رياشي: المؤسسة تؤدّي دورها على أكمل وجه بالعناية والرعاية تجاه شهداء الحزب وجرحاه
أقامت مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل عشائها السنوي، بحضور رئيس الحزب النائب أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، رئيس المكتب السياسي الوزير السابق علي قانصو، عضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، رئيس الحزب الأسبق مسعد حجل، وعدد من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي وأعضاء المجلس القومي والمسؤولين.
كما حضر الحفل وزير التربية والتعليم الياس بو صعب، رئيس حزب الوعد جو حبيقة على رأس وفد، عضو مجلس نقابة صيادلة دمشق الدكتورة نهلا نجمة، النقيبة السابقة للمحامين في بيروت أمل حداد، القسيس فادي داغر، الدكتورة صفية أنطون سعاده، رئيسة جمعية نور مارلين حردان، رئيسة المؤسسة نهلا رياشي، الرئيسة السابقة للمؤسسة ناديا حجل، وفد من قيادة الاتحاد العمالي العام، قضاة ومحامون وأطباء، رؤساء بلديات ومخاتير المتن الشمالي والضاحية الشرقية، وجمع من القوميين والمواطنين.
بدأ الحفل بالنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي والنشيد الوطني اللبناني، ثم وقف الحضور دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحزب والأمة.
ألقى وسيم بدر كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: الشهادة قيمة القيم، وإنّ أزكاها هي شهادة الدم، فالشهادة عزٌّ شامخ وإباء وكبرياء، هي صون للحياة في صفحتها الرحبة، كما أنها تجسيدٌ للشرف المطلق الذي يمثل مرتبة الشرف الأعلى.
أضاف: عندما نتحدث عن الاستشهاد، لست أدري إذا كنا نستحضر الزعيم في وقفته التموزية، أم أنّ رؤياه تظلل تموزياتنا، في تلك الوقفة البطولية أمام جلاديه، حدّد سعاده المؤامرة على أمتنا وحقن في أوردتنا أكسير الحياة النضالية المليئة بالبطولات المؤمنة. وقبل أن تخترق الرصاصات صدره قال: أنا أموت أما حزبي فباق وبقي الحزب. وتوالت من بعده وقفات العز الممهورة بختم تموز، تموز البطولة والعنفوان.
وقال: من لبنان وأحداثه في مختلف الحقب، إلى فلسطين البوصلة، إلى العراق الحضارة «حضارة بلاد ما بين النهرين»، وصولاً إلى الشام الحبيبة، قلب أمتنا النابض وحصنها المنيع، من شمالها إلى مغربها، في حمص وحلب وحماه واللاذقية والسويداء وصيدنايا ومعلولا والزبداني وغيرها، نهرٌ هادر من دماء الشهداء لن ينضب أبداً.
كلمة أبناء الشهداء
ثم ألقى ابن الشهيد الأمين سمير قناطري كلمة أبناء شهداء الواجب القومي في الشام وجاء فها: يقول الزعيم سوريا للسوريين، نعم نعشق سوريا، ودماؤنا رهن لها، وحزبنا قدم ولن يتوانى عن تقديم الشهداء واحداً تلو ا خر إيماناً بوحدة وللوقوف في وجه أعداء ا مة.
اليوم أرثي جميع الشهداء بما جسّدوا من مقدار عشقهم وحبّهم للوطن، أرثي والدي الشهيد سمير قناطري بكلّ نفَس من أنفاسي، أرثي دمعتي وقلبي الحزين الذي انفطر لرؤيتك، ولأضمّك ضمة الابن المشتاق لوالده بعد سفر طويل، لكم تمنّيت أن أقف إلى جانبك في مثل هذا اليوم، الذي تصادف مع نبأ استشهادك، سنكون رفقاء بالدرب، الوجع يبقى مؤلماً لكلّ ابن شهيد ولكلّ أخ شهيد ولكلّ عائلة شهيد، ونحن نقول إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي حزب الأبطال ونحن الأبناء سنكون أبطاله، لنبرهن للشهداء أننا نتابع طريقهم، نحن أبناء هذا الحزب وأبناء سوريا وأبناء مؤسسة رعاية أسر الشهداء، التي قامت بدور نبيل في رفع معنوياتنا بزياراتها المتكرّرة لنا، وهذا بالطبع نابع من توجيهات قيادة الحزب رئيساً وقيادة، ونحن بدورنا نشكر رعايتهم واهتمامهم بأبناء الشهداء، وستبقى مصلحة سوريا فوق كلّ مصلحة.
كلمة المؤسسة
وألقت رئيسة المؤسسة نهلا رياشي كلمة حيّت في بدايتها الحضور، وقالت: «شهداؤنا طليعة انتصاراتنا الكبرى»، قال سعاده، أليس نبيلاً وشريفاً أن يضحي الإنسان بكلّ شيء من أجل الحبّ. وعلى هذا الأساس سار القوميون دفاعاً عن أرضهم وكرامة أمتهم وحبهم الكبير لوطنهم من أرض الرافدين حتى فلسطين، ضحوا وبذلوا وناضلوا وخضّبوا تراب الوطن بدمائهم الزكية، فأعادوا الوديعة إلى الأمة عملاً بمبدأ كلّ ما فينا هو من الأمة وكلّ ما فينا هو للأمة حتى الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا إنما هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها.
وقالت رياشي: القوميون الاجتماعيون في ساح الصراع يقاومون الاحتلال والإرهاب، ويستشهدون وعيونهم تقبّل جبين الصباح، يضحون في سبيل إيمانهم ودفاعاً عن أرضهم في معركة المصير والوجود، ونحن ننحني أمام تضحيات هؤلاء الأبطال ولهم منا أسمى آيات الحب والاحترام والتقدير. بهم سننتصر وبهم سنغيّر وجه التاريخ.
أضافت رياشي: إنّ رعاية أسر الشهداء وأبنائهم والاهتمام بالجرحى، مهمة تقع على عاتق مؤسستنا، وهذه المؤسسة، إلى ثقة القوميين بها، باتت محلّ ثقة الناس والأصدقاء، وهذا إنجاز نفخر به. وهذه الثقة اكتسبتها المؤسسة من خلال رعايتها لأسر شهداء مجزرة حلبا، تلك المجزرة الوحشية التي لم تُنس ولن تُنسى.
وأردفت: إنّ احتضان المؤسسة لأبناء شهداء مجزرة حلبا، وتوفير كلّ حاجاتهم، هو تحدّ كبير نجحنا به، خصوصاً أنّ المؤسسة اعتمدت مبدأ المواءمة مع عائلات كريمة عزيزة مشكورة ليتوفر لهؤلاء الأبناء الحياة الكريمة والمستقبل الزاخر بالرفاهية والاستقرار المادي والمعنوي، في كنف الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي كبر دوره وحضروه في عكار الأبية.
وتابعت: ها هي اليوم المؤسسة تكمل مسيرتها ودورها الريادي في رياض الشام، شام العزّة والكرامة، الشام التي تواجه أعتى مؤامرة عليها فتتحمّل البطش والفتك والقتل والذبح والتدمير وظلم قوى الاستعمار والاحتلال، من أميركان ويهود وعربان وبني عثمان، الذين يجنّدون دواعشهم أدوات للقضاء على الشام لأنها حاضنة المقاومة وقلعة الصمود القومي، ولأنّ الشام حاملة راية فلسطين، ولأنها قلب الأمة النابض بالحياة، لأجل كلّ ذلك يدافع حزبنا عن الشام، يقاوم الإرهاب البغيض كما يقاوم مشاريع التفتيت التقسيم ويقدّم الشهداء والتضحيات من صدد وصيدنايا واللاذقية إلى كسب وجسر الشغور والسويداء والزبداني.
ومواكبةً لتضحيات القوميين أصبحت المؤسسة حاضرة في الشام بين أهل وأسر وأبناء شهداء الحزب وجرحاه، تؤدّي دورها على أكمل وجه بالعناية والرعاية، لا بل عمدت إلى إقامة حلقات إذاعية، لأبناء الشهداء حتى يكملوا المسيرة.
ووجهت رياشي تحية إلى شهداء الحزب وشهداء الأمة، كما حيت الشام قيادة وجيشاً وشعباً، وشكرت الحضور وكلّ من يقف إلى جانب المؤسسة.
وتخللت الحفل فقرة شعر زجلية قدّمها الشاعر فيكتور ميرزا.