اتصال روسي ـ سعودي ولقاء ايراني ـ تركي والأولوية سورية

حمّل المبعوث الأممي السابق إلى سورية الأخضر الابراهيمي المجموعات المسلحة مسؤولية شنّ هجوم بأسلحة كيماوية في خان العسل في مدينة حلب، في شهر آذار العام الماضي والذي أدى الى استشهاد أكثر من 30 شخصاً واصابة 150 آخرين بجروح وبآثار مواد كيماوية.

وفي مقابلة لأسبوعية «دير شبيغل» الألمانية قال الإبراهيمي الذي استقال أخيراً «ظنوا أن الرئيس بشار الأسد سيسقط سريعاً فدعّموا الحرب عليه»، مضيفاً أن «الكثير من الدول أساء تقدير الأزمة السورية حيث توقعوا انهيار حكم الأسد مثلما حدث مع بعض الزعماء العرب الآخرين، وهو خطأ تسببوا في تفاقمه بدعم جهود الحرب بدلاً من جهود السلام».

وحذر الإبراهيمي مما سماه صومالاً ثانياً في سورية، ومن انفجار كامل المنطقة المحيطة بها إذا لم يجر التوصل إلى حلّ، وقال: «إن سورية تتّجه لأن تصبح دولة فاشلة يديرها زعماء ميليشيات على غرار الصومال، معتبراً أنه من دون تضافر الجهود للتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية في سورية» يوجد خطر جدي لأن تنفجر المنطقة بأسرها، مشيراً إلى أنّه لن يبقى الصراع داخل سورية.

جاء ذلك في وقت بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره السعودي سعود الفيصل مسألة تسوية الأزمة السورية، حيث أفادت الخارجية الروسية في بيان لها، أن الوزيرين تطرقا خلال مكالمتهما الهاتفية التي حصلت أمس الى عدد من القضايا الدولية والإقليمية المهمة، وتم إيلاء اهتمام خاص لمهمة إيجاد تسوية سياسية دبلوماسية للأزمة السورية، وغيرها من حالات النزاع في المنطقة.

كما تناول سيرغي لافروف وسعود الفيصل الوضع الراهن في العلاقات الروسية السعودية وآفاقها، وأكدا استعداد الجانبين لتفعيل هذه العلاقات بما في ذلك التعاون التجاري والاقتصادي وفي مجال الطاقة حيث تتوافر إمكانات ضخمة للمضي قدماً.

من ناحيته، دعا رئيس الوزراء القطري عبدالله آل ثاني مجلس الأمن الدولي إلى فرض وقف لإطلاق النار في سورية ووضع حد للنزاع الذي يشكل بحسب قوله «خطراً حقيقياً على وحدة سورية».

وقال عبدالله في افتتاح المنتدى الـ11 للولايات المتحدة والعالم الإسلامي في الدوحة أمس، أنه «بات لزاماً على المجتمع الدولي، بخاصة مجلس الأمن، واجب التحرك العاجل والحاسم بإصدار قرار بوقف إطلاق النار للحفاظ على أمن وحماية الشعب السوري واستقرار المنطقة بأسرها». واعتبر أن «الأزمة السورية تشكل خطراً حقيقياً على وحدة سورية الشقيقة»، مشدداً على أن الوضع في سورية «يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي للعمل على وقف إراقة الدماء وتشريد السوريين وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري». ويذكر أن قطر تعد من أبرز الداعمين للمعارضة السورية المسلحة.

وفي السياق، تعهد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والتركي عبد الله غُل بالتعاون لوضع حد للنزاعات التي تهز منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمها النزاع في سورية، حيث أكد غُل في مؤتمر صحافي مشترك مع روحاني في أنقرة أمس، عزم الطرفين على «إنهاء المعاناة في المنطقة»، مضيفاً أن الخطوات المشتركة بين تركيا وإيران من شأنها أن «تساهم بقسط جدي في هذا المجهود».

وأعلن روحاني عزم إيران وتركيا، بصفتهما أكبر دولتين في المنطقة، على مكافحة التطرف والإرهاب هناك، قائلاً: «إن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط لا يخدم مصالح أحد، لا في المنطقة ولا في العالم».

وفي ما يتعلق بالوضع في كل من سورية ومصر قال روحاني إنه من الأهمية أن تتمتع كلتا الدولتين بالاستقرار والأمن واحترام خيار شعبيهما، وأن «يوضع حد للحرب وإراقة الدماء والتطاحن بين الأشقاء».

ورأى روحاني في برقية تهنئة وجهها الى الرئيس بشار الأسد أمس، أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية بنجاح جسد إرادة الشعب السوري المقاوم لتعزيز حضوره على الساحة السياسية وتقرير مصيره.

جاء ذلك في وقت أصدر الرئيس الأسد أمس، مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 9 حزيران عام 2014، حيث يقضي المرسوم بتخفيف عقوبات الإعدام والأشغال الشاقة المؤبدة والسجن المؤبد وغيرها من الجرائم المرتكبة قبل صدور القرار.

وينص المرسوم على العفو عن كامل العقوبة لمن بلغ عمرهم 70 سنة والمصابين بمرض غير قابل للشفاء ولمرتكبي الجنح والمخالفات وعدد كبير من الجرائم، بينها جرائم الفرار الداخلي والفرار الخارجي المنصوص عنها في بعض مواد قانون العقوبات العسكرية.

كما يعفي المرسوم من العقاب «من دخل إلى سورية من غير السوريين بقصد الانضمام الى منظمة إرهابية أو ارتكاب عمل إرهابي إذا بادر إلى تسليم نفسه إلى السلطات المختصة خلال شهر من تاريخ صدور هذا المرسوم التشريعي»، حيث أشار وزير العدل السوري نجم الأحمد الى أن المرسوم يأتي في إطار المصالحة والوحدة الوطنية بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري.

ميدانياً، واصل الجيش السوري والقوات الرديفة عملياته العسكرية في محيط العاصمة دمشق، واستهدف تجمعات للمسلحين في جسرين وزبدين ودير العصافير ووادي عين ترما ومحيط المليحة، فيما استهدفت وحدات اخرى تجمعات ومراكز للمسلحين في محيط وداخل دوما، حيث اشارت معلومات لـ«البناء» الى أن عملية عسكرية واسعة يحضر لها الجيش السوري ستنطلق خلال الفترة القادمة لتطهير دوما من المسلحين، فيما استهدفت وحدات اخرى مسلحين في جوبر وزملكا وحرستا وداريا وخان الشيح وعدرا العمالية وعدرا البلد.

وفي حلب واصل الجيش عملياته داخل ومحيط المدينة مستهدفاً مراكز وتجمعات للمسلحين في الجندول ومارع وتل قراح وحريتان وحندرات والمنصورة وخان العسل ورسم العبود وجديدة وكويرس وهنانو وتل رفعت وحيان ودارة عزة وتل جبين وبابيص والمدينة الصناعية والليرمون والمسلمية وضهرة عبد ربه والشيخ سعيد والراشدين والزهراء وقاضي عسكر وكرم ميسر والمرجة وبستان القصر وبستان الباشا.

وفي الجنوب نفذ الجيش السوري والقوات الرديفة عمليات في مناطق تل أحمر شرقي والطرف الجنوبي الشرقي لبلدة عتمان وفي منطقة الكسارة على تقاطع زمرين سملين وفي حي البجابجة بدرعا البلد وقرية الدواية الكبيرة بريف المدينة الغربي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى