زيارة أوباما الأوروبيّة: تحريض «الناتو» لمواجهة روسيا

شهدت الساحة السياسية الأميركية ترويجاً واسعاً وآمالاً كبيرة علقت على زيارة الرئيس باراك أوباما لكلّ من بروكسل لحضور مؤتمر قمة الدول الصناعية السبع باستثناء روسيا، وفرنسا للاحتفال بمعركة الحلفاء التي عدت حاسمة لهزيمة النازية تمثلت بإنزال عسكري ضخم على شواطئ مقاطعة نورماندي الفرنسية. أيضاً ترتب على الزيارة مساعي أميركية كبيرة لـ»تفعيل» حلف الناتو عسكريّاً وإعادة الدول الأوروبية المشاركة الى حظيرة الحلف في ظل أوضاع اقتصادية داخلية متردّية، وإعلان أوباما تبعه أيضاً تصريح وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ، أن بلاده استحدثت صندوقاً مالياً بقيمة مليار دولار لدعم مساهمات الأوروبيين بغية حضّهم أيضاً على «إعادة هيكلة تراتبية الحلف» من دون المساس بأهدافه «وإنشاء قوات تدخل عسكري تابعة له للانتشار في ساحات الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا».

الأهمّ ربما التوقعات المتباينة والمتناقضة أحياناً بإمكان لقاء ثنائي مباشر بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث أهم الملفات الساخنة بين البلدين: أوكرانيا وسورية، اللتين شهدتا انتخابات رئاسية متزامنة حظيت الأولى بدعم وتأييد أميركي، بينما واجهت الثانية مقاطعة استباقية للنتائج ووصفها بأقذع الأوصاف قبل حدوثها، لتؤكد نتائجها التفاف ملايين الشعب السوري والإدلاء بأصواتهم بكثافة لافتة حفاظاً على الدولة السورية ومشروعها الوطني.

اللقاء المرتقب خيّب آمالاً عديدة بعد تمنّع الرئيس أوباما الظهور مع الرئيس بوتين أو بالقرب منه، مما اضطر المضيف الفرنسي، فرانسوا هولاند، الى تناول مأدبة العشاء مرتين بفاصل ساعتين مع الضيفين من دون أن يلتقيا. أحد مستشاري الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي والمرافق له في الزيارة، بن دورس، صرّح بأنّ الرئيسين أوباما وبوتين أجريا لاحقاً مناقشة ثنائية على هامش مراسيم الاحتفال، مشدداً على أنها مناقشة غير رسمية محادثة غير رسمية وليست اجتماعاً ثنائياً رسمياً في أعقاب إعلان قصر الإليزيه عن لقائهما.

لعل ما كان يدور في ذهن الرئيس أوباما امتعاضه الشديد من إعلان فرنسا قبل ساعات قليلة من لقاء القمة أنها ماضية قدماً في تلبية التزاماتها التجارية نحو روسيا التي اشترت سفينتين حربيتين من طراز «ميسترال» لحمل قوات مشاة البحرية والطائرات العمودية المقاتلة.

ترتيبات الزيارة الرسمية للرئيس أوباما أصيبت بانتكاسة «عملياتية» قبل أن تبدأ، إذ تعرّض المسؤول الأميركي «الكبير» المكلّف بالترتيبات في نورماندي الى إصابة خطيرة بأنفلونزا الخنازير، H1N1، قبل بضعة أيام من بدء الزيارة نقل على أثرها الى المستشفى لتلقي العلاج وأرفقها السلطات الفرنسية بالإعلان عن تعرض نحو عشرين مواطناً للاصابة بالمرض والاشتباه بتعرض عشرة آخرين للعارض نفسه.

الحوادث والتطورات الدولية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق أعادت تسليط أضواء أعضاء حلف الأطلسي على استمرار المساهمه في الموازنة ومبررات وجوده، لا سيما أن الهدف المعلن لتأسيسه تبخر، أي حماية الدول الغربية أراضي ألمانيا الاتحادية من هجوم بري مدرع مصدره حلف واسو.

تسابق دول أوروبا الشرقية سابقاً الى الفوز بعضوية حلف الأطلسي الناتو بعد خروجها من عباءة حلف وارسو أحيا الأمل برفد الأول بدماء جديدة في البداية، بخاصة دول بحر البلطيق الثلاث: لاتفيا وإستونيا وليتوانيا، سرعان ما رافقتها مضاعفة الأعباء العسكرية الملقاة على عاتق الأطلسي نظراً إلى هشاشة القوات العسكرية لتلك الدول التي «لا تملك أي طائرة مقاتلة وبالكاد تستطيع تخصيص ثلاث مدرعات مجتمعة». للدلالة على مدى الأزمة الاقتصادية المرافقة، طُلِب من إستونيا تخصيص 2 في المئة من ناتجها القومي السنوي للإنفاق على الشؤون العسكرية، تليها دول البلطيق الأخرى في تخصيص نسبة متصاعدة من الدخل السنوي للشؤون العسكرية.

الدول الأوروبية الرئيسية في الحلف تقتطع أضعاف تلك النسبة من ناتجها السنوي للإنفاق على الشؤون العسكرية، والتي تحضّها واشنطن باستمرار على المشاركة بنسبة أعلى من الدخل القومي وتراجعت قليلاً أمام شبح التضخم والمصاعب الاقتصادية. وامتثلت كل من بريطانيا واليونان للمساهمة بنسبة 2 في المئة، جنباً الى جنب مع مساهمة إستونيا، ما دفع اليونان الى تبرير خطوتها بأنها جاءت بدافع التصدي للأطماع التركية وليس لمواجهة روسيا. باقي الدول كانت مشاركتها أدنى من تلك النسبة: بولندة 1.8 في المئة ألمانيا 1.3 في المئة، إيطاليا 1.2 في المئة واخفقت كل من فرنسا وتركيا في المساهمة المطلوبة. الأمر الذي تسبب بتراجع الموازنة العامة لحلف الناتو 1.6 في المئة للعام المنصرم.

في المقابل، بلغ إنفاق الولايات المتحدة نحو 4.1 في المئة من الناتج القومي على الشؤون العسكرية.

تبدّلات في مهمّة حلف «الناتو»

استطاعت الولايات المتحدة تطوير مشاريع هيكلية القوة العسكرية للحلف من تشكيلات عسكرية تقليدية، قبل انهيار حلف وارسو، الى قوات أصغر حجماً سريعة الحركة تستخدم في مهمّات التدخل السريع عبر العالم، ما انعكس خفضاً للإنفاق الأوروبي على القوات العسكرية وتحويلها المدخرات للانفاق على البرامج الداخلية. وسارع بعض الخبراء الغربيين الى توصيف حلف الناتو بعد انتهاء الحرب الباردة بـ «حلف من الديمقراطيات أكثر منه حلفاً عسكرياً». المعلق اليميني المعروف، شارلز كراوثهامر، تنبأ عام 2002 بأنه «ينبغي إعادة النظر في دور حلف الناتو ليصبح أكثر فائدة. ومهمته الجديدة أن يهتم باستدراج روسيا كحاضنة لدخولها إلى أوروبا والتكامل مع الغرب. وذلك عائد تماماً الى تحوّل الناتو من حلف عسكري الى نادٍ من الديمقراطيات عابرة للمحيط الأطلسي يسهّل على روسيا الانضمام بسلاسة. حلف الناتو القديم ولى. دعونا نستقبل روسيا للانخراط في الحلف الجديد».

غني عن القول إن تلك النبوءة ولت أيضاً، بيد أن الحلف لن يكون بوسعه العودة إلى ممارسة مهمته الأصلية بتجهيز ومرابطة قوات عسكرية تقليدية ضخمة على الأراضي الألمانية من ضمن خطة طوارئ. إذ برزت ساحات مواجهات متعددة تنتظر ما سيفعله الحلف، فضلا عن ضرورة تخصيص موارد إضافية لحماية بعض أعضائه الضعفاء وإعانتهم على النهوض والاعتماد على قواهم الذاتية.

بناء على ذلك، تحتل بولنده مركزاً متقدماً وحيوياً في النظرة المتجددة إلى الحلف لا سيما وأنها تملك اكبر مؤسسة عسكرية، عدة وعتاداً، بين منظومة دول أوروبا الشرقية وتنتهج سياسات عدوانية ضد روسيا. كما ساهمت بولنده في إرسال عدد من قواتها العسكرية ضمن قوات حلف الناتو الى أفغانستان، ما يعزز امتلاكها نواة قوات عسكرية مدربة. ولدى القوات العسكرية البولندية نحو 900 مدرعة وما ينوف عن 100 طائرة مقاتلة، معظمها من صناعة الاتحاد السوفياتي لكنها تسندها بمدرعات ألمانية حديثة من طراز «ليوبارد».

يدرك القادة العسكريون والاستراتيجيون الأميركيون ضعف القوات العسكرية لدى دول الحلف التي تشترك حدودياً مع روسيا، باستثناء تركيا وبولنده، الأمر الذي يستدعي تشعب مهمّات الحلف في التصدي لروسيا بتحريك قوات عسكرية تقليدية بطيئة الحركة ترافقها قوات محمولة سريعة الحركة تتخذ مواقعها على الفور على أراضي الدولة العضو في الحلف المهددة، وتستطيع الاشتباك سريعاً مع القوات الروسية.

شرعت الولايات المتحدة العمل لتحقيق ذلك منذ زمن، وارسلت في شهر نيسان الماضي نحو 600 عنصر من المظليين من اللواء 173 المحمول جواً للمرابطة في أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولنده «للاشتراك في مناورات عسكرية يجريها الحلف». كما عززت المفرزة الجوية البولندية بطائرات مقاتلة إضافية من طراز إف-16 مع طواقمها بغية التواصل وتنمية سبل التعاون مع سلاح الجو البولندي. إضافة إلى ثلاث طائرات نقل ضخمة من طراز C-130J التي ترابط في قاعدة بوويدز الجوية في بولنده، كجزء من إجراءات التناوب العادية التي تتم كلّ أسبوعين.

يجادل أولئك الخبراء والاستراتيجيون أن لحلف الناتو ضرورة أخرى تتمثل بنشر قوات ومعدات مسبقاً في الدول التي تشترك حدودياً مع روسيا، ما يعزز مهمتها كقوة اشتباك أولية تسمح لرفدها بتعزيزات سريعة في زمن الأزمات.

تشكل العمليات الجوية لحلف الناتو في دول بحر البلطيق تطبيقاً باكراً على إبعاد المهمات المقبلة. ونشرت الولايات المتحدة في آذار الماضي ست طائرات مقاتلة أخرى من طراز F-15C لتعزيز الطائرات الأربع من الطراز ذاته والمرابطة في ليتوانيا تمكنها من تحريك سريع للطائرات المعترضة المتوافرة لدى سلاح الجو بغية حماية دول البلطيق. بدأ جدول التناوب للقوات الأميركية مطلع العام الجاري وانتهى في مطلع أيار، ومنذ ذلك الحين تسلمت كل من بولنده وبريطانيا وفرنسا والدانمارك مهمات الحماية الجوية لبلدان بحر البلطيق. كما اقدم حلف الناتو على تعزيز وجود قواته العسكرية في جنوب شرق أوروبا، رغم تراجع واضمحلال فرص تعرضها لتهديد ما. وساهمت كندا بطائرات مقاتلة لتعزيز مهمات قوات الحلف في الحماية الجوية هناك. فضلاً عن ذلك، ثمة قوات التناوب للبحر الأسود ومقرّها قاعدة «ميخائيل كوغالنيشيانو» الجوية في رومانيا وتتضمن مرابطة نحو 250 عنصراً من قوات مشاة البحرية الأميركية المارينز ، يضاف إليها نحو 500 جندي و 175 عنصر مارينز أميركياً يقيمون على نحو موقت في القاعدة الجوية المذكورة. قوات مشاة البحرية هي من مكوّنات قوات المارينز الخاصة لمهمات جو-ارض، شكلت بغية نشرها سريعاً للتعامل مع عدد كبير من العمليات العسكرية في أفريقيا وأوروبا.

بالعودة إلى اللقاء قمة حلف الناتو في بروكسيل تجدر الإشارة الى اتخاذها تدابير إضافية لبلوغ تعزيز عاجل لقوات دول الحلف. إذ صادق وزراء دفاع الحلف على «خطة عمل للاستعداد القتالي» وترمي إلى تطوير قدرات قوات التدخل لدول الحلف، وتحديث القدرات الاستخبارية والاستطلاعية للحلف، وتخزين معدات ولوازم عسكرية مسبقاً في دول الحلف المطلة على روسيا، وتركيز هدف التدريبات العسكرية لقوات الحلف على مواجهة التهديد الروسي. الولايات المتحدة من ناحيتها وعدت بتوفير بضعة آلاف من القوات العسكرية لتعزيز قوات التدخل السريع، تتضمن لواء من قوات فرقة الفرسان الأولى وعدداً من طائرات تزويد الوقود جواً وسفناً حربية مرافقة.

كما صادق وزراء الدفاع على خطة أعدتها ألمانيا لتعزيز وجود القوات متعددة الجنسية في دول أوروبا الشرقية. ورحب الأمين العام للحلف بقرار الدانمارك وألمانيا وبولنده لرفع جهوزية القوات متعددة الجنسية المرابطة في الشطر الشرقي الشمالي من بولنده. وقال «من شأن القرار شد عضد قدراتنا للتعامل مع التحديات المستقبلية في المنطقة. فضلاً عن أنها مساهمة معتبرة لمسألة الدفاع المشترك».

في سياق هذا التمدّد وتجديد المهمات المنوطة بحلف الناتو ينبغي لقيادته تعزيز سبل التعاون مع الدول غير الأعضاء في الحلف «والمؤيدة للغرب»، وعقب لقاء وزراء دفاع الناتو مع نظيرهم الأوكراني، ميخائيل كوفال، أعرب المجتمعون عن دعمهم الحكومة الأوكرانية في سعيها إلى بسط الأمن وتحقيق الإصلاحات الدفاعية. كما أجمع أعضاء اللقاء على بلورة حزمة مساعدات شاملة لأوكرانيا من شأنها تثبيت أقدام قواتها المسلحة، وسيتم التوصل إلى الصوغ النهائي في الأسابيع المقبلة.

تدرك قيادة حلف الناتو قصور إمكاناتها في نشر وحدات عسكرية كبيرة في «الدول الأمامية» وحاجتها إلى تصعيد وتيرة الدورات التدريبية التي تتطلب تدوير قوات إضافية على أراضي تلك الدول، وفي الوقت نفسه تعزيز أطر التعاون مع القوات المسلحة المتعددة. ونفذت قيادة الحلف العسكرية مناورات عسكرية كبيرة أطلقت عليها مناورات «الرمح الثابت» على أراضي أستونيا بدأت في 16 ايار وانتهت في 23 منه. وشارك في المناورات نحوة 6,000 جندي من بلجيكا ودانمارك وأستونيا وفرنسا ولاتفيا وليتوانيا وبولنده وبريطانيا، فضلاً عن مشاركة أميركية. يشار الى أن عدداً لا بأس به من القوات المشاركة تموضع مسبقاً في أستونيا والمشاركة في مناوراتها التي بدأت في 5 أيار وامتدت بهم المهمة للمشاركة في مناورات حلف الناتو لاحقاً.

المستجدات الهيكلية على حلف الناتو قد تستدعي بقاء وحدات مدرعة في الخدمة بعد نيلها إرشادات بالتسريح، منها عدد تابع لأعضاء الحلف المشارك في الحرب على أفغانستان والذين كانو يتأهبون لإخراج المدرعات الثقيلة من ساحة القتال. وقد تشمل المتغيرات إعادة الاهتمام بتقنية المدرعات وتعاظم الاعتماد عليها أكبر مما شهدته إبان العقد المنصرم. وسيحظى قطاع المجمع الصناعي العسكري الأميركي بنصيب الأسد من الموازنات المرصودة للقوات العسكرية وجهود تحديث معداتها ولوازمها.

هل تكفي التدابير المتخذة؟

بعد انتهاء الحرب الباردة وتقليص موازنات الإنفاق العسكرية تراجع حجم قوات حلف الناتو، وتصاعدت المشاورات بين اعضاء الحلف سعياً إلى ترميم توجهات الحلف بما يلائم التحديات الراهنة، وإفساح المجال لكل دولة عضو المضي في تحديث قواتها العسكرية.

لا يزال الحلف ينعم ببعض المزايا مثل تضخم النطاق الدفاعي عما كان الأمر خلال الحرب الباردة، إذ وقعت معظم دول أوروبا الغربية آنئذ تحت مرمى نيران القوات السوفياتية. أما اليوم، فقد غاب هذا التهديد عن كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وأضحى أكثر تعقيداً بالنسبة إلى روسيا أن تقدم على توجيه ضربات عسكرية محكمة إلى دول الحلف الأساسية.

يصنف القادة العسكريون الأميركيون من ضمن مزايا الحلف تطور التقنية العسكرية المتقدمة لدوله الأساسية: أميركا، بريطانيا فرنسا وألمانيا بينما لا يزال الجيش الروسي يعتمد على معدات من مخلفات الحرب الباردة، على ما يقولون.

من المزايا الأخرى للحلف أن نهاية الحرب الباردة وفرت له فرصة لبلورة قوات للتدخل السريع يسعها القيام بمهمات قتالية، مثلما يحصل في أفغانستان، ويتم إعدادها لمواجهات مباشرة مع القوات الروسية. والفرصة هذه حفزت قيادات الحلف على تعويض القصور في الانتشار الواسع في دول أوروبا الشرقية مترامية الأطراف الى الاعتماد على قوات سريعة الحركة يسعها الانخراط على الفور في أي ساحة تتطلب ذلك. يشار الى أن تلك القوات تتضمن عدداً كبير من العناصر القتالية المجرّبة في العراق وأفغانستان، ما يعزّز أداءها الميداني أضعاف عددها المباشر.

يزهو قادة حلف الناتو بامتلاكهم شبكة واسعة ومنتشرة من سبل الدعم اللوجستي في المستويين العسكري والتجاري. الأمر الذي يترجم بنشر سريع وناجع للقوات المطلوبة في دول أوروبا الشرقية عند نشوب أزمة فضلاً عن القاعدة الاقتصادية الواسعة للحلف مقارنة بما يتوافر لدى روسيا.

تعتبر الفئة العسكرية المولعة بالمغامرات والحروب أن روسيا لا تزال تشكل تهديداً لأوروبا، وامتداداً لأميركا، وتنفرج أساريرهم لعزم دول الحلف أخذ الأمر على قدرٍ عالٍ من الجدية. وتدرك تلك الفئة حاجة الدول الأعضاء الأحدث في الحلف لتحديث قدراتها القتالية، ما يعني تعاظم اعتمادها على دول الحلف الأساسية لتوفير قوات محترفة متطورة تقنياً وسريعة الحركة، لجسّ ومواجهة القوات المسلحة الروسية. ما لم يعد يقيناً لدى تلك الفئة هو مدى التزام دول الحلف الأوروبية وتضحيتها بموارد مالية هي في أمسّ الحاجة إليها للانفاق على وَهْم متطلبات التحضير للدخول في حرب باردة مجدداً يبقى المستفيد الأكبر المجمع الصناعي العسكري على ضفتي الأطلسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى