ألمانيا تلغي تطبيق معاهدة دبلن بالنسبة إلى اللاجئين السوريين
قالت مصادر إعلامية أن برلين ألغت قانون إعادة اللاجئين السوريين إلى أول دولة أوربية دخلوها، فيما رجحت المفوضية الأوروبية أن يزداد عددهم خلال الأشهر المقبلة.
ورجحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور ما يقارب 3000 شخص يومياً إلى مقدونيا خلال الأشهر المقبلة وفي مقدمهم سوريون فارون من الحرب في بلادهم.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنج: «لا نرى نهاية لتدفق البشر خلال الأشهر المقبلة»، مشيرة إلى استمرار العنف في العراق وسورية وتفاقم أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان.
وأفادت بأن دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة يجب أن تضمن توزيعاً عادلاً لطالبي اللجوء. وتابعت: «نؤمن بقوة أن بمقدور أوروبا القيام بهذا الأمر إذا اتخذت الإجراءات الصحيحة».
من ناحيتها، دانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعمال العنف التي دارت في مدينة هايدناو الألمانية الصغيرة في نهاية الأسبوع الماضي، إثر اعتداء مئات من مؤيدي الحزب اليميني المتطرف على مركز للاجئين، يأتي ذلك قبل زيارتها للمركز، فيما ندد رئيس البوندستاغ بالاحتجاجات وأعمال العنف ضد اللاجئين، واصفاً إياها بـ«العار» على الشعب الألماني.
وفي سياق متصل ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «تلغراف» أن السلطات الألمانية ألغت بصمت تطبيق معاهدة دبلن بالنسبة للاجئين السوريين، التي تنص بنودها على إعادتهم إلى أول بلد أوروبي دخلوه، بالتزامن مع توافد الآلاف منهم براً من اليونان إلى مقدونيا في طريقهم نحو ألمانيا، ويأتي هذا القرار الذي دخل حيز التنفيذ في الـ 21 من آب الحالي، نقلاً عن تصريح مصدر ألماني لم يسمّ.
وسبق أن نقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية عن الحكومة الألمانية، قولها إن كل أوامر الطرد بحق طالبي اللجوء السوريين ستلغى، وستصبح ألمانيا المسؤولة عن طلباتهم.
وتعتبر إعادة اللاجئين إلى الدول التي تم أخذ بصماتهم فيها بالقوة كمقدونيا وبلغاريا وهنغاريا من أبرز المشكلات التي تواجه اللاجئين السوريين، ودفعت ببعضهم إلى محاولة الانتحار، نظراً لسوء الأوضاع في الدول المذكورة.
وكانت الحكومة الألمانية رفعت بصورة كبيرة من توقعاتها الخاصة بأعداد اللاجئين لهذا العام ليصل إلى 800 ألف شخص، رافقها ارتفاع كبير في عدد الهجمات على اللاجئين ودور استقبالهم إلى مستوى غير مسبوق.
وفي السياق، نشب حريق في موقع كان مخططاً استخدامه في إيواء لاجئين في مدينة ناون بولاية براندنبورغ شرق ألمانيا، ورجحت الشرطة الألمانية بحسب المعلومات الأولية أن يكون الحريق متعمداً، مستبعدة فرضية العطل الفني لاندلاع الحريق.
يذكر أن مدينة ناون شهدت هذا العام تظاهرات عدة مناهضة لاستقبال طالبي اللجوء، وفي شباط الماضي تعرض المجلس المحلي للمدينة لمضايقات من متظاهرين يمينيين متطرفين خلال اجتماع لمناقشة استقبال لاجئين، ما أدى إلى وقف الاجتماع.