أردوغان يتوعّد خصومه بدفع الثمن!
ربّما يؤسّس انتصار حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية التركية، لمواجهة مع المعارضة، بدت مؤشراتها واضحة في الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة رجب طيّب أردوغان بُعيد إعلان النتائج. خصوصاً أنّه وصف فوزه بـ«الصفعة العثمانية» لمعارضيه، متوعّداً خصومه بدفع ثمن اتهاماتهم له.
وكانت عملية التصويت متوترة كما المشهد العام في تركيا، وجرت تحت رقابة أمنية مشدّدة، وتخللها اشتباكات أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص.
وفي التفاصيل، أعلن مرشح «العدالة والتنمية» لرئاسة بلدية أنقرة صباح أمس فوزه على مرشح المعارضة، وذلك بعد فرز الأصوات الذي استمرّ طوال الليل.
وقال رئيس البلدية المنتهية ولايته مليح غوكتشيك في مؤتمر صحافي جمعه إلى نائب رئيس الوزراء أمر الله أيسر ووزير العدل بكير بوزداغ: «سيدي رئيس الوزراء، لقد سهّلتم لنا الطريق، إن سكان أنقرة وتركيا تبنّوا نهجكم بـ45 في المئة، الطريق مفتوح».
وبعد فرز 99.65 في المئة من الأصوات، حصد غوكتشيك 44.74 في المئة مقابل 43.81 في المئة لمنافسه من حزب الشعب الجمهوري منصور يواس. وكان الخصمان قد أعلنا فوزهما على التوالي مساء أول من أمس في مناخ متوتّر أجّجته المخاوف واتهامات بالتزوير.
وحقق حزب أردوغان فوزاً كبيراً في الانتخابات البلدية حاصداً، على رغم فضائح الفساد التي تهزّه، 45.5 في المئة من الأصوات في مجمل مناطق البلاد، متقدماً على حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي نال 28 في المئة. وتلاه حزب «الحركة القومية» بنسبة 14 في المئة.
وإذ أراد أردوغان من الانتخابات أن تكون استفتاءً لشرعية حزبه في الحكم، بعد الحملة الشرسة التي واجهها من خصومه السياسيين، قال في خطابه أمام الآلاف من أنصاره: «إن الشعب أحبط المخطّطات الملتوية والفخاخ اللاأخلاقية… أولئك الذين هاجموا تركيا خاب أملهم». وتوعد خصومه بالردّ القاسي قائلاً لهم: «سوف ندخل إلى أوكارهم، سترون.. آن الأوان لتطهيرها في إطار القضاء».
الحملة الدعائية الانتخابية للحزب الحاكم رعاها أردوغان شخصياً، عبر جولاته في المدن والقرى. كل ذلك أظهر حجم اهتمام الرجل في تلميع صورته بعد فضيحة تسريب التسجيلات الصوتية وقضايا الفساد التي عصفت بحزبه في كانون الأول الماضي.
وانطلقت الاحتفالات بفوز حزب التنمية والعدالة حتى قبل الإعلان عن النتائج رسمياً.
من ناحية أخرى، قال حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيس في تركيا، إنه سيطعن بنتائج الانتخابات المحلية في العاصمة أنقرة.
وتجمّعت حشود غاضبة في مقر حزب الشعب الجمهوري زاعمةً أنّ تزويراً حدث، وقال مرشح الحزب لمنصب رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش على تويتر: «اليوم سنجهّز طلبنا لمقارنة محاضر صناديق الانتخاب وبيانات المجلس الأعلى للانتخابات».
وصرّح مسؤول في حزب الشعب أنّ الحزب سيطعن أيضاً بنتائج مدينة أنطاليا الساحلية الجنوبية، وهي من معاقله التقليدية التي فاز فيها أيضاً الحزب الحاكم.