جريحان في تدافع تظاهرة «بدنا نحاسب» بعد رشق قوى الأمن بالمولوتوف والحجارة
فيما أزيل الجدار العازل من أمام السراي الحكومية بطلب من رئيس الحكومة تمام سلام، لم تخلُ تظاهرة «بدنا نحاسب» في ساحة رياض الصلح مساء أمس من صدامات بين القوى الأمنية وبعض المتظاهرين بعد رمي هؤلاء قنابل مولوتوف وحجارة على عناصر قوى الأمن الداخلى خلف الشريط الفاصل، ما أدى إلى حصول تدافع بين الجانبين أدى إلى وقوع جريحين من المتظاهرين.
وحاول المنظمون إعادة التظاهرة إلى سلميتها هاتفين «سلمية سلمية» وقاموا بطرد الذين لا يلتزمون بسلمية التظاهرة وعاد الهدوء إلى المنطقة. وأعلنت اللجنة المنظمة أنها غير مسؤولة عن أي أحد من المشاركين بعد الساعة التاسعة مساء في وسط بيروت.
وكان المتظاهرون بدأوا بالتوافد إلى وسط بيروت عند الساعة السادسة عصراً، بدعوة من «اتحاد الشباب الديمقراطي» وحركة الشعب، رافعين الأعلام اللبنانية ولافتات تعبّر عن غضبهم واستيائهم من أداء الحكومة تجاه العديد من الملفات، مرددين هتافات تطالب بـ«إسقاط النظام والثورة على الفساد».
كما عبّروا عن رفضهم إقامة مطمر للنفايات في عكار، مؤكدين أنهم سيرفضونه بكل الوسائل.
وصدر بيان عن المتظاهرين أعلنوا فيه ان «الفساد هو اصل كل المشاكل والأزمات. بالفساد نهبوا الدولة ونهبوا الوطن ونهبوا الشعب، بالفساد جوعونا وجوعوا اطفالنا. صبرنا على الضيم، صبرنا طويلاً على الجوع والظلم والحرمان، واليوم بدنا نحاسب. بدنا نحاسب اللصوص والنهابين، بدنا نحاسب كل واحد من هذه الطبقة السياسية الموبوءة، بدنا نحاسب، لكي نسترد من خزائنهم وقصورهم، تعبنا وعرقنا وحقنا في الحياة. بدنا نحاسب، فنحن أصحاب الوطن وأصحاب الحق، فكم نصحناهم، ونصحناهم بتوسيع السجون، فرومية لا تتسع لكل هذه العصابة».
اعتصام في بعلبك
وفي بعلبك، نفذت مجموعة «بدنا نحاسب» اعتصاماً أمام سراي بعلبك الحكومية، ورفع المشاركون خلاله لافتات تطالب بالمحاسبة في مواضيع وملفات الاقتصاد، ضمان الشيخوخة، الأمن، أخطاء دائرة النفوس، المياه، الكهرباء، المديونية، التأمين، السرقة، هدر المال العام، النفايات، المحسوبية، التهميش، الفوضى، الفلتان الأمني، الفساد والغلاء.
وألقى أحمد العرب كلمة باسم المجموعة قال فيها: «نجتمع اليوم ضمن سياق الانتفاضة الشعبية الوطنية، وعلى وقع القمع الدموي الذي حصل في بيروت، كي نطلب باسمكم وباسم مجموعة «بدنا نحاسب»، من الجهات العدلية المختصة أن تتحمل مسؤولياتها الطبيعية بمحاسبة من أعطى الأوامر بإطلاق النار على المعتصمين واستعمال العنف بحقهم، وإطلاق سراح جميع المعتقلين والتعهد بعدم ملاحقتهم لاحقاً».
وطالب بـ«إحالة الملفات المتعلقة بالفساد والرشاوى التي تكلم عنها رئيس الحكومة تمام سلام إلى النيابة العامة المالية والقيام بالتحقيقات والمحاسبة الضرورية».
واختتم: «سنبقى وإياكم على درب النضال حتى تحقيق هذه المطالب وحتى تأمين حقوق المواطنين وقطع يد الفساد».
… وحاصبيا
كذلك، نظم عدد من الشبان والشابات من حاصبيا اعتصاماً سلمياً في ساحة السراي الشهابية، تضامناً مع حملة «طلعت ريحتكم»، في حضور حشد من أبناء البلدة رافعين الشعارات المطالبة بالحقوق والاعلام اللبنانية.
وألقى الناشط الاجتماعي وسيم سابق باسم المعتصمين البيان التالي: «جئنا اليوم لنقول نعم للبنان الواحد الموحد. نعم للبنان السلام والطمأنينة والإستقرار. نعم للبنان الخالي من المكبات العشوائية والمطامر. نعم للبنان النظيف لبنان فرز النفايات من المصدر والتي بدأنا بها في حاصبيا منذ فترة. جئنا لنقول كفانا هدراً لموازنة الدولة واليوم لموازنة البلديات».
نقابة المصورين
وأوضحت نقابة المصورين الصحافيين في بيان من جهتها، أنه «بعد أن هدأت الأحداث وكي لا يضيع صوتنا في ظل ما حصل خلال الأيام المنصرمة من تحركات واعتصامات وتظاهرات، وأمام هول ما حصل بحق الصحافيين من مصورين وإعلاميين من تعدٍ بالضرب والإهانات وتكسير كاميراتهم ودخول عدد منهم الى المستشفى، وبخاصة ما تعرض له الزملاء حسين الملا من وكالة «الأسوشييتد برس»، مروان طحطح من جريدة «الأخبار»، محمد حنون من «سكاي نيوز – عربية»، سمير بيتموني من «أل بي سي»، حسن شعبان من جريدة «الدايلي ستار»، محمد دقة وسهيل موسى من قناة «المستقبل»، سعد الدين الرفاعي من تلفزيون «الجديد» وغيرهم من الزملاء، هذه الاعتداءات موثقة بالصوت والصورة».
واستنكرت النقابة ما حدث، مناشدة وزير الداخلية نهاد المشنوق وكل المعنيين «فتح تحقيق عاجل لتبيان الحقائق ومعاقبة المسؤولين عن التعدي الذي حصل، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على الاعلاميين»، وقالت: «المصورون والصحافيون والاعلاميون ليسوا مكسر عصا ومهنتهم تقتضي نقل الحقيقة، وتتطلب وقوفهم في الصفوف الأمامية لنقل صورة ما يحصل من أحداث».
ودعت «القيمين على المؤسسات الإعلامية باتخاذ الموقف الضروري لتلافي تكرار ما حصل ويحصل».