يا ثوّار لبنان الشباب… وحّدوا ولا تفرّقوا وحذار الانحراف عن وعيكم!
أحمد طيّ
فكّرت كثيراً قبل أن أكتب هذا التقرير، إذ لا شكّ أنّ التخلّص من هذا النظام الطائفي التحاصصي الذي أورثنا إياه الاستعمار الفرنسي، حلمٌ يراود كلّ شاب وشابة وكلّ من عاش ويلات الحرب الأهلية البشعة في لبنان، والذبح على الهوية، واغتيال لقمة العيش، واجتياح العولمة كلّ تفاصيل الحياة.
القلب يفرح لدى رؤية أيّ مجموعة تثور في وجه الظلم والفساد، وفي وجه طبقة سياسية لا تعرف كيف تدار الدولة وتستمرّ في إصرارها على المحاولات الفاشلة، على رغم وعيها أنّ جلّ ما تفعله، إنما هو «ضحك على الذقون»، ووسيلة لبقائها في سدّة الحكم، وإذا داهم العمر أحد أركانها لجأ إلى التوريث.
الأسارير تنفرج عندما ترى أنّ الشباب اتخذ زمام المبادرة، لأنّه «فوّل»، ولأنّه تحمّل وتحمّل حدّ التخمة. فإذا أراد أن يجد ذريعةً لاستمرار دولة كهذه، لما وجد إلى ذلك سبيلاً. كيف لا؟ والبطالة مستشرية، والجامعيون تقزّمت أحلامهم وتقزّمت حتى صاروا يحلمون بوظيفة نادل في مقهى أو مطعم. الجامعة اللبنانية الرسمية مفروزة طائفياً وغير موحّدة، بينما صروح الجامعات الخاصة ترتفع حتّى في المناطق النائية. التعليم الرسمي حدّث ولا حرج، والتعليم الخاص يأخذنا في منحيين أحدها خطر والثاني أخطر مدارس دينية وأخرى سوبر هاي لايف .
كيف لا يثور الشباب اللبناني والدولة عاجزة حتّى عن تحرير أسراها أبناء المؤسسات الأمنية من عصابات إرهابية؟
كيف لا يثور الشباب اللبناني، ولقمة العيش تركض أمامه وهو يلحقها ويركض خلفها، وفي الطريق تضمحلّ أحلامه حدّ التلاشي؟
كيف لا يثور الشباب اللبناني، وموظّفوه محرومون من سلسلة رتب ورواتب محقّة، بينما يبحث كثيرون عن وظائف لا تستطيع هذه الدولة تأمينها؟
كيف لا ينتفض الشباب اللبنانيّ، والنفايات أضحت ملفاً عصيّاً على الحلّ، في ظلّ دولةٍ تحكمها حيتان المال والشركات الكبيرة؟
كيف لا يثور الشباب اللبناني، في وجه نظام طائفيّ تحاصصيّ نتن، لا يمكنه أن ينتج إلا الحروب الأهلية؟
كيف لا يثور الشباب اللبنانيّ للمطالبة بنظام حكم مدنيّ، ينبذ الطائفية والإقطاعية السياسية، وينادي بالكفاءة. ويعتمد انتخابات حرّة نزيهة تعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة، وتُجرى الانتخابات على أساس النسبية. فينال كلّ ذي حقّ حقّه، وتضمحل الكانتونات أمام وحدة لبنان؟
كيف لا يثور الشباب اللبنانيّ للمطالبة بقانون مدنيّ لا طائفيّ، ينظّم الأحوال الشخصية، ويمنح كلّ راغبٍ بالزواج مدنياً أن يحقّق رغبته على أرض وطنه لا في جزيرة قريبة؟
كيف لا ينتفض الشباب اللبناني للمطالبة بحقوق المرأة، وبقانون يحميها من العنف الأسري، فيتخلّص هذا النظام من ذكوريته المقيتة، وتصبح المرأة ركناً أساساً في بناء الدولة وصنع القرار؟
كيف لا يثور الشباب اللبنانيّ في وجه نظام حكم يفرّق أبناء الوطن، ويفرزهم إلى طوائف ومذاهب ومللٍ وشلل وأحياء وأتباع؟
لعمري إذا أردنا أن نعدّد حقوق اللبنانيّ المهدورة، لكتبنا تقارير وتقارير، ولما اتّسعت صفحات الجرائد… فإلى متى؟
إنّ أيّ تحرّك مطلبيّ محقّ هو موضع مباركة وتشجيع، خصوصاً أن الدولة بأركانها: الرئاسة اللاموجودة، والمجلس النيابي الممدّد لنفسه، والحكومة العاجزة، لا تلتفت إلى هذا الشعب ولا إلى شجونه وأوجاعه. وكأني بها تعمل بالمثل القائل: «إن أردت قتل الفقر، فاقتل الفقراء»!
ملاحظات
كلمة حقّ تقال، أنني لم أتابع التحرّك الحاصل في وسط بيروت مساء الجمعة الماضي، مع التحفّظ على تسمية الحراك، لأسباب أذكرها لاحقاً في هذا التقرير. وكلمة حقّ تقال، أنني سررت جدّاً يوم السبت بينما كنت أشاهد الحراك من خلال إحدى القنوات اللبنانية، للأسباب التي ذكرتها أعلاه وغيرها. ولكن، شيئاً فشيئاً، بدأت المخاوف تتسلّل إلى داخلي، لدرجة أنّني عبّرت عن هذه المخاوف للجالس قربي فقلت له: «رح تعلق، شوي وبتعلق». أما الأسباب فتكمن في ما يلي:
أولاً: ثمّة أشخاص وُجدوا في الحراك، وتكلّموا بِاسمه، وأنا وغيري نعرفهم جيّداً، ونعرف ـ وليكن الكلام «عالمكشوف» ـ مدى ارتباطهم بالسفارة الأميركية، وبمؤسساتها التي تستهدف الشباب اللبنانيّ، لتفرغ من رأسه كلّ القضايا المحورية والأساسية، وتزرع مكانها أفكاراً وقضايا، تبدو للوهلة الأولى رنّانة كـ: ثورة، حرّية، ديمقراطية، مدنية، اللاعنف، اللاذكورية… إلخ.
إنّ وجود هؤلاء هو ما فشّل الحراك الذي شهدته بيروت منذ سنوات قليلة عندما انطلقت تظاهرات إسقاط النظام الطائفي. وكتبنا حينذا الكثير عنهم، إلا أنّهم تواروا ولم يردّوا، وكأن أمراً ما أتاهم بعدم الردّ وأن الزمن ليس زمنهم.
إنّ مهمة هؤلاء أن يحقّقوا ما لم تحقّقه غونداليزا رايس من خلال «الفوضى الخلّاقة»، ومهمتهم تجنيد ـ نعم تجنيد ـ أكبر عدد ممكن من الشباب اللبنانيين لتحقيق هذه الغاية. فإن ووجِهوا، كانت الكارثة بأن هناك قمعاً وحدّاً من الحرّيات، وإذا تُركوا على هواهم، لنخروا الجسم الشبابي حتّى العظام.
من أهم الأفكار التي يزرعها هؤلاء المتخرّجون من أروقة السفارة الأميركية ووكالة التنمية الأميركية ومتفرّعاتها، إبعاد الشباب عن الأحزاب والعقائد، مستشهدين بالتقصير الحزبي الحاصل على مستوى أكثر من حزب. فتُصوّر الأحزاب والعقائد كأنّها المسؤولة عن كلّ فشل في الدولة.
وبالعودة إلى اعتصام وسط بيروت، فإنّ مجرّد رؤيتي أشخاصاً من هؤلاء، أيقنت أن الاعتصام سينحرف عن مساره، ولأغراض معروفة.
من بين هؤلاء، المدعو عماد بزّي، وهو الناشط المعروف على مستوى الفسابكة، لغته دائماً من «الزنار وبالنازل». شغله الشاغل التفظ بعبارات غير لائقة وغير أخلاقية، يملأ بها صفحته على «فايسبوك» وأيضاً مدوّنته «تريلا»، كتكريس لمبدأ أنّ الحرّية تعني أن تفعل ما تشاء وأن تقول ما تشاء.
وعماد بزّي هذا، لمن لا يعرفه من الشباب الثوّار في وسط بيروت، هو أحد تلامذة منظمة «أوتبور» الصربية، وتعني «المقاومة الشعبية»، وهي منظمة مرتبطة بـ«معهد السلام الأميركي USIP»، ونشطت في عملية إسقاط الرئيس ميلزوبيتس في صربيا، كما عملت على تدريب مئات الناشطين من أكثر من 37 دولة في العالم على قيادة الانقلابات والثورات الناعمة والملوّنة وإدارتها من خلال تحريك الاحتجاجات «المدنية والسلمية»، في مركز «CANVAS» في بلغراد تحت إشراف المدرّب سيرجيو بوبوفيتش.
عام 2011 اختارته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية من ضمن أكثر سبعة أشخاص تأثيراً على الإنترنت في الشرق الأوسط. وكان مِن أشدّ المطالبين بتنحّي العماد إميل لحود، المُقاوم وحامي ظهر المقاومة، بعد عدوان تموز 2006.
عمل بزّي سابقاً مع عددٍ من المنظمات ووسائل الإعلام المحلية والعالمية منها: «معهد صحافة الحرب والسلام IWPR»، «المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI»، «مينابوليس للأبحاث والدراسات MEPAPOLIS»، ويعمل حالياً كمستشار لدى قناة الجديد.
عماد بزّي هذا الذي شاهده الجميع في اعتصام وسط بيروت، كان يحرّض المعتصمين على رمي النفايات في وجه القوى الأمنية، بينما يصرّح هو للإعلام أنّ هذا التحرّك سلميّ. ولم يكتف بذلك، إذ بلغت فيه الحماسة مبلغاً ليتولّى هو مهمة رشق القوى الأمنية بالنفايات والحجارة.
الاستفزاز
ثانياً: بالعودة إلى الاعتصام يوم السبت والمسبّبات التي رأيتها بأمّ عيني، والتي أدّت إلى ما حدث من إجراءات قمعية لا نقبلها أبداً. فإنّ المشاهد التي كانت تبثها قناة الجديد مباشرةً، تُظهر أحد الشبّان يقوم بحركة غير لائقة بإصبعه متوجّهاً بها إلى القوى الأمنية، ثم تنتقل الكاميرا ـ خطأً من المصوّر ـ إلى بعض الشباب الذين كان يقطعون الأسلاك الشائكة.
لسنا بمدافعين عن القوى الأمنية التي كانت تقوم بواجبها المأمورة به، ونحن ضدّ القمع جملةً وتفصيلاً، ولكنّ هذا لا يعني أن نفعل كل المثالب ولا نتحمّل تبعاتها. كان على المنظّمين منذ بداية الاعتصام، الانتباه إلى وجود عماد بزّي وفريقه، وطردهم خارج الحراك، والانتباه إلى كلّ ما يحصل ضمن الاعتصام. حبّذا لو انتدب منظّمو الحراك فريقاً يتابع الاعتصام من على الشاشات، ويتّصل مباشرة لدى لحظ أيّ انحراف!
الإعلام ودوره
ثالثاً: ما لفتنا أيضاً، التعاطي الإعلامي ـ خصوصاً قناة الجديد ـ مع الحدث يوم السبت، و«على عينك يا مشاهد». إذ إنّ جميع من شاهد التغطية، لا سيما لحظة فتح المياه من قبل القوى الأمنية على المعتصمين، سُمع صوت واضح جدّاً، لدرجة أنه يمكن لأيّ كان إدراك أنّ الصوت لم يأتِ من القوى الأمنية، كان الصوت يقول: «زتّ الكرسي عا نوال برّي»، وردّد العبارة مرّتين، والمضحك، أنّ برّي تلك لم تصرخ لحظة سقوط الكرسي المزعوم عليها، إنما بعد جلاء الصورة، ظهرت ممسكة كتفها بيد، والميكروفون بيد أخرى، بينما بدت تحليلات المعلّق جورج صليبي، أقرب إلى التعليمات منها إلى التحليلات، وكأنّي به يرشد برّي لأن تقول: «إذاً القوى الأمنية تستخدم القوّة المفرطة في وجه المعتصمين السلميين»!
الإقصاء
الاعتصام الثورة نباركه كلّنا، نحن اللبنانيين، على مختلف مشاربنا وانتماءاتنا. واللبنانيون الذين تخاطبوهم أيها الثائرون، بأمسّ الحاجة لأن يكونوا بينكم ومعكم، والتجربة خير برهان، إذ إن أعدادكم تضاعفت في اليوم الثاني من الاعتصام، وبعدما كنتم مجرّد عشرات صرتم ألوفاً. ولعمري أنّ هذا العدد كان سيزداد اضطراداً فيما لو سارت الأمور على النحو السليم، ولشهدت ساحات لبنان كلّها اعتصامات فرعية حتى يسقط هذا النظام الفاسد النتن. ولكنكم مسؤولون عن عدم تلبية نداءاتكم من قبل الشعب. لماذا؟
لأنكم ـ وبكلّ صراحة ومحبّة ـ مارستم الإقصاء الذي تنادون بعدمه وإعدامه. مارستم الإقصاء في كل تصريح أدلى به معتصم أو متحدّث بِاسم حملتكم، ومفاد هذه التصريحات يقول: «اللي قاعد ببيته ومش جايي لهون بلا كرامة وبلا شرف». هل تعرفون أنّ أكثر من نصف الشعب اللبناني «المعتّر» لا يمكنه الوصول إليكم لأنه لا يملك أجرة الطريق؟ هل راجعتم إحصاءاتكم واستطلاعات الرأي التي قمتم بها من خلال جمعياتكم وجامعاتكم، أنّ غالبية المواطنين الشباب عاطلون عن العمل ولا يملكون قرشاً واحداً في جيوبهم. كيف تقصونهم وتنعتونهم باللاشرف بينما قلوبهم معكم؟ فمن كان سيأتي إلى حضنكم تراجع.
الإقصاء مارستموه يا أصدقائي عندما توجّهتم إلى الشباب المنتمين إلى الأحزاب، أو مناصري الأحزاب، كلّ الأحزاب. وكلّنا نعرف أنّهم كثرٌ جدّاً. كنا نفضّل لو أنّكم استوعبتموهم بطريقة ما، بأسلوب ما، فالحوار يفضي إلى نتيجة. لا أن تشتموا تلك الأحزاب ورؤسائها، وتقولون للمتحزّبين أن يناصروكم. لن يفعلوا ذلك، إنما سيدافعون عن معتقداتهم.
وبالنسبة إلى الأحزاب، مع كل الاحترام لكل الأحزاب التي تختلف في ما بينها من حيث العقائد والمبادئ. هل اطّلعتم جيّداً على برامج تلك الأحزاب؟ أم أنّكم حصرتم غضبكم بأداء حكومة ولدت مشلولة عرجاء عمياء؟
على سبيل الذكر لا الحصر، هل يدرك معظمكم أن جلّ ما تنادون به، ينادي به الحزب السوري القومي الاجتماعي عبر كتلته النيابية الصغيرة منذ تسعينات القرن الماضي؟ وهل تعلمون أنّ لبنان كلّه وقتذاك اتّحد ضدّ هذه المقترحات؟ من قانون عصريّ للانتخابات النيابية يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة وعلى أساس النسبية، إلى قانون مدنيّ للأحوال الشخصية والزواج المدني الاختياري، إلى قانون العمل والحدّ من العنف الأسري؟
مطالبكم يا أعزائي يؤمن بها مناصرو الأحزاب، لكنّكم بشتمكم الأحزاب تقصون أولئك عنكم.
الأخلاق والمصطلحات
بالنسبة إلى كثيرين، حتّى لو بلغ فيهم السخط مبلغاً، فإنّهم يؤمنون أنّ كلّ خطّة، مهما سمت أهدافها، ستكون فاشلة من دون أخلاق. وكم نأسف للشعارات التي رُفعت في الاعتصام، والتي زيّنت الصفحة على «فايسبوك» الخاصة بالحركة التي نظّمت الاعتصام، فإنّ هذه الشعارات لا تنمّ عن سموّ وارتقاء في التعاطي مع الأمر الجدّي. وهذا لا يعفي الطبقة السياسية الحاكمة من الصفات التي وُصمت بها عبر الشعارات. ولكن ما الذي يعنيه نعت كلّ مسؤول بأنه «زبالة»؟ ما الذي ترمي إليه اللافتة التي رُسمت بها تلك الإشارة غير اللائقة بالإصبع؟ لماذا تركتم أناساً معروفين لدى الجميع يصادرون ثورتكم بلاأخلاقيتهم، ومنهم مراسل قناة «الحرّة» الأميركية «م عاصي»، الذي رفع لافتةً واصفاً فيها كلّ رمزٍ حزبيّ بأنّه «زبالة»؟ هل درستم تداعيات ذلك على الشارع المتحزّب في كلّ المناطق؟ وإن فعلتم ذلك فلماذا لم تستدركوا الكارثة؟
المطالب
أما في المطالب، والتي نعتبرها محقّة كلّها، من النفايات إلى الكهرباء والماء والبطالة والتعليم والمدنية والمواطنة وسلسلة الرتب والرواتب والانتخابات النيابية ووو… القائمة لا تنتهي، لماذا لم تسلّط الحملة الأضواء على مطلبٍ أساس في البداية، يكمن في حلّ هذه الدولة المشلولة، وانتخاب رئيس للجمهورية ومجلس نيابيّ جديد على أسس لن نكرّرها، وتشكيل حكومة تستطيع إنقاذ الوطن من هذا المستنقع الآسن، ثمّ تأتي المطالب الأخرى كتراكم مطلبيّ يتحقّق كلّ حين. إن عشوائية المطالب وكثرة المصرّحين بها أضاعتا أهداف الحملة من أساسها، وحوّلتاها إلى مجرّد ثورة «ضايعة»، على نسق «ضيعة ضايعة»!
كلمة أخيرة
أخي الثائر، أختي الثائرة، الشعب اللبناني الذي تعب من كثرة المنادين بِاسمه توّاق لثورة تطيح كلّ هذا النظام العفن، وإن تنكّبتم مهمة الثورة بِاسمه، فجلّ ما نطلبه منكم ـ وبكل محبّة ودعم ـ أن ترتقي الثورة لوجع هذا الشعب المسكين، لا أن تساهموا في إجهاضها قبل ولادتها.
ثقوا بأنفسكم وبقدسية حراككم، والفظوا المندسّين ـ «زعراناً» ومتأمركين ـ من بينكم، وارتقوا بخطابكم، تجدون الشعب اللبناني كلّه معكم. وبئس حكومة لا تحاور الشباب في تطلّعاتهم، إنما ترفع بينها وبينهم جداراً إسمنتياً عازلاً، قد يعزل شارعين نعم، لكنّه لن يعزل الصوت المدوّي.
لكم النصر في ثورتكم على الفساد، وللشهداء الذين ارتقوا خلال الحراك المجد، وثقوا أن الفجر قريب.