لافروف: روسيا لن تتراجع عن سياستها المستقلة
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حقبة الهيمنة الغربية على الاقتصاد والسياسة في طور الانتهاء.
وقال لافروف أمام المنتدى الشبابي الروسي في مقاطعة فلاديمير أمس: «بات مجال المصالح السياسية اليوم مرتبطاً بمنافسة الأفكار، أي يجب على اللاعبين الموجودين على الساحة أن يختاروا قيمهم ونموذج التطور أو سيفرض ذلك عليهم، وباتت حقبة هيمنة الغرب التاريخي في طور الانتهاء، بعد أن استمرت لمئات السنين، واليوم تتعارض هذه الهيمنة بصورة موضوعية مع ظهور أقطاب جديدة في منطقة آسيا والشرق الأوسط».
وتابع: «إننا نراقب محاولات الغرب الحفاظ على الهيمنة بطريقة مصطنعة، بما في ذلك من خلال الضغط على دول أخرى، واستخدام العقوبات، وحتى استخدام القوة العسكرية خرقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهذا يزيد الفوضى في العلاقات الدولية».
وأشار الوزير الروسي إلى أن اعتبار إصابة مجلس الأمن الدولي بالشلل غير صحيح. وقال بهذا الصدد إن «محاولات العمل من طرف واحد على الساحة الدولية تزداد، وهي تُبرر وكأن مجلس الأمن مشلول، لكن هذا ليس صحيحاً».
وأكد وزير الخارجية استعداد روسيا للعمل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من دون أن تتخلى عن مصالحها وهويتها. وقال: «نحن جاهزون لحوار بناء وكامل مع شركائنا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكننا لن نتخلى عن السياسة الداخلية والخارجية المستقلة».
وأعاد الوزير الى الأذهان في هذا السياق كلام الرئيس فلاديمير بوتين الذي صرح بأن روسيا «لا تتاجر بالسيادة»، مشيراً إلى أن العلاقات في العالم المعاصر يجب أن تُبنى على أساس الحوار والأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة: «المبادئ التي لو عمل بها الغرب لما كانت هناك مجابهة بشأن زحف الناتو إلى الحدود الروسية ولا كانت هناك أزمة أوكرانية».
قال وزير الخارجية الروسي إن الأزمة في أوكرانيا نجمت عن موقف الغرب من مسائل الأزمة، وتحديداً يكمن سببها في رفض الدول الغربية التعاون مع روسيا في إنشاء منظومة أمن مشتركة في المنطقة الأورو-أطلسية.
وتابع أن الشروط التي تقدمها الدول الغربية في سياق الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة السورية، لاتتوافق مع اتفاقات مينسك السلمية المعقودة في الـ12 من شباط الماضي إلا في بعض بنودها .
وبشأن مدى التزام كييف باتفاقات مينسك التي تستهدف تسوية النزاع المستمر منذ نيسان عام 2014، أشار الوزير الروسي إلى أن كييف لا تفي بالتزاماتها المتعلقة بإجراء الإصلاح الدستوري الفوري والشروع في حوار وطني شامل.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن قناعته باستحالة زرع كراهية دائمة بين الشعبين الأوكراني والروسي، قائلاً: «لا أظن أن مثل هذه المساعي ستنجح. نعم. أسفرت عن زرع الكراهية لفترة ما. لكن يبدو لي أن الكثيرين في أوكرانيا يدركون بقدر متزايد أنه لا يجوز أن تبقى أوكرانيا تحت الإدارة الخارجية».
وحول المعلومات الأساسية عن أسباب سقوط الطائرة الماليزية جنوب شرقي أوكرانيا ما زالت طي الكتمان. قال لافروف: «نواصل نضالنا من أجل إجراء تحقيق نزيه في المأساة، لكن جميع المعلومات الرئيسية ما زالت طي الكتمان. وجاء تقديم مشروع القرار الخاص بإنشاء محكمة دولية الخاصة بملاحقة المسؤولين عن تدمير الطائرة من أجل تحقيق غرض واحد هو تصوير روسيا على أنها مذنبة في هذه الجريمة المروعة».
وذكر أن الجانب الروسي طالب من المشاركين في التحقيق تقديم إيضاحات بشأن بعض الأسئلة المرتبطة بحطام قيل أخيراً إنه عثر عليه في مكان الكارثة، ورجح الخبراء أنه يعود لصاروخ «بوك» استخدم لإسقاط الطائرة. وأوضح لافروف أن هذه الأسئلة كانت تتعلق بالمكان عثر على الحطام فيه، والسبب وراء كشف هذه المعلومات في هذه الفترة بالذات، بعد أن بقيت طي الكتمان لمدة أشهر. غير أن المحققين لم يجيبوا عن أي من الأسئلة.