استمرار الاعتصامات في بيروت والمناطق احتجاجاً على استمرار مشكلة النفايات والفساد

نفذت حملة «بدنا نحاسب» اعتصاماً مساء أمس في ساحة رياض الصلح رددوا خلاله شعارات ضد القمع ومؤيدة للقوى الأمنية. ووزعت الحملة تعميماً جاء فيه: «من أجل الحفاظ على سلامة المتظاهرين وأمنهم في كل التحركات أينما كانت، تم تشكيل فريق من المحامين المتخصصين بمبادرة من المفكرة القانونية. ونرجو من أي رفيق يتعرض لأي قمع أو توقيف أو يعرف عن أي توقيف بحق أي متظاهر أن يقوم بالتبليغ على الرقم الساخن 935579 78، و 03852708 «.

وكان محامو الموقوفين خلال الاعتصامات في رياض الصلح، التقوا أمس المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود لمعرفة مصير الموقوفين، وناشدوه بت ملفاتهم سريعاً.

وأوضح المحامون أن حمود اتصل بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وطلب من القوى الأمنية عدم التعامل مع المتظاهرين بقوة مفرطة.

ونظمت حملة «طفح الكيل»، تحت شعار «ثورة ضد الفساد السياسي والإداري، معاً نخلق لبنان حراً» اعتصاماً في ساحة التل وسط طرابلس، في حراك أكد منظمو الاعتصام أنه «تعبير سلمي ستنتفض به المدينة، في ثورة على الفساد السياسي والإداري». كما نفذّت الهيئات الشبابية اعتصاماً في ساحة حلبا تحت شعار «عكار منّا مزبلة».

وفي ساحة النجمة في صيدا اعتصمت حملة «شباب ضد النظام» تضامناً مع حملة «طلعت ريحتكم» رفع خلالها المعتصمون لافتات انتقدت النظام الطائفي ودعت إلى محاسبة الفاسدين وجاء في بعضها «الشعب يريد دولة العدالة الاجتماعية والثورة هي الحلّ ويا سرّاقين، الشعب سيحاسبكم وبعد الفقر وبعد الجوع التغيير مشروع مشروع».

وردد المعتصمون هتافات ضد المسؤولين في الدولة.

وفي صور نفذ «اتحاد الشباب الديموقراطي» اعتصاماً عند الكورنيش البحري الشمالي للمدينة، رفع فيه المشاركون اللافتات المنددة بالفساد الحاصل في البلد، وأطلقوا شعارات طالبت بإسقاط النظام. وأكدوا الاستمرار في الاعتصامات في مختلف المناطق حتى تحقيق المطالب المرفوعة.

وعشية الاعتصام المقرر غداً السبت صدرت مواقف لهيئات أهلية تراوحت بين الدعوة إلى المشاركة وبين المقاطعة.

وباركت «طاولة حوار المجتمع المدني»، في بيان، «التحرك الشعبي الذي حصل يوم السبت الماضي في 22 آب والذي شاركت فيه الطاولة في شكل رمزي»، لكنها اعتبرت أن «التحرك خرج عن هدف المطالبة واستغل لإحداث أعمال شغب وعنف»، معلنة أنها لن تشارك في التحرك يوم غد السبت.

وأكد تجمع منظمات المجتمع المدني في لبنان من جهته، دعمه حراك «طلعت ريحتكم»، مؤكداً «أهمية استمراره كحراك مستقل بعيداً من أي تسييس».

من جهة أخرى، دعا رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب فؤاد السنيورة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط إلى «اتخاذ موقف وطني سيذكره التاريخ بإعادة فتح مطمر الناعمة موقتاً لكي يلتقط لبنان وكل البلديات أنفاسهم حتى تعالج هذه مشكلة النفايات».

إلى ذلك، طلب وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور من وزير الداخلية نهاد المشنوق الإيعاز لمن يلزم بإزالة النفايات المرمية في شكل عشوائي في منطقة جل الديب قرب المنازل السكنية والمؤسسات الغذائية، ولا سيما المطاعم حيث تتراكم النفايات في شكل يؤدي الى أخطار صحية كبرى. وعقد اجتماع في مركز نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت، ضم كلاً من: رئيس نقابة مرفأ بيروت الدكتور بشارة الأسمر، رئيس نقابة الإهراءات بطرس جبرايل، رئيس نقابة الشاحنات نعيم سرايا، رئيس نقابة الترانزيت رفيق أبي صالح، رئيس نقابة مخلصي البضائع اسكندر مدور، رئيس نقابة الوكلاء البحريين حسن جارودي ورئيس نقابة بائعي الأسماك في بيروت عبدالله غزالة، وذلك إثر ورود معلومات عن اتجاه لوضع النفايات وتكديسها في الباحة الملاصقة لسوق الأسماك على مدخل المرفأ والمقابلة للمطاحن.

وتم على أثره، تأكيد عدم الموافقة على وضع أي نفايات إضافية في الباحة المذكورة على مدخل المرفأ، لما تشكله من ضرر على سوق الأسماك وعلى الأمن الغذائي».

كما ناشد المجتمعون المسؤولين كافة «عدم وضع النفايات في باحات المرفأ وتجنيبه المشاكل والإضرابات، خصوصاً أنه الحصن الاقتصادي المنيع الأول للدولة اللبنانية».

وفيما استمر تراكم النفايات في الشوارع والأحياء السكنية، أقدم مجهولون على حرق النفايات على مسلكي أوتوستراد ميرنا الشالوحي، وناشد السكان الدفاع المدني التدخل لإخمادها بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها.

من جهته، أوقفت مخابرات الجيش ثلاثة من سائقي الشاحنات التي عملت على تفريغ حمولتها من النفايات بعد ظهر أمس في رمي حي عين الشعب عند مدخل عرسال الشرقي، بعدما حاولت طمرها بالحجارة والأتربة.

في غضون ذلك، قطع موظفو وعمال شركة «سوكلين» طريق الكرنتينا أمام الشركة، مطالبين بضمانات تحفظ حقوقهم إذا تم تلزيم النفايات إلى شركة أخرى. فيما أصدرت الشركة بياناً أكدت فيه أنها «حريصة تماماً على حقوق جميع العاملين لديها وتلتزم بدفع جميع حقوقهم وأنها كعهدهم بها لن تخل بأي التزامات تجاههم».

كما أكدت الشركة «أن سياراتها وشاحناتها قد خرجت منذ الصباح لجمع النفايات في كل نقاط عملها، في بيروت والضاحية وكل المناطق التي جرى تأمين المطامر فيها».

إلى ذلك، ترأس وزير الاعلام رمزي جريج في مكتبه في الوزارة، اجتماعاً مع المسؤولين عن محطات التلفزيون، في حضور المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، دعاهم فيه إلى «التزام الموجبات التي تفرضها أحكام القانون وأخلاقيات المهنة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى