ وبالتالي سيتم ضخ دماء جديدة إليها، وتعبئة الفراغ الحاصل الآن في مختلف دوائر المنظمة.

وبيّن مصدر فلسطيني مطلع، أن المجلس الوطني في دوراته الاستثنائية لا ينتخب مستقلين للجنة التنفيذية، فيما يقتصر عمله على التصويت لممثلي الفصائل للجنة التنفيذية، ويجري التصويت على انتخابهم … أما المستقلون فتتوافق الفصائل الرئيسة على تسميتهم.

ورجحت مصادر انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني البالغ عدد أعضائه 714 عضواً، بعد عطلة عيد الأضحى بمن حضر، وقبل نهاية أيلول المقبل، وقبل ذهاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى اجتماعات الهيئة العامة للمنظمة الدولية في نيويورك.

وفيما قالت مصادر إعلامية أن المجلس الوطني الفلسطيني سيصدر بياناً قوياً، يؤكد على قرارات المجلس المركزي الذي انعقد في شهر شباط 2015 الماضي، بإعادة النظر في طبيعة العلاقات مع الكيان الصهيوني وبالذهاب الى محكمة الجنايات الدولية، وتسريع الدخول في المنظمات الأممية، وعدم العودة للمفاوضات العبثية مع تل ابيب ـ قالت المصادر ان الموضوع الأهم في دورة المجلس الوطني المقبلة، سيكون إعادة ترتيب البيت الداخلي للمنظمة، والذهاب للدورة العامة المقبلة من موقع قوة، وقد جدد لعباس وانتخبت لجنة تنفيذية مكتملة العضوية بدماء جديدة. وبيّن مصدر فلسطيني مطلع أن القيادة الفلسطينية تعمل في ضوء التعنت «الإسرائيلي»، والاتفاق الانشقاقي المنفرد الذي تزمع حماس على عقده مع الكيان الصهيوني في غزة، على ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ما يستوجب بحسب المصدر، أخذ الحيطة باستعادة منظمة التحرير الفلسطينية لدورها ولمكانتها الشرعية المعترف بها دولياً، بحيث لا يحدث فراغ تحت أي اعتبار، ومنها احتمال حل السلطة الفلسطينية أو جراء غياب بيولوجي لبعض القيادات، أو جراء تمدد حماس الى الضفة الغربية، بفعل اتفاقات جرى العمل عليها منذ سنوات ما قبل الخريف الأميركي، بالتزامن مع صعود «إخواني» محتمل في الأردن كان يجري العمل عليه، بحيث تكون حكومات «إخوانية» في غزة والضفة وشرق الأردن، وتحت غطاء تواجد «مرجعية إسلاموية واحدة» يتم تهجير أعداد جديدة من عرب 1948 وغزة والضفة إلى الأردن، وفكفكة المخيمات الفلسطينية في لبنان وسورية باتجاه شرق الأردن وصحراء سيناء، حيث عرض الرئيس المصري المخلوع مرسي مد القطاع جغرافياً باتجاه سيناء بمساحة 45 كلم، معتبراً أن عدد سكان غزة يعادل عدد سكان شبرا 1.75 مليون.

ولفتت المصادر أن اتفاق حماس ـ تل ابيب يجرى العمل عليه منذ سنوات بجهود قطرية تركية وبدعم سعودي، ووساطة بلير في الفترة الأخيرة، وهناك ضغط سعودي على مصر لقبوله، رغم استياء القاهرة من الاتفاق ومن حركة حماس. وقالت المصادر أن الاتفاق الأخير بين حماس ومصر برعاية سعودية هدفه عدم عرقلة مصر للاتفاق، والذي تعهدت حماس بموجبه بالتعاون الأمني معها وبتوجيه ضربات موجعة للجماعات السلفية ومنعها من العبور من غزة إلى سيناء، ونفذت حماس فعلاًَ حملة اعتقالات في صفوف سلفيي غزة لكسب ثقة مصر.

لكن المصادر الفلسطينية حذرت من أن حماس لن تلتزم باتفاق حقيقي طويل مع مصر، وانها تمارس الآن تقية تعتبرها مشروعة لخداعها، لضمان تمرير الاتفاق، فمصر بحسب المصادر تخضع لضغوط شديدة للقبول به.

واعتبرت مصادر فلسطينية ان الاتفاق الحمساوي ـ «الإسرائيلي» خارج عن الشرعية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، وبالتالي فالاتفاق فاقد للشرعية ويفترض رفضه من المؤسسات الدولية والإقليمية، وهو فضلاً عما سبق تكريس للإنقسام وتراجع عن حق العودة وعن حدود 4 حزيران 1967. وأوضحت المصادر ان اتفاق حماس ـ تل ابيب يتضمن بنوداً سرية، تتعلق بالمخيمات الفلسطينية في سورية ولبنان، وهو ما يفسر استهدافها، بغرض خلق ظروف ملائمة للاتفاق الذي جرى التوصل إليه.

وقالت مصادر إعلامية أن التغيير سيشمل المواقع القيادية للمجلس الوطني الفلسطيني وليس فقط اللجنة التنفيذية للمنظمة، وان عزام الأحمد القيادي الفتحاوي المقرب من عباس سيتولى رئاسة المجلس الوطني خلفاً لسليم الزعنون أبو الأديب .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى